الشهود صامتون وأرقام الجرائم مرتفعة

21-02-2008

الشهود صامتون وأرقام الجرائم مرتفعة

هي شاهدة، غالباً ما تكون الوحيدة، على عنف أودى بحياتها. وهي صامتة لأنها قضت بفعل ذاك العنف. فكان «الشاهدة الصامتة» العنوان الأبلغ تعبيراً عن رفض جرائم ارتُكبت، ولا تزال تُرتكب بحق نساء، ومنها ما نُفّذ باسم «الشرف».

في 22 كانون الثاني (يناير) عام 2002، نشرت صحيفة «أخبار اليوم» السويدية، إحصاءات تقريبية عن هذه المشكلة من خلال المعلومات المتوافرة عن هذه الجريمة، على النحو الآتي: نحو 25 إلى 40 جريمة قتل بدافع «غسل العار»، تقع سنوياً في الأردن. وتصل هذه النسبة في اليمن إلى نحو 400 في السنة. ويتراوح عدد ضحايا هذه الجرائم في باكستان بين 300 و500 جريمة سنوياً.

وتضيف الصحيفة نفسها أن ما يُقارب 60 جريمة قتل تتعرض لها النساء في إيران سنوياً للأسباب نفسها. وتقتل 50 امرأة في مصر سنوياً بدافع غسل العار.

وكشف تقرير خاص بالحماية الاجتماعية في العاصمة السعودية، الرياض، أن عدد حالات العنف الأسري وصلت إلى 508 حالات خلال 9 أشهر، بينها 452 ضد الإناث، بحسب «يو بي أي» في منتصف الجاري. وتؤكّد الإحصائية أن أكثر الفئات العمرية التي تتعرض للأذى، تلك التي ما بين 19 و35 سنة، بنسبة 48 في المئة، وأن الإيذاء الجسدي هو الأكثر شيوعاً. والأب هو أكثر من يستخدم العنف ضد المرأة، وذلك بنسبة 29 في المئة، يليه في المرتبة الثانية الزوج، بنسبة 28 في المئة.

وتشير تقارير عالمية رسمية إلى أن ثماني من أصل عشر حالات من جرائم الشرف في المجتمعات التقليدية المحافظة، تكون الضحية فيها امرأة أو فتاة بريئة من تهمة ألصقت بها. وتثْبت ذلك عملية تشريح الجثث التي تشهر حقيقتين مخجلتين، هما عذرية المجني عليها، والجهل المطبق في مجتمعاتنا.

ولبنان الذي يُعتبر من المجتمعات العربية المتحررة والمتأثرة بالثقافة الغربية، جاءت الأرقام لتكشف عكس ذلك. فالمعلومات التي قدمها محامون في مؤتمر حول جرائم الشرف في 2005، إثر دراسة القضايا المرفوعة إلى المحاكم، أظهرت أن امرأة واحدة «تُقتل كل شهر على يد أحد أقاربها، بذريعة تدنيس شرف العائلة لارتكابها الزنا». وبحسب غيدا عناني، المرشدة الاجتماعية في مؤسسة «كفى عنفاً واستغلالاً»، يصعب تقدير عدد جرائم العنف ضد النساء، لأن جرائم القتل هذه، تتستّر تحت مسميات الحوادث، وهو ما يبعدها من صفة «الظاهرة» في لبنان، على عكس دول عربية أخرى.

وتقول عناني: «القوانين توقف المعتدي عند حده من أول ضربة كف أو إساءة، قبل أن تتطوّر الأمور وتصل إلى حد القتل، والاعتداء الجسدي».

«الشاهدة الصامتة»، معرض عالمي موجه ضد قتل النساء في شكل عام، «لبنَنَتْه» كفى لكي تسلّط الضوء على 27 جريمة، ارتكبت بحق لبنانيات، معظمها بسبب تلقي معلومات خاطئة ومضللة عن الضحية، وكثير منها نُفّذ على أساس الظن ليس إلاّ... إنما بعد الظن إثم.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...