القضاء على دور السعودية كشريك استراتيجي لأمريكا في المنطقة

25-09-2006

القضاء على دور السعودية كشريك استراتيجي لأمريكا في المنطقة

الجمل:  السياسات والتوجهات الأمنية الخاصة بالإدارة الأمريكية إزاء منطقة الخليج العربي، أصبحت أكثر ارتباطاً بالعناصر الآتية:
- احتواء الوضع الكارثي في العراق.
- مواجهة إيران وإعاقتها.
- القضاء على دور السعودية كشريك استراتيجي لأمريكا في المنطقة.
يقول محللون: إن توازن القوى في منطقة الخليج أصبح يتطلب إعادة ترتيب جذرية، وعميقة، وذلك بما يتيح لأمريكا مواجهة التحديات الماثلة أمامها في المنطقة.
كانت أمريكا تركز في الماضي على السعودية كنقطة ارتكاز رئيسة لاستراتيجيتها في المنطقة، ولكن في الوقت الحالي أصبحت أمريكا تعمل من أجل إقصاء السعودية، وعدم إعطائها أية أهمية في الاعتبارات المتعلقة بالاستراتيجية الأمريكية، والسبب الرئيس في هذا الموقف الأمريكي يتمثل في أن دول الخليج الصغيرة الأخرى قد أصبحت تقدم للإدارة الأمريكية الكثير من الخدمات والمزايا، وبشروط أفضل من شروط السعوديين، خاصة الكويت والتي أعطت للقوات الأمريكية حرية استخدام 60% من أراضي الكويت خلال فترة غزو واحتلال العراق، وقطر التي منحت أمريكا حق بناء أكبر قاعدتين عسكريتين في الخليج العربي.. إضافة إلى التسهيلات البحرية، والنفطية.. وغيرها، على النحو الذي جعل الأمريكيين أكثر قناعة في عملية إدارة ظهرهم للسعودية:
أصبحت التحديات والمخاطر في منطقة الخليج العربي ذات طبيعة متغيرة وذلك بسبب ما يرى الأمريكيون بأنه توجهات إسلامية، أو قومية عربية، أو حركات يسارية الطابع، ومن أكثر المناطق التي يعتبرها الأمريكيون بؤرة لهذا النوع من المخاطر: اليمن والعراق.
يعاني اليمن من التدهور الاقتصادي، وأصبح أكثر اعتماداً على المعونات الأجنبية، والتي وصلت في عام 2005م وحده حوالي 2،3 مليار دولار، وعلى ما يبدو فإن اليمن سوف يشكل واحداً من أكثر عناصر الضغط الإقليمي على السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.
العراق يرى الأمريكيون بأنه لم يعد يشكل خطراً عسكرياً ضد جيرانه الخليجيين كما كان في الماضي، ولكنه أصبح يشكل خطراً على المصالح الأمريكية في العراق، على نحو أصبح ينذر بوقوع كارثة الحرب الأهلية، ولكن بمرور الوقت فإن العراق، سوف يشكل واحداً من أقوى عوامل تقويض الاستقرار في منطقة الخليج العربي، خاصة إذا تفاقمت الأمور ودخل العراق مرحلة الحرب الأهلية، وبرزت ظاهرة انهيار الدولة في العراق، على غرار النموذج الصومالي.
تقرير الريفونال سيكيوريتي إيشوسي، أشار إلى المعالجات التي تحاول الإدارة الأمريكية القيام بتنفيذها في منطقة الخليج باعتبارها تمثل الإجراءات الوقائية الحمائية للأمن في المنطقة، وتتمثل في الآتي:
- تكامل وإدماج المخابرات: وذلك بأن يتم التنسيق بين أجهزة مخابرات بلدان الخليج، مع أجهزة المخابرات الأمريكية ضمن برامج مشتركة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بعملية احتواء كامل لأجهزة المخابرات الخليجية، بما يجعلها أشبه بفروع أو وحدات داخلية ضمن الاجهزة الأمريكية.
- تكامل وإدماج القوة العسكرية: وذلك بأن يتم التنسيق بين الوحدات العسكرية الأمريكية والقتالية، وتوحيد الأنظمة التسليحية والقيام بالمناورات والتدريبات المشتركة، وصولاً إلى القيام بالعمليات القتالية المشتركة ضد الأعداء في المنطقة، والحرب ضدها الإرهاب في بقية أنحاء العالم، وكل هذا سوف يؤدي إلى قيام القوات الأمريكية باحتواء الوحدات العسكرية الخليجية، وتحويلها إلى ما يشبه تماماً وحدة عسكرية ضمن الجيش الأمريكي.
يرى التقرير بأن عملية الإدماج والأمركة لمنطقة الخليج يمكن أن تتعمق أكثر فأكثر عن طريق استيعاب واحتواء كافة القطاعات الأخرى، بدءاً بالاقتصاد وانتهاء بالمجتمع والسياسة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...