الفراغ الرئاسي الباكستاني واقتراب الحركات الإسلامية من كرسي السلطة

26-08-2008

الفراغ الرئاسي الباكستاني واقتراب الحركات الإسلامية من كرسي السلطة

الجمل: على خلفية المعارضة والضغوط السياسية الداخلية لجأ حليف أمريكا القوي الجنرال برويز مشرف إلى خيار الاستقالة من منصب الرئيس الباكستاني هرباً من احتمالات نجاح حملة البرلمان الباكستاني الهادفة إلى حجب الثقة عنه وعزله ثم تقديمه إلى المحكمة وتقول التسريبات بأن خيار استقالة مشرف قد تم بناء على صفقة بينه وبين المعارضة التي خيرته بين التمسك بمنصبه ومواجهة العزل والمحكمة أو الاستقالة واللجوء إلى خارج البلاد والعيش بحرية.
* الفراغ الرئاسي الباكستاني:
تقول المعلومات والتسريبات الواردة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد بأن التحالف السياسي الباكستاني المسيطر على البرلمان قد انقسم مرة أخرى حول ملف ملء الفراغ الرئاسي الباكستاني وتتمثل أبرز النقاط الخلافية في الآتي:
• المرشح الرئاسي آصف علي زارداري: تقول المعلومات بأنه متورط في العديد من قضايا الفساد التي ما زال القضاء الباكستاني يحاول فتح ملفاتها وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بقيام زارداري باستغلال منصب زوجته الراحلة بنازير بوتو في عقد الكثير من الصفقات التجارية غير القانونية التي يقول الخبراء بأنها ألحقت أضراراً بالغة بالاقتصاد الباكستاني خلال فترة تولي بوتو رئاسة الوزراء.
• تهديدات الزعيم الباكستاني نواز شريف بسحب كتلته البرلمانية من التحالف الحاكم إذا أصرت بقية الأطراف على اعتماد زارداري لمنصب الرئيس الباكستاني.
• مطالبة بعض أطراف التحالف البرلماني المسيطر بضرورة إبقاء إفتكار محمد شوري في منصب رئيس المحكمة الدستورية العليا وهو أمر يرفضه المرشح آصف زارداري بشدة، وذلك لأن القاضي شودري من أكثر المتشددين إزاء ضرورة فتح ملفات الفساد الباكستاني وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بفساد بنازير بوتو وزوجها.
• معارضة بعض أطراف التحالف البرلماني لمشروع مضي الرئيس الباكستاني الجديد في مواجهة حركات المقاومة الأفغانية إضافةً إلى اشتراط هذه الأطراف على ضرورة أن يتعهد زارداري بالتخلي عن التحالف مع أمريكا في حربها على الإرهاب.
• معارضة بعض أطراف التحالف البرلماني المسيطر لمطلب زارداري بمنحه المزيد من الصلاحيات كشرط لقبوله بتولي منصب الرئيس الباكستاني.
أزمة الفراغ الرئاسي الباكستاني بدأت تطل بتداعياتها على الساحة السياسة السياسية الباكستانية بشكل بدا أكثر تماثلاً مع أزمة الملف الرئاسي اللبناني التي وضعت استقرار وأمن لبنان على حافة الهاوية والمشكلة في الحالة الباكستانية سيكون أكثر تعقيداً لأن الفرق بين لبنان وباكستان يتمثل في أن باكستان تمثل قوة نووية ويبلغ عدد سكانها عشرات الملايين!!
* الحركات الإسلامية الباكستانية: الصعود الزاحف للسلطة:
تعتبر باكستان من أكثر الدول المرشحة لصعود الحركات الإسلامية الأصولية السنية وتوليها للسلطة وبهذا الخصوص يمكن الإشارة إلى الآتي:
• البيئة السياسية الداخلية: تقول المعلومات المؤكدة والموثوقة بوجود 47 تنظيماً أصولياً إسلامياً سنياً مسلحاً في باكستان وتصنيفها كالآتي:
- 11 تنظيم مسلح يشن عمليات داخل باكستان.
- 32 تنظيم مسلح تضم في عضويتها أكثر من مليون عنصر تشن عملياتها بشكل عابر للحدود داخل وخارج باكستان.
- 4 تنظيمات مسلحة تكتفي بشن عملياتها خارج باكستان مع البقاء ضمن باكستان لاستخدامها كملاذ آمن.
الوجود المسلح المكثف للحركات الإسلامية الباكستانية وغير الباكستانية والمختلطة التي تعتمد مذهبية الجهاد الإسلامي المسلح الذي يقوم به المسلمون جنباً إلى جنب هو وجود أدى إلى نشوء المزيد من الخلافات داخل الساحة الباكستانية ومن أبرز هذه الخلافات:
- رغبة أجهزة الأمن الباكستانية والجيش الباكستاني بضرورة الإبقاء على هذه الحركات ورعايتها وذلك بما يتيح لباكستان فرص استخدام هذه الحركات ضد الوجود الهندوسي في كشمير وفرص استخدامها في زعزعة استقرار الهند واستخدامها أخيراً في ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية.
- رغبة الحكومة الباكستانية والأطراف الباكستانية الموالية للغرب لجهة ضرورة القضاء على هذه الحركات المسلحة وذلك بما يتيح لباكستان تقليل مخاطر صعود الأصولية الإسلامية إلى السلطة وتقليل احتمالات قيام أمريكا وحلفاءها بالتدخل في باكستان وتقليل مخاطر أن تقوم الهند بعمل عسكري واسع النطاق في كشمير كما أنه يقلل مخاطر احتمالات أن تنطلق الحركات الإسلامية من باكستان وتشن عملياتها العابرة للحدود على النحو الذي يدفع البلدان الآسيوية إلى معاداة باكستان وعزلها فعن بيئتها الإقليمية وأخيراً فهو يقلل من احتمالات أن تلجأ الولايات المتحدة إلى مقاطعة باكستان وإدراجها ضمن الدول الراعية للإرهاب بما يؤدي إلى تحويل أمريكا لتقديم الدعم الكامل للهند وهو أمر سيترتب عليه اختلال توازن القوى الباكستاني – الهندي.
* تنظيم حركة طالبان الباكستانية: أبرز اللاعبين الجدد:
تقول المعلومات المؤكدة أن قبائل الباشتون التي تقطن 60% منها في لأفغانستان و40% في باكستان، توزعوا ضمن حركتين مسلحتين إسلاميتين أصوليتين هما:
• حركة طالبان الأفغانية التي تحارب في أفغانستان ضد القوات الأمريكية وقوات الناتو وقوات نظام حامد كرزاي.
• حركة طالبان الباكستانية التي ترتب لشن عملياتها العسكرية ضد الوجود الأمريكي والغربي في باكستان.
وتقول المعلومات والتسريبات بأن الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة السنية الموجودة في باكستان والتي يبلغ عددها 47 حركة اتفقت جميعاً على ميثاق واحد يقضي بشن العمليات الجهادية ضد الأمريكيين في أفغانستان وباكستان وضد الهندوس واليهود الموجودين في الهند ومناطق آسيا الوسطى ولكن مع تباشير انتهاء فصل الصيف فإن سيناريو الفوضى الخلاقة القادم في شبه القارة الهندية ستبدأ مطلع الصيف القادم والذي تقول كل الحسابات بأنه سيكون دامياً ما لم يحسم البيت الأبيض خياره ويغادر المنطقة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...