تونس تدخل في إضراب مفتوح وشوارع العاصمة مقفرة وإلغاء رحلات جوية

26-07-2013

تونس تدخل في إضراب مفتوح وشوارع العاصمة مقفرة وإلغاء رحلات جوية

بدأ في تونس اليوم الإضراب الاحتجاجي على اغتيال القيادي المعارض محمد البراهمي ما يشير إلى دخول البلاد بمفترق طريق جديد مفتوح على سيناريوهات عديدة.

وبدت شوارع العاصمة التونسية في ساعة بدء العمل اليوم في الإدارات مقفرة كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية إلغاء الرحلات الجوية التي كانت مقررة اليوم مع انضمام شركة الطيران التونسية للإضراب.

وأغلقت المقار التي تفتح أبوابها في شهر رمضان بينما أغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية في حين خلت الشوارع من حركة السيارات والنقل.

وقال مصدر ملاحي: "إن كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة ألغيت الجمعة ولم تقلع أي طائرة تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل للإضراب" مضيفا أن شركات الطيران إير فرانس واليتاليا وبريتش ايرويز ألغت رحلاتها من تونس واليها بسبب إضراب الفنيين على الأرض.

أما في مدينة سيدي بو زيد مسقط رأس البراهمي تم تنفيذ الإضراب بشكل واسع وبدت المدينة الواقعة وسط غرب البلاد مشلولة باستثناء بعض نقاط بيع المواد الغذائية بينما نفذ الإضراب في الإدارات والمصانع.

وكانت الشرطة التونسية فرقت تظاهرات غاضبة أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في سيدي بوزيد مساء أمس كما في العاصمة تنديدا باغتيال البراهمي محملين حركة النهضة الحاكمة مسؤولية الاغتيال وذلك في مركز ولاية سيدى بوزيد كما أحرقوا مقر الولاية وتم إغلاق الطرقات إثر اغتياله.

ويعد الإضراب الوطني الواسع اليوم الثاني من نوعه في ظل حكم حركة النهضة الإسلامية حيث جرى الإضراب الاول بدعوة من الاتحاد النقابي العمالي غداة اغتيال المناضل شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص أمام منزله في السادس من شباط الماضي.

وكانت الجبهة الشعبية التونسية وهي "ائتلاف سياسي يضم عشرة أحزاب" دعت إلى عصيان مدنى سلمي في تونس اليوم حتى إسقاط الحكومة التي تقودها حركة النهضة احتجاجا على اغتيال "البراهمي".

في السياق ذاته أعلن مكتب مدعي الجمهورية التونسية اليوم أن تشريح جثة المعارض البراهمي كشف انه أصيب بـ14 رصاصة من عيار 9 ملم.

وقال مكتب المدعي في بيان أن الطبيب الشرعي سحب 14رصاصة من جثمان الراحل بينها ست في النصف العلوي من الجسم وثماني رصاصات في الساقين مضيفا ..أن قاضي تحقيق حضر التشريح في مستشفى شارل نيكول في العاصمة التونسية وتم فتح تحقيق بالقتل العمد والإرهاب.

وقال أعضاء في عائلة البراهمي إن جثمانه سينقل اليوم من المستشفى إلى منزله الواقع شمال العاصمة قبل تشييعه المقرر يوم غد السبت إلى مقبرة الجلاز في تونس.

وكان مسلحون اغتالوا أمس البراهمي النائب في المجلس الوطني التأسيسي التونسي والأمين العام السابق لحركة الشعب بالرصاص في منزله في حي الغزالة بولاية أريانة اللصيقة بالعاصمة التونسية.

فيما أعلن وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة لطفي بن جدو اليوم أن النائب في المجلس التأسيسي التونسي والأمين العام السابق لحركة الشعب المعارض البارز محمد البراهمي قتل بنفس قطعة السلاح التي قتل بها قبل ستة أشهر الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد المناضل شكري بلعيد.

ونقلت رويترز عن بن جدو قوله في مؤتمر صحافي أن سلفيا متشددا يدعى بوبكر الحكيم هو المتهم الرئيسي في قتل بلعيد والبراهمي حيث استعمل السلاح نفسه في العمليتين وهو عبارة عن سلاح اتوماتيكي من عيار 9 ملليمتر زاعما أن السلطات تلاحق الحكيم لتهريبه أسلحة من ليبيا.

وإثر ذلك توقع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون إفريقيا ميخائيل مارغيلوف أن يتكرر في تونس ما جرى في مصر من تنحية لجماعة الإخوان بعد مظاهرات حاشدة مشيرا إلى تزايد المجابهات بين العلمانيين والمتطرفين الدينيين في مناطق شمال إفريقيا بشكل عام.

وقال مارغيلوف في تصريح اليوم: "إن الوضع في تونس يشير الى قيام المعارضة باحتجاجات جماهيرية تعود أسبابها إلى اشتداد فعالية المتطرفين الدينيين والصعوبات الاقتصادية التي يوظفها السلفيون لمصالحهم اضافة إلى اغتيال القادة والزعماء الوطنيين".

ولفت إلى أن //الجهاديين// الذين يحصلون على أسلحة من الترسانات الليبية يدخلون في مجابهات مسلحة مع قوى حفظ النظام في تونس ما يدل على أن الأمور تتجه نحو قيام السكان المعارضين لحكم حركة النهضة الإخوانية باحتجاجات جماهيرية.

وأكد مارغيلوف أن الصراع بين العلمانيين والمتطرفين الدينيين في تونس لا يقل عما هو عليه في مصر.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...