المالكي يؤكد طلب تشكيل محكمة دولية

04-09-2009

المالكي يؤكد طلب تشكيل محكمة دولية

كرر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، اتهام سوريا «بإيواء منظمات مسلحة ومطلوبين» يقفون وراء تفجيرات وهجمات وقعت في العراق، مشيرا إلى أن بغداد قدمت إلى دمشق معلومات حول «اجتماع عقد في الزبداني ضم بعثيين وتكفيريين في حضور رجال مخابرات سوريين»، موضحا «لقد أصبحنا مضطرين للطلب من مجلس الأمن الدولي تشكيل محكمة جنائية دولية لان العراق يتعرض إلى تهديد جدي من دول الجوار». المالكي خلال لقائه رؤساء البعثات الدبلوماسية في بغداد أمس.
في غضون ذلك، ذكرت قناة «العربية» إن المالكي بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطلب فيها تشكيل لجنة تحقيق خاصة بالتفجيرات الدامية التي وقعت في بغداد في 19 آب الماضي. وأوضحت انه لم يتم في الرسالة توجيه أي اتهامات لأي بلد معين. ونقلت قناة «برس تي في» عن أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي قوله «سوريا والعراق أصدقاء لنا، وسنحاول إعادة علاقات الصداقة بينهما».
وبعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية السورية السفراء المعتمدين في دمشق لاطلاعهم على الموقف السوري من الوضع الراهن للعلاقة مع بغداد، استدعى المالكي رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في بغداد، وشرح لهم «تداعيات التفجيرات على العلاقات العراقية السورية».
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله «لقد سعت الحكومة العراقية لحل المشاكل الموروثة مع دول المنطقة والعالم من تركة النظام السابق ومن سياسات التدخل في شؤون الآخرين، وعملنا على ذلك بجد، وتأكيدا لرغبتنا الصادقة في تحسين العلاقات مع سوريا وقعنا على اتفاق إقامة مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى، وكان ذلك تعبيرا عن حسن نية من جانب العراق ولرغبتنا في التعاون مع الأشقاء في جميع المجالات».
وأضاف «بعض دول الجوار اعتبرت وجود القوات المتعددة مضرا بأمنها القومي، وبدأت بعملية التدخل تحت ذريعة مقاومة الاحتلال، أما بعد انسحاب القوات الأميركية فلم يعد هذا الأمر مقبولا، إنما نعده عملا عدوانيا».
وأكد المالكي أن «الأزمة مع سوريا ليست جديدة، فقد أجرينا اتصالات على مستويات متعددة مع المسؤولين السوريين حول نشاط قادة حزب البعث المنحل والمنظمات الإرهابية التي تعمل ضد العراق من الأراضي السورية، وقدمنا معلومات ووثائق، وآخرها خلال زيارتنا الأخيرة إلى دمشق ولقائنا المسؤولين السوريين، سمعنا منهم كلاما طيبا حول التعاون لكن نشاط هذه المنظمات لم يتوقف بل تصاعد».
وأوضح «قدمنا معلومات حول اجتماع عقد في الزبداني في 30 تموز الماضي، ضم بعثيين وتكفيريين بحضور رجال مخابرات سوريين». وتساءل «لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والانتربول على الأراضي السورية، ولماذا يسمحون للفضائيات التي تعرض كيفية صناعة القنابل والمتفجرات (بالبث) بينما لا يسمحون بصوت معارض لهم؟». وقال «لقد أصبحنا مضطرين للطلب من مجلس الأمن الدولي تشكيل محكمة جنائية دولية لان العراق يتعرض إلى تهديد جدي من دول الجوار».
وأشار المالكي إلى «عملية تسلل حدثت قبل أيام إلى داخل الأراضي العراقية من قبل مجموعة قتل احد أفرادها وعاد الآخرون إلى داخل سوريا، وهذه العملية هي تكرار لعملية حدثت قبل عام عندما دخلت مجموعة إرهابية وقتلت 10 من رجال الشرطة وعادت مرة أخرى إلى داخل الأراضي السورية». وأضاف «رحبنا بالوساطة التركية وقدمنا معلومات وخرائط وقلنا للوزير التركي (احمد داود اوغلو) إن الجانب السوري سينكر وذكرناه بقضية (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبد الله أوجلان» الذي كان مقيما في دمشق إبام التسعينيات. وعرض على «أعضاء البعثات الدبلوماسية بيانات لحزب البعث صادرة من سوريا تدعو لنسف العملية السياسية» في العراق.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «إننا نتساءل حاليا عن أي مدى ستتعاون سوريا مع المطالب العراقية، فقد كان أوغلو هنا في الوقت الذي تسأل سوريا فيه عن أدلتنا، وقد أعطيناه أدلة تتضمن صورا فوتوغرافية عن معسكرات تدريب وقائمة بالناس المطلوبين». وأضاف «إننا لا نتهم السوريين بتنسيق وتنظيم وتنفيذ هذه التفجيرات، لكنهم (الإرهابيون) يعيشون ويتمتعون بالحماية والتنقل في سوريا».

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

هل تنجح دبلوماسية أنقرة الوقائية في تحقيق التهدئة على خط دمشق-بغداد
"تحركات" دافو توغلو و"وصايا" هيلاري كلينتون: إلى أين؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...