العراق: 2007 أسوأ سنواته والقادم أعظم

03-01-2008

العراق: 2007 أسوأ سنواته والقادم أعظم

على الرغم من مزاعم التحسن فى الأوضاع، فقد كانت 2007 أسوأ سنة فى العراق.

فقد أطلقت الولايات المتحدة فى منتصف فبراير قوة "عارمة" هدفها تحسين أوضاع الأمن فى بغداد ومحافظة الأنبار الغربية، وكلاهما أكثر أنحاء العراق عنفا.

وفى يونيو، نشرت الولايات المتحدة 28،000 جنديا إضافيا فى البلاد، فبلغ مجموع قواتها هناك 160،000 جندي.

وفى الخريف، ارتفع عدد الجنود الأمريكيين فى العراق ليبلغ 175،000 جنديا، فكان أكبر عدد للقوات الأمريكية فيها. وواصلت الولايات المتحدة التحدث عن سحب بعض القوات، لكن الأرقام تناقض هذه الوعود.

وقالت إدارة الرئيس جورج بوش أن القوة المذكورة كان الغرض منها أيضا كبح التقاتل الطائفي، وكسب الوقت لإجراء إصلاحات سياسية على حكومة نورى المالكي المدعومة من الولايات المتحدة.

خلال تلك الفترة، تضاعف عدد العراقيين النازحين من ديارهم بمعدل أربعة أضعفا، وفقا للهلال الأحمر العراقي.

وقدرت مفوضية اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن عدد العراقيين النازحين فى البلاد تجاوز 2،3 مليونا، وعدد الهاربين من العراق بما يفوق 2،3 مليونا آخرين، وذلك فى نهاية 2007.

العراق تعدادها 25 مليون نسمة.

وبدورها، وصفت منظمة اللاجئون الدولية غير الحكومية مشكلة اللاجئين العراقيين بأنها "أسرع أزمات اللاجئين نموا فى العالم".

وفى أكتوبر الماضي، بدأت الحكومة السورية بالمطالبة بتأشيرات دخول بعد أن كانت تسمح لهم بدخول أراضيها دون تأشيرة حتى ذلك الحين. فحملت هذه القيود بعض العراقيين إلى العودة إلى بغداد، لكن عددهم يقل عن 50،000 بكثير.

وأشار مسح حديث لمفوضية اللاجئين إلى أن نسبة العراقيين الذين قرروا العودة طوعيا لم تتجاوز 18 فى المائة، فقد عاد أغلبهم بسبب عدم حصولهم على تأشير دخول أو لأنه جرى ترحيلهم.

لقد انخفض معدل المذابح الطائفية فى الشهور الأخيرة، لكنها مستمرة. ولا تزال الجثث تلقى فى شوارع بغداد، يوما بعد يوم.

ومن بين أسباب هذا الخفض أن غالبية أنحاء بغداد قد قسمت حسب خطوط طائفية، فأصبحت أحياء بأكملها محاطة بجدران ترتفع أمتارا وتخللها نقاط تفتيش صارمة. وأشارت تقديرات الهلال الأحمر العراقي إلى أن ثمانية من أصل عشرة لاجئين يفرون من بغداد.

وفى نهاية 2007، انخفضت معدل الهجمات على قوات الاحتلال بصورة جوهرية، ومع ذلك فما زالت تزيد عن 2000 هجمة شهريا.

كما تتحسن البنية التحتية كإمدادات المياه والكهرباء، لكنها لا تزال أدنى مما كانت عليه الغزو. وينطبق نفس القول على العمالة وصادرات النفط. فالبطالة ما زالت تتراوح ما بين 60 و 70 فى المائة، وفقا للحكومة العراقية.

وعن هذا، أشار تقرير لمنظمة أوكسفام العالمية فى يوليو الماضي إلى أن 70 فى المائة من العراقيين محرومين من المياه الصالحة للشرب، و43 فى المائة منهم يعيشون على أقل من دولار فى اليوم. كما أشار إلى أن ثمانية مليون عراقي فى حاجة إلى معونات طوارئ.

كذلك أشار تقرير المنظمة العالمية إلى أن "العراقيين يقاسون من عجز متزايد فى الأغذية، والمياه والموافق الصحية، والتعليم، والعمالة".

وأضاف أن "من أربعة ملايين عراقي يعتمدون على المعونة الغذائية، يحصل 60 بالمائة على حصص غذائية من خلال نظام التوزيع العام التابع للحكومة، بالمقارنة بنسبة 96 فى المائة فى عام 2004".

وفى ديسمبر، أعلنت الحكومة العراقية أنها ستقلل عدد الأغذية فى الحصص التى توزعها إلى النصف، أي من عشرة إلى مجرد خمسة، نظرا "لعدم كفاية الأرصدة والتضخم المتعاظم". ورسميا، بلغ معدل التضخم زهاء 70 فى المائة.

ويبدأ هذا الخفض فى مكونات الحصص الغذائية اعتبارا من بدية العام الحالي 2008، ما أثار مؤشرات على قلق واضطراب اجتماعي ما لم تتخذ التدابير اللازمة لمعالجة الفقر والبطالة المتزايدين.

ولا يزال الأطفال الأكثر معاناة فى العراق. فقد ارتفع معدل سوء التغذية بين الأطفال من 19 فى المائة خلال فترة العقوبات الاقتصادية السابقة للغزو، إلى 28 فى المائة الآن.

كما كانت 2007 واحدة من أدمى سنوات الاحتلال. فتقدر مجموعة "جست فورين بوليسى" (سياسة خارجية عادلة) وهى المنظمة المستقلة غير الحزبية العديدة الأعضاء والتى تكرس عملها لإصلاح السياسة الخارجية الأمريكية، تقدر أن مجموع القتلى العراقيين حتى الآن بسبب احتلال القوات الأمريكية، يبلغ 1،139،602 مواطنا.

وفى 2007 أيضا، قتل 894 جنديا أمريكيا فى العراق، مما جعل منها أسوأ سنة منذ احتلال الولايات المتحدة لها، فيما تشير بيانات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا فى العراق قد بلغ 3،896 حتى الآن على الأقل.

هذا ولقد لجأت الولايات المتحدة فى جهودها لخفض وتيرة العنف إلى دفع أجور لمحاربين مقاومين سابقين. وفى أواخر 2007، بدأت القوات العسكرية الأمريكية فى دفع رواتب شهرية قدرها 300 دولار لرجال ميليشيات سابقين.

لكنه بينما ساعدت هذه السياسة على خفض العنف فى الأنبار، ساهمت أيضا فى تعميق الشقاق السياسي بين الحزب الشيعي المهيمن والسنيين، علما بأن أغلبية المحاربين السابقين المشمولين بهذه السياسة هم من المسلمين السنة.

وأخيرا، أشار استطلاع رأى حديث أجرته "أ بى سى/بى بى سى" إلى أن 98 فى المائة من السنة و84 فى المائة من الشيعة فى العراق يريدون أن ترحل القوات الأمريكية عن البلاد.

المصدر: آي بي أس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...