الغذاء المصنّع تحول من دواء إلى داء

24-02-2008

الغذاء المصنّع تحول من دواء إلى داء

حذر خبير غذاء فلسطيني من مخاطر المأكولات المصنّعة على صحة الإنسان، ودعا لتخفيف وطأتها عبر العودة للغذاء الطبيعي واتباع بعض التدابير الواقية ضمن نظام التغذية اليومية، وقدم وجبة من النصائح.
 الخبير شربل حبيب من مدينة الناصرة والحائز على شهادة الدكتوراه في الهندسة الغذائية يقول إن ازدياد الحاجة لتطوير الزراعة وزيادة الإنتاج الغذائي في العالم جراء تزايد عدد البشرية أفضى لاستخدام الأسمدة الكيماوية والهندسة الوراثية المؤدية لتغييرات في النبات ومعها تزايدت الحاجة للأدوية والمبيدات الكيماوية التي تتسلل للخضار والفواكه، مشيرا إلى انحسار الأغذية الطبيعية من العالم.
 ويوضح حبيب أن الغذاء الطبيعي لم يعد متوفرا حتى في ساحات وحدائق المنازل بسبب استعمال المواد المذكورة وبسبب الغازات المنبعثة من المناطق الصناعية، لافتا إلى أن الدواجن والحيوانات في المزارع تعالج بالمواد الكيماوية والهرمونات التي يبقى جزء منها داخل اللحوم وتنتقل للبشر بعد تناولها.
 وأكد أن الأسواق العالمية مليئة بالمواد الغذائية المصنعة المضرة والمسرطنة كالمشروبات الخفيفة واللحوم المصنّعة التي تحتوي على مواد حافظة وصبغات طعام صناعية، داعيا للتخفيف من استهلاكها.
ويشير حبيب إلى أن النباتات الورقية كالخس والملفوف تنمو بسرعة وهي غير حساسة لكنها هي الأخرى تحتاج للغسل قبل استهلاكها بسبب ملازمة جرثومة "الليستيريا" الخطيرة لها مما يعرض المستهلك لمخاطر صحية وخاصة السيدات الحوامل اللاتي ربما يجهضن الجنين نتيجة تناولها، إذا كان الحمل في مرحلة مبكرة.
 ويشدد على الفوائد الجمة في الخضار والفواكه لاحتوائها أملاحا معدنية وفيتامينات والفيتوكيماويات -أي الكيماويات النباتية- كالصبغات الطبيعية الموجودة في النباتات والتي تقي من أمراض كثيرة كالسرطان وتصلب الشرايين وأمراض الشيخوخة المبكّرة.
 ويوصي بضرورة غسل الخضار والفواكه جيدا حتى بالصابون لأبعاد المواد الكيماوية عنها مع أن ذلك لا يقي من كل المخاطر بسبب تسلل المواد الكيماوية لداخل الثمر بتركيز عال أحيانا، لافتا إلى خطورة تناول بعضها كالتوت الأرضي والعنب خاصة أنها مليئة بالمواد الكيماوية الكثيرة التي ترش عليها كونها رخوة وحساسة للميكروبات والجراثيم لاحتوائها السكر.
كما يشير أخصائي التغذية إلى أهمية القطنيات لاحتوائها بروتينات مغذية للجسم "لذا يقال عنها لحمة الفقير".
 ويضيف أن بحثا أجراه أخيرا أثبت أن تناول الحمص والطحينة سويا يتساوى مع تناول اللحوم من ناحية القيمة الغذائية "وبالمناسبة فقد قيل في التراث المصري عن الفول: في الصباح هو أكل الأمير وعند الظهر غداء الفقير ولكن للأسف فإن الأجيال الناشئة لا تعي أهمية الغذاء لجسم الإنسان فهم يؤثرون الهامبورغر، والأكل السريع على مأكولاتنا التقليدية المفيدة والمغذية".
 ويوضح أن الدراسات التي أجراها تثبت أن زيت الزيتون غذاء مميز بفوائده لاحتوائه على فيتامين من نوع "أي" وخلوه من مادة الكولسترول الموجودة فقط في الزيوت الحيوانية. ونوه لاحتوائه كسائر الزيوت النباتية على حوامض دهنية غير مشبعة، ويشير إلى قدرته على خفض نسبة الكولسترول في الدم.
 وحذر د. حبيب من استخدام زيت الزيتون في القلي لأنه يفقد خواصه المفيدة بل وفي معظم الأحيان يصبح مضرا وذلك بسبب تأكسده وإنتاج الراديكالات السامة والمسرطنة في داخله، وأضاف "أنصح باستخدام زيت عباد الشمس أو الذرة أو الصويا في القلي".
 ويؤكد الخبير الغذائي أن زيت الزيتون غذاء مفيد حقيقي، وقال إنه بديل للزيوت المشبعة كالمرجرين والدهنيات الحيوانية التي تسبب تصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول الرديء في الدم، لافتا لأهميته بالنسبة لنضارة البشرة.
 ويشير إلى أهمية تناول الأسماك خاصة البحرية منها لاحتوائها مادة اليود و"أوميغا 3" التي تدخل في تركيبة الدماغ فتزيد نسبة الذكاء وتقي من أمراض القلب وتصلب الشرايين، لكن هذه أيضا ليست مضمونة فهناك أسماك بحرية غير صحية لاصطيادها في مناطق قريبة من مكبات المواد الكيماوية المحتوية على الزئبق والرصاص والمعادن الثقيلة السامة.

وديع عواودة

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...