تاريخ العنف الإسرائيلي ضد الموحدين الدروز

17-11-2007

تاريخ العنف الإسرائيلي ضد الموحدين الدروز

الجمل: لم تهتم وسائل الإعلام العربي المقروءة والمسموعة بحادثة قيام عناصر الأمن الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية بالاعتداء على العرب السوريين من طائفة الموحدين الدروز الموجودين في بعض قرى الجولان المحتل.
* الدروز السوريون في مواجهة عنف الاحتلال الإسرائيلي:
تحدث البروفيسور كايس فيررو الخبير المختص بمجتمع الموحدين الدروز في جامعة حيفا إلى شبكة  إي إس إن الاستخبارية السويسرية مشيراً إلى أن إسرائيل ظلت منذ العام 1948م تحاول فصل طائفة الموحدين الدروز عن هويتها وانتمائها العربي، وذلك عن طريق استخدام الكثير من الوسائل ومن أبرزها:
• استخدام العنف المؤسسي: ويتضمن العمل من أجل الفصل الرسمي بين العرب الموحدين الدروز، وبقية العرب الموجودين داخل الأراضي الإسرائيلية، ومن الأمثلة على ذلك قيام الإسرائيليين بإنشاء نظام تعليمي خاص منفصل للعرب الموحدين الدروز عن بقية العرب.
• استخدام العنف الوظيفي: ويتضمن إرغام العرب الموحدين الدروز على أداء الخدمة العسكرية الإسرائيلية، وأيضاً تغيير صفة الانتماء المكتوبة على بطاقة الهوية من "عربي" إلى "درزي"، وما تزال السلطات الإسرائيلية تمارس الكثير من التشدد في فرض الجانبين المؤسسي والوظيفي في الضغط على العرب الموحدين الدروز.
* حقيقة النوايا الإسرائيلية:
يحاول الإسرائيليون القضاء على تماسك القوام العربي الموجود داخل الأراضي المحتلة، وذلك عن طريق تفكيك هذه المجتمعات إلى مكونات صغيرة متعددة، وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل حاولت وما تزال تحاول تمزيق النسيج الاجتماعي العربي داخل الأراضي المحتلة عن طريق الآتي:
• فصل السكان العرب ذوي الأصول الشركسية عن بقية العرب.
• فصل السكان العرب ذوي الأصول البدوية عن بقية العرب.
• فصل السكان العرب المسيحيين عن بقية السكان العرب المسلمين.
• فصل السكان العرب على أساس انتماءاتهم الإقليمية الجغرافية المحلية: نابلسيين (نسبة إلى نابلس)، وصفديين (نسبة إلى صفد)، وغزاويين (نسبة إلى غزة)، وعكاويين وحيفاويين .... وهلمجرا.
* العرب الدروز ومقاومة الاستهداف الإسرائيلي:
ما لم يتنبه إليه أو يتجاهله الإسرائيليون هو أن العرب الموحدين الدروز لم يكونوا في أي يوم من الأيام مكوناً هامشياً في حركة الصعود القومي العربي، وإنما كانوا دائماً عاملاً فاعلاً ومكوناً رئيسياً في هذا الصعود:
• الدور الفاعل لسكان جبل العرب من الموحدين الدروز في كافة مراحل الثورة العربية.
• مقاومة حملة إبراهيم باشا التي حاولت اقتحام منطقة جبل العرب، وضمه إلى ممتلكات الأسرة الألبانية التي حكمت مصر بقيادة الضابط الألباني محمد علي باشا وأبنائه وأصهاره.
• الدور الفاعل للعرب السوريين الموحدين الدروز في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجولان.
• الدور الفاعل للعرب الفلسطينيين الموحدين الدروز في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ويقف الشاعر سميح القاسم مثلاً بارزاً على ذلك..
* الأبعاد غير المعلنة للتحركات الإسرائيلية ضد دروز الجولان:
تقول المعلومات بأن إسرائيل تحاول إلحاق وضم أراضي الدروز في الجولان وغيرها، وذلك عن طريق التحايل على مخططات تنظيم ملكية الأرض وتبعيتها لجهة مصادر الخدمات المالية والإدارية والزراعية..
كذلك تحاول سلطات الاحتلال إعادة هيكلة المناطق الدرزية المحتلة عن طريق تشتيت توزيعها، على النحو الذي يفتت الكيان الواحد الذي ظلت تنتظم ضمنه هذه الأراضي عبر مئات السنين، وتجدر الإشارة إلى أن عملية تفتيت وتوزيع الأراضي الزراعية، يترتب عليها بالضرورة تفتيت وتوزيع المصالح الواحدة إلى عدة مصالح فرعية بمعنى أن كل منها في اتجاه مختلف عن الآخر، مما يؤدي بالضرورة إلى تفتيت مجتمع المالكين من أصحاب الأرض إلى مجموعات صغيرة لا تربط بينها مصالح مشتركة على النحو الذي يتيح لإسرائيل لاحقاً التلاعب على خطوط الانقسام وخلق عملية تضارب مصالح سوف يترتب عليها بالضرورة الصراع الأهلي الداخلي بين السكان المحليين.
عموماً، إن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الاستقرار الاجتماعي للسكان المحليين لم ينحصر في المخططات الإسرائيلية ضد دروز الجولان السوري ومنطقة الجليل وحيفا، وإنما سبقتها محاولات ما تزال مستمرة لاستهداف الكيان الاجتماعي للسكان العرب البدو، وعلى وجه الخصوص البدو الموجودين حالياً في منطقة صحراء النقب. 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...