تفجيرات أتاتورك ضربة موجعة للسياحة في تركيا

30-06-2016

تفجيرات أتاتورك ضربة موجعة للسياحة في تركيا

تلقت السياحة في تركيا، التي تراجعت في أيار إلى أدنى مستوياتها في 22 عاماً، ضربة موجعة مع الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك مساء الثلاثاء. وسقط عشرات القتلى والجرحى إثر 3 تفجيرات انتحارية هزت مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، تخللها إطلاق نار. وعقب الهجمات الإرهابية علقت جميع الرحلات في المطار، الذي يعد أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا.
ولا تبشر هذه الحادثة بخير لبقية الموسم السياحي الممتد من أيار إلى آب، الذي يتوافد فيه السياح إلى شواطئ تركيا، إضافة إلى أنها تقوض خطط تركيا، التي تعد الوجهة السياحية السادسة في العالم حالياً، باستقبال 50 مليون سائح سنوياً في عام 2023.
وتوقع سليم كونتر، المحلل في «دنيز للاستثمار» أن يكون للهجمات الإرهابية على مطار «أتاتورك» أثر سلبي على قطاع الأعمال في تركيا عامة، والسياحة خاصة.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» العالمية قول المحلل: «أرجح أن تهز هذه الحادثة الثقة بقطاع الأعمال، والسياحة أكثر من حوادث سابقة. في الواقع أنه تطور مؤسف لقطاع السياحة والطيران في البلاد قبل عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل، وذروة موسم السياحة في فصل الصيف». وأضاف المحلل: «الحادثة تقضي على بصيص الأمل في انتعاش حركة السياحة، وخاصة بعد ذوبان جليد العلاقات بين روسيا وتركيا».
وأفادت وكالة «رويترز» في وقت سابق بأن عدد السياح الذين استقبلتهم تركيا هبط أكثر من الثلث في أيار مسجلاً أكبر انخفاض في 22 عاماً.
ووفقاً للبيانات الرسمية فإن السياحة هبطت بنسبة 34.7% على أساس سنوي في أيار، حيث وصل 2.49 مليون زائر خلال الشهر. وهذا هو أكبر انخفاض منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1994.
وأظهرت البيانات أيضاً أن عدد السياح الروس هوى بنسبة 91.8%، على حين انخفض عدد السياح الألمان بنسبة 31.5%.
وقبل هجمات أتاتورك، ظهرت بوادر أمل بانتعاش قطاع السياحة في البلاد بعدما اعتذرت تركيا يوم الإثنين لروسيا عن إسقاط طائرة حربية تابعة لها، في بادرة على أنها تسعى لتحسين العلاقات التي أضر توترها باقتصادها، حيث قامت موسكو بفرض تدابير مختلفة منها تعليق الرحلات السياحية إلى تركيا.
لكن اتحاد شركات السياحة الروسي توقع أن يكون رفع الحظر على الرحلات السياحة غير كاف لعودة السائح الروسي إلى تركيا، إذ سيتطلب الأمر ضمانات جدية من الجانب التركي فيما يتعلق بالأمن.
وقالت الدائرة الصحفية لاتحاد شركات السياحة الروسي: «إن الهجمات الإرهابية في أتاتورك ستفاقم الوضع في قطاع السياحة التركي، إذا كان غياب السائح الروسي يعود إلى توتر العلاقات بين البلدين، فإن عزوف السياح الألمان والبريطانيين مرتبط بقضايا أمنية».
وعامة شهد الوضع الأمني في تركيا تدهوراً منذ الصيف الماضي متأثرا بالنزاع الكردي، والهجمات الدامية على الأراضي التركية المنسوبة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
ويؤذن تراجع السياحة بمزيد من المعاناة للاقتصاد التركي الذي تضرر جراء تباطؤ الصادرات وضعف الاستثمارات الخاصة. ويتوقع بعض خبراء الاقتصاد انخفاض إيرادات السياحة بمقدار الربع في العام الحالي، ما يكبد الاقتصاد خسائر تبلغ نحو 8 مليارات دولار أو ما يعادل نحو 1% من إجمالي الناتج المحلي.
يذكر أن سياسات نظام رجب أردوغان الداخلية والخارجية ودعمه للإرهاب في المنطقة وتورطه في قضايا فساد أدت إلى حدوث اضطراب كبير في الاقتصاد التركي وتراجع الاستثمارات الأجنبية في البلاد.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...