باكستان: تاريخ من الاغتيالات والانقلابات

28-12-2007

باكستان: تاريخ من الاغتيالات والانقلابات

تأسست الجمهورية الباكستانية في 14 آب 1947 بعد انفصالها «الدموي» عن الهند على أثر انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني. ويعود الفضل في تأسيس باكستان إلى رئيسها الأول محمد علي جناح، الذي ما زال ينظر إليه كرمز للدولة رغم أنّه لم يحكم البلاد أكثر من سنة، حيث توفي في العام .1948
وعلى مدى نحو 60 عاماً، واجهت الدولة الوليدة، التي قامت على أسس دينية وقبلية، العديد من التحديات الداخلية والخارجية، ففي السنة التي تلت الانفصال خاضت باكستان سلسلة من الحروب مع الهند حول إقليم كشمير. انتهت الحرب الأولى في العام 1949 بتقسيم الإقليم إلى شطرين: «أزاد - كشمير» (باكستان) و»جامو- كشمير» (الهند).
في العام 1958 دخلت باكستان للمرة الأولى في نظام الحكم العسكري، عندما أحكم الجنرال أيوب خان قبضته على السلطة معلناً فرض الأحكام العرفية، في مرحلة شهدت الحرب الثانية مع الهند حول كشمير (1965)، والتي انتهت في العام 1972 بتوقيع «اتفاقية سيملا».
في العام 1969 استقال أيوب خان ليخلفه الجنرال يحيى خان، في وقت كانت فيه البلاد تواجه تحديات خطيرة. فإلى جانب الحرب مع الهند، شكلت باكستان الشرقية في العام 1971 ما بات يعرف اليوم ببنغلادش، وذلك بدعم مباشر من نيودلهي.
في العام 1973 تولى «زعيم حزب الشعب الباكستاني» ذو الفقار علي بوتو رئاسة الوزراء، قبل أن ينتهي به الأمر على حبل المشنقة في العام ,1979 على أثر الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال ضياء الحق، الذي ادخل البلاد في مرحلة ثانية من الحكم العسكري، توطدت خلالها العلاقات العسكرية بين باكستان وواشنطن على أثر الاجتياح السوفياتي لأفغانستان.
استمر الحكم العسكري في باكستان 11 عاماً، لينتهي في العام 1988 بمقتل ضياء الحق في حادث جوي غامض أسفر أيضاً عن مقتل السفير الأميركي لدى إسلام أباد وعدد من المسؤولين الباكستانيين.
مع وفاة ضياء الحق، تولى غلام عشق خان رئاسة البلاد، متعهداً بإجراء انتخابات برلمانية في العام ذاته، أوصلت ابنة ذو الفقار علي بوتو، بنازير، إلى رئاسة الحكومة، قبل أن تتنحى عن منصبها بعد عامين أثر اتهامها بالفساد، ليخلفها زعيم «الرابطة الاسلامية» نواز شريف الذي طبق سياسة لتحرير الاقتصاد أثارت أزمة حادة في البلاد، وانتهت في العام 1993 باستقالته تحت ضغط المؤسسة العسكرية.
استعادت بنازير بوتو مجدداً رئاسة الحكومة لكنها اضطرت مجدداً إلى الاستقالة في العام 1996 بعد اتهامها بالفساد، فيما أسفرت الانتخابات البرلمانية في العام التالي عن فوز نواز شريف الذي ترأس الحكومة مجدداً، متخذاً إجراءات انتقامية ضد منافسيه، حيث حُكم على بوتو غيابياً بالسجن، فيما سعى إلى منع الجنرال برويز مشرف من دخول البلاد، على أثر أزمة مع الجيش، انتهت بانقلاب العام ,1999 الذي أوصل مشرف إلى السلطة وقاد شريف إلى منفاه السعودي.
في العام ,2007 عاد شريف وبوتو الى باكستان. وترافقت عودة رئيسة الوزراء السابقة مع هجوم دموي قتل خلاله ما لا يقل عن 139 شخصا، وذلك في هجوم انتحاري بقنبلة على موكب بوتو الذي كان يسير عبر كراتشي. وهو واحد من أكثر الهجمات دموية في تاريخ باكستان.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...