القـاهـرة تسـتعـد لـ«جمـعـة الخـلاص» مـن بقـايـا مبـارك

24-02-2011

القـاهـرة تسـتعـد لـ«جمـعـة الخـلاص» مـن بقـايـا مبـارك

اكتسبت التظاهرة المليونية المقررة غدا في ميدان التحرير في وسط القاهرة زخما إضافيا ومغزى جديدا عندما اتفقت على شعار «جمعة الخلاص» من بقايا نظام مبارك، سواء في الحكومة التي أعيد تشكيلها وتجميل وجوهها ما أثار حفيظة مختلف قوى المعارضة وخوفها من أن التغيير الجذري المطلوب ما زال متعثرا، او القضاء الذي لا يزال يخضع لسلطة قضاة موروثين من العهد المخلوع، أو في الامن الداخلي الذي لم يبلغ مرحلة الاطمئنان التام، وشهد امس تظاهرة نظمها أمناء شرطة يطالبون بإعادتهم الى الخدمة وانتهت بإحراق احد مباني وزارة الداخلية. المغربي وجرانة خلال الوصول إلى المحكمة في شمال القاهرة أمس
وناقشت حكومة تسيير الأعمال برئاسة أحمد شفيق في أول اجتماع تعقده بعد التعديلات الوزارية الأخيرة، تشكيل لجنة للحوار الوطني، وقضايا عمل الشرطة وأجهزة وزارة الداخلية والمعتقلين وعودة المصريين من ليبيا. وتقرر أن يشرف نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور يحيى الجمل على شؤون مجلسي الشعب
والشورى، والمجلس الأعلى للصحافة، وأن يرأس لجنة الحوار الوطني التي تقرر إنشاؤها بهدف إجراء حوار موسع مع مختلف القوى الوطنية في مصر.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية مجدي راضي إلى أن «لجنة الحوار الوطني مفتوحة، ويمكن أن تشارك فيها وزارات مثل التعليم والسياحة والمالية والأوقاف والاتصالات»، لافتاً إلى أن اللجنة «تتمتع بحرية الاستعانة بأية جهات أو خبرات».
وعقد الاجتماع الأول لحكومة شفيق المعدلة في الوقت الذي شهدت فيه القاهرة اضطراباً أمنياً تمثل في قيام رجال شرطة سابقين كانوا يحتجون أمام مبنى تابع لوزارة الداخلية بإضرام النار في مبنى إداري مجاور وعدد من السيارات.
وذكر مصدر أمني أن أمناء شرطة يطالبون بإعادتهم إلى قوات الشرطة، ألقوا الزجاجات الحارقة على مبنى تابع للوزارة. وأضرمت النار في العديد من السيارات امام المبنى، مشيراً إلى أن الجنود المنتشرين في العاصمة منذ الثورة المصرية تمكنوا من إخماد الحريق، ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
إلى ذلك، مثل ثلاثة من كبار الشخصيات في نظام الحكم السابق أمام محكمة في القاهرة بزي السجن الأبيض اللون. وجلس وزير السياحة السابق زهير جرانة ووزير الإسكان السابق أحمد المغربي وأمين التنظيم السابق في الحزب الوطني أحمد عز داخل قفص الاتهام الحديدي بينما كان القاضي يعلن حكما بمنع أي تعاملات تجارية في ممتلكاتهم.
وفي السياق، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن النائب العام المصري عبد المجيد محمود أمر بمنع رئيس الوزراء السابق عاطف عبيد، ووزير الثقافة السابق فاروق حسني، ورئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون أسامة الشيخ من السفر، مشيرة إلى أن القرار شمل أيضاً رجل الأعمال والقيادي البارز في الحزب الوطني محمد أبو العينين وثمانية رجال أعمال آخرين.
وأوضح مكتب النائب العام أن قرارات المنع من السفر اتخذت «لاتهامهم في بلاغات جدية تلقتها نيابة الأموال العامة العليا ضدهم».
في هذا الوقت، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ستتحرك بناء على طلب من مصر لتجميد أصول مبارك وأسرته، موضحة أنها طلبت إحالة الطلب الذي تقدمت به وزارة الخارجية المصرية في هذا الصدد «فورا» إلى السلطات المعنية، وذلك بهدف «ضمان تحقيق نتيجة مرضية».
ودعت «اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة 25 يناير» الشعب المصري للخروج في تظاهرة مليونية جديدة غداً، تحت شعار «جمعة الخلاص» من حكومة النظام السابق، وللمطالبة بـ«وضع حد لإقامة الرئيس السابق حسني مبارك» في شرم الشيخ.
ونقلت صحيفة «الأهرام» اليومية عن اللجنة المكونة من ستة ائتلافات شبابية، من بينها «ثوار مصر» ومصر الحرة» وحركة «شباب 25 يناير»، مطالبتها باستمرار الثورة إلى حين الاستجابة لكامل مطالب الشعب. وأوضحت اللجنة أن «بقاء الرئيس المخلوع حسني مبارك في شرم الشيخ مع ابنه ومساعديه وبقايا النظام السابق يمثل أكبر تهديد للثورة وإرادة الشعب». كما طالبت بإقالة النائب العام عبد المجيد محمود «لأنه جزء رئيسي من النظام المخلوع ورفض طوال السنوات الماضية فتح التحقيق في بلاغات الفساد التي قدمت له ما أدى إلى تردي أوضاع البلاد ونهب ثرواتها».
ودعا «حزب الوفد» المعارض إلى إجراء انتخابات رئاسية قبل تعديل الدستور. وشدد رئيس حزب الوفد المصري الدكتور السيد البدوي على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وبعدها يقوم الرئيس الجديد بالدعوة إلى وضع دستور جديد للبلاد في إطار جمهورية برلمانية مدنية ديموقراطية وعادلة.
وأعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» أنها ستشارك في التظاهرة المليونية، مشددة على ضرورة متابعة مطالب «ثورة 25 يناير»، وعلى رأسها إنهاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح السجناء السياسيين وتطهير الحكومة ممن عينهم مبارك.
من جهة ثانية، نفت الجماعة سعيها لاستنساخ تجربة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا. وقال المنسق الإعلامي لـ«الإخوان» وليد شلبي: «لنا تجربتنا الخاصة وحزبنا الخاص ونترك الحكم عليه للتجربة، لكن جميع التجارب محل تقدير واحترام»، مضيفاً أن برنامج الحزب الذي تستعد الجماعة لتأسيسه يشتمل على إجراء تعديلات على الصيغة القديمة للبرنامج التي طرحتها الجماعة منذ أعوام، وذلك لتتواكب مع المتغيرات التي شهدها المجتمع المصري خلال تلك الفترة.
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية عن الدبلوماسي السابق عبد الله الأشعل انه يؤسس حزبا سياسيا جديدا باسم «مصر الحرة» للمشاركة في الانتخابات، مشيراً إلى أن «تأسيـــس الحزب يأتي في إطار الرغبة في إحداث تمثيل حقيقي لشباب ثورة 25 يناير خلال الفترة المقبلة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...