انفجار ميدان الحسين بالقاهرة: أبرز التساؤلات والشكوك

23-02-2009

انفجار ميدان الحسين بالقاهرة: أبرز التساؤلات والشكوك

الجمل: عادت بالأمس الانفجارات وهي تطل برأسها من جديد في الساحة المصرية التي سبق أن ظلت لفترة طويلة مسرحاً للاغتيالات والتفجيرات التي ظلت تقوم بها الحركات الأصولية الإسلامية المصرية، وعلى وجه الخصوص: الجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد. هذا، ويمثل انفجار الأمس تطوراً جديداً بالغ الخطورة وتحديداً لجهة التوقيت والتطورات السياسية الجارية في الشرق الأوسط.
* انفجار ميدان الحسين: ماذا تقول المعلومات؟
تقول المعلومات الواردة من القاهرة أن الانفجار وقع في الحديقة المطلة على جامع الحسين وتحديداً في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، وأضافت المعلومات ما يلي:
• الضحايا: قتيلة فرنسية و25 جريحاً، أغلبهم من الأوروبيين، إضافة إلى 3 سعوديين.
• التقنية: وضع قنبلتين أسفل المقاعد الحجرية انفجرت إحداهما وتم إبطال مفعول الثانية.
• الاتهامات: اعتقلت سلطات الأمن المصرية ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة ولم يتم الإفصاح عن هوياتهم.
وبرغم وضوح الحادثة، فإن اللافت للنظر أن التقارير الإعلامية ما تزال تحمل العديد من الأقوال والمزاعم المتضاربة فهناك من يقول بأن الانفجار وقع في سوق بازار خان الخليلي السياحي الشهير بالتحف والشرقيات القريب من جامع الحسين وهناك من يقول أن الحادثة تضمنت انفجار قنبلتين، الأولى ألقيت بواسطة راكب دراجة (موتو سيكل) والثانية ألقيت من نافذة أحد الفنادق المطلة على المنطقة، هذا وتجدر الإشارة إلى أن كل واحد من هذه التقارير يستند إلى مصادره "العليمة".
* الجماعات الأصولية الإسلامية المصرية: الخلفيات والملامح البارزة:
أكدت كل الدراسات والتقارير وبحوث مراكز الدراسات بأن مصر تمثل البؤرة الرئيسية التي شكلت منبع الحركات الأصولية الإسلامية التي اتسع نطاقها لاحقاً على النحو الذي ترتب عليه انتشار المزيد من أشكال العنف السياسي المرتفع والمنخفض الشدة في كافة أنحاء العالم تقريباً. هذا، ويمكن الإشارة إلى خلفيات تشكل الجماعات الأصولية الإسلامية المصرية، على النحو الآتي:
• تنظيم الجماعة الإسلامية: يعتبر الفصيل الإسلامي المسلح الرئيسي في الساحة المصرية بسبب حجم عضويته وحجم عملياته وشبكة علاقاته الخارجية إضافة إلى قيامه بتنفيذ الكثير من العمليات النوعية الفائقة الخطورة، التي من أبرزها: اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، ومحاولة اغتيال الرئيس الحالي محمد حسني مبارك.
• تنظيم الجهاد الإسلامي: يتميز بحجمه الصغير وسرعته في الحركة والسرية الشديدة ووجود العناصر الأشد تطرفاً، وتقول المعلومات والتسريبات بأنه أكثر دقة في تنفيذ عملياته إضافة إلى تحديد عملياته النوعية لجهة توجيهها ضد النظام المصري والمصالح الأمريكية والإسرائيلية.
• التنظيمات الأصولية الإسلامية الصغيرة: توجد في الساحة المصرية العديد من التنظيمات الأصولية الصغيرة التي انشق بعضها عن تنظيمي الجماعة والجهاد، أو كان بعضها تنظيماً كبيراً في الماضي ولكنه بسبب كثرة الانشقاقات واختراقات الأجهزة الأمنية المصرية لصفوفه أصبح تنظيماً صغيراً كجماعة التكفير والهجرة، وغيرها.
إضافة إلى التنظيمات الأصولية الإسلامية المصرية المسلحة، توجد حركة الإخوان المسلمين التي تعتبر الإطار العام الذي تعمل ضمنه القوى الإسلامية المصرية وتقول المعلومات والتقارير بأن جماعة الإخوان المسلمين تركز حالياً على حصر نشاطها في المجال السياسي وتحديداً ضمن الأطر والهياكل المؤسسية الدستورية للعملية السياسية المصرية.
* انفجار الأمس: أبرز التساؤلات والشكوك:
تقول التقارير والمعلومات أن تنظيم الجماعة الإسلامية المصري وتنظيم الجهاد الإسلامي المصري قد عقدا اتفاقاً مع السلطات المصرية تضمن ما يلي:
• التزام التنظيمين بالانخراط في هياكل العملية السياسية أسوة بجماعة الإخوان المسلمين التي استطاعت عن طريق ذلك تثبيت قوامها في أوساط الرأي العام المصري.
• التزام الحكومة المصرية بإطلاق سراح المعتقلين من عناصر التنظيمين، وهو ما تم بالفعل حيث تم إطلاق عدد كبير من القيادات.
على خلفية ما حدث بالأمس، تقول المعلومات أن أجهزة الأمن المصرية تستبعد تورط أي من التنظيمين في العملية، والأكثر احتمالاً بالنسبة لها هو تورط أحد التنظيمات الأصولية الصغيرة الناشطة في الساحة المصرية.
السيناريو الأكثر توقعاً هو أن يكون انفجار الأمس قد تم بواسطة نفس الجماعة أو الجماعات الأصولية الإسلامية الصغيرة التي ما زالت غامضة بالنسبة لأجهزة الأمن المصرية وتقول التسريبات أن هناك جماعتين هما:
• ألوية عبد الله عزام التابعة لتنظيم القاعدة، للعمل في المسرحين السوري والمصري.
• جماعة المحاربين المصريين الأتقياء.
وتقول المعلومات أنهما أعلنتا المسؤولية عن تفجيرات الأقصر وطابا وشرم الشيخ، وأضافت المعلومات بأن أجهزة الأمن قامت بفحص الحمض النووي المأخوذ من أشلاء الانتحاريين الذين نفذوا عمليتي طابا وشرم الشيخ، وتقول المعلومات (برغم التكتم المصري عليها) أن أجهزة الأمن المصرية أخذت عينات من دم البدو المقيمين في شبه جزيرة سيناء، ثم بعد فحص الحامض النووي عادت أجهزة الأمن ومارست تنكيلاً واسعاً بخمسة من الأسر البدوية المقيمة في سيناء.
برغم ذلك، فإن التساؤل حول المسؤولية عن تفجير الأمس تبقى الإجابة عنه مفتوحة ومن أبرز الاحتمالات أن يكون جهاز الموساد لجأ إلى تطبيق سيناريو الانفجارات ليتم إخراجه على غرار انفجارات لبنان، وإذا كان سيناريو هندسة الانفجارات والاغتيالات في الساحة اللبنانية قد استهدف به الموساد تجريم سوريا وحزب الله اللبناني فإن المقصود بتطبيق السيناريو في مصر، هو تضليل الرأي العام المصري والعالمي بما يؤدي للآتي:
• إثارة العداء للحركات الإسلامية.
• إثارة العداء لحركة حماس في غزة.
• ترسيخ فكرة أن قطاع غزة قد أصبح للعناصر والحركات الإسلامية المتطرفة، وبالتالي دفع السلطات المصرية باتجاه تشديد الحصار ضد القطاع.
إضافة لذلك، ربما تكون قد نفذته أجهزة الأمن المصرية نفسها، لجهة استخدام تداعيات الحادثة من أجل إخراج نظام حسني مبارك من عزلته وتبرير تورطه في إيقاع العقاب الجماعي على سكان قطاع غزة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...