الفروج يتراجع والركود دفع عجلات بيع الألبسة إلى الإعلان عن التنزيلات بشكل مبكر

30-01-2011

الفروج يتراجع والركود دفع عجلات بيع الألبسة إلى الإعلان عن التنزيلات بشكل مبكر

بدأت وتيرة التحذير من حدوث أزمة كبرى في توفير المواد الغذائية وارتفاع الأسعار بشكل كبير على المستوى العالمي بالتصاعد.
فقد جددت منظمة الفاو تحذيراتها وأكدت خلال الأسبوع الماضي: إن العالم يتجه نحو أزمة غذاء كبرى بسبب اختلال التوازن بين العرض والطلب الذي تعود أسبابه إلى تراجع إنتاج المواد الغذائية الذي نجم بدوره عن الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق والاحتباس الحراري وطلبت منظمة الفاو كل الدول عدم وضع قيود على تصدير المواد الغذائية لأن ذلك يساهم في قلة العرض وزيادة الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار. ‏
يؤكد المراقبون أن الآثار المستقبلية وتداعيات الأزمة المتوقعة ستشمل جميع الدول بلا استثناء لكنها ستكون أكثر حدةً وقساوةً على الدول الفقيرة التي تعتمد في توفير غذاء مواطنيها على الاستيراد.. مما سيحتم على تلك الدول رصدها مبالغ إضافية في موازناتها لدعم المواد الغذائية ومد مظلات الحماية الاجتماعية لتشمل فئات اجتماعية جديدة لأن عدد الفقراء سيزداد كما أن عدد الجياع الذي يزيد عن المليار إنسان في العالم حالياً ستضيف له الأزمة أعداد جديدةً. كما أن الفقر والجوع سيتعمق في العديد من الدول ويضيف المراقبون: أن الأوضاع الصعبة التي أصبح العالم على وشك الدخول فيها ستؤدي إلى نشوء مضاربات جديدة حول العالم في الاتجار واحتكار المواد الغذائية على حساب غذاء البشر... وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى أنه نتيجة للتحذيرات والمخاوف المتصاعدة من حدوث أزمة كبرى على صعيد توفير المواد الغذائية أدت إلى بدء تراجع أسعار الذهب. لأن نافذة جديدة فتحت للمضاربين بالمعدن الثمين تمثلت بالتوجه نحو الاستثمار في المواد الغذائية والاتجار بها واحتكارها... فالتوقعات تشير إلى إمكانية جني أرباح كبيرة من الأزمة المتوقعة. ‏

الأعلاف ‏
لم يسجل الأسبوع الماضي ارتفاع أو انخفاض سعر أية سلعة على الصعيد المحلي باستثناء الفروج الذي انخفضت أسعاره بمقدار عشر ليرات للكيلو غرام الواحد.. إلا أن المربين ذكروا من جانبهم أن الأسعار السائدة حالياً هي أقل من الكلفة. فالمربي يبيع كغ الفروج من أرض المزرعة بسعر 68 ليرة بينما كلفته 80 ليرة وفقاً للمربين وكذا الأمر بالنسبة للبيض الذي يباع الصحن الواحد زنة ألف غرام من أرض المزرعة بـ 100 ليرة وتكلفته 120 ليرة وفي ظل هذه الأوضاع عاد المربون لطرح إلغاء الضريبة على الأعلاف المستوردة «الضميمة» لأن ذلك يمكن أن يسهم في خفض كلف الإنتاج وبالتالي التقليل من الخسائر. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى ما لجأ إليه المربون من خفض عدد قطيع الفروج المعد للتربية وكذلك الدجاج البياض.. ويمكن الاستدلال على ذلك من انخفاض أسعار صوص الفروج التي تراجعت من 40 ليرة إلى عشر ليرات وصوص الدجاج البياض التي هبطت بدورها من 40 إلى 20 ليرة. ‏
كما يمكن أن نشير إلى أن أسعار الأعلاف المستوردة لم تسجل أي ارتفاع جديد خلال الأسبوع الماضي. لكن نسبة ارتفاعها المتواصلة خلال العام الماضي وصلت إلى 30% وسطياً. وفي هذا الإطار مفيد أن نذكر أن قطاع تربية الدواجن يوفر حوالي مليون فرصة عمل بدءاً من تجارة الأعلاف وتصنيعها مروراً بالتربية وانتهاء بمحلات بيع الفروج والبيض والتوزيع. ‏
كما أن هذا القطاع الاقتصادي الهام ينتج كامل حاجة الأسواق المحلية وفائض الإنتاج البيض يقدر بـ 40% يصدر إلى الأسواق العربية. لذلك فإن إعادة النظر بالتشريعات والأنظمة التي تحكم هذا القطاع لجهة دعم المربين وتسهيل عملية الإنتاج والتربية وخفض كلف الإنتاج فيه مصلحة للمربين وللاقتصاد الوطني عموماً. ‏

السكر ‏
بدأت الكميات التي طرحتها الدولة في منافذ بيع القطاع العام من مادة السكر الحر بالتناقص حتى أن بعض الصالات خلت من المادة تماماً. ويؤكد البعض أن بعض التجار استطاعوا استجرار المادة من صالات القطاع العام مستفيدين من فارق السعر.. فقد ارتفع سعر المادة في منافذ بيع القطاع الخاص خلال الأسبوع الماضي إلى 55 ليرة للكغ الواحد وبعض الجشعين يتقاضى مبلغ 60 ليرة للكغ الواحد. ‏

الألبسة ‏
دفعت حالة الركود السائدة الناجمة عن ضعف القوة الشرائية باعة الألبسة إلى التسابق في الإعلان عن التنزيلات بوقت مبكر.. علماً أن هذه الظاهرة لم تحدث منذ أكثر من 30 عاماً فقد وصلت نسبة التنزيلات خلال الأسبوع الماضي إلى 75% ولموديلات الموسم الشتوي. أما أسعار الألبسة فتبقى لغزاً يصعب فك رموزه باستثناء الباعة. فالمنتجون يتحدثون عن عمليات ابتزاز كبيرة يتعرضون لها من قبل محلات العرض والبيع من خلال إجبار المنتج على تثبيت السعر على القطعة بنسبة ربح 100% والبيع بالأمانة. أما المنتجون فيؤكدون أن أرباحهم في أحسن الأحوال لا تتعدى الـ 20%. ‏

اللحوم ‏
استقر سعر اللحوم العواس الحية في أسواق دمشق على 250 ليرة للكغ الواحد والمجروم يتراوح سعره بين 700 إلى 1050 ليرة وفقاً لمكان وجود محل بيع اللحوم وقد أدى ارتفاع سعر اللحوم إلى ازدياد ظاهرة الغش وخلط اللحوم البلدية بلحوم الأبقار ولحوم الجاموس الهندية المستوردة. ‏

الغش ‏
وجد ضعاف النفوس الظرف المواتي والملائم لتنفيذ رغباتهم في جني المال من خلال غش المواد الغذائية وغير الغذائية وتقديمها بسعر أقل من المواد المطابقة للمواصفات لأن المستهلكين ونتيجة لسوء الحالة المالية الغذائية وضعف السيولة بدؤوا يبحثون عن السلعة الأرخص.. ولكن المعنيين في مديريتي تجارة دمشق وريفها يؤكدون أن كل سلعة رخيصة يفترض أن تولد لدى المستهلك حالة من الشك في صلاحياتها ومطابقتها للمواصفات ويمكن أن نشير إلى أن أهم السلع المعروضة في الأسواق والتي تقدم بأسعار رخيصة أو بأسعار توازي السلع النظامية فالبن يتم غشه بالقمح والحمص والهيل بالشعير والحمص أيضاً. والحليب والألبان والأجبان والقشطة تغش بإضافة النشاء إليها. اللحوم البلدية تخلط بلحوم الأبقار ولحوم الجاموس. المحمرة تخلط بالبرغل المصبوغ ونشارة الخشب والزعتر يتم غشه بقشر الرمان واللوز والتبن, العسل يتم غشه بالقطر والمنهكات, زيت الزيتون يتم خلطه بالزيوت النباتية والمنكهات, المازوت يخلط بالزيوت المحروقة والماء, الحمص المطحون المسبحة تغش بالبطاطا والنشاء, الهمبرغر يتم غشه من خلال فرم أحشاء الذبائح وبالبهارات والمنكهات ونسبة اللحم فيه لا تتعدى 20%. ‏

السمن العربي يخلط بمادة الفازلين والسمون النباتية...... الخ. ‏

العقارات ‏
حافظت أسعار العقارات على ما حققته من تحسن خلال الفترة الماضية ويؤكد العاملون في مكاتب الوساطة العقارية ازدياد حجم الطلب بشكل متواصل. ‏

محمد الرفاعي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...