السياحة السورية بالأرقام والبيانات

15-02-2008

السياحة السورية بالأرقام والبيانات

تعتبر السياحة الفندقية اليوم من القطاعات التي تشهد نمواً وفق بيانات و إحصائيات الحكومة، خصوصاً أن سورية شهدت زيادة ملحوظة في عدد السياح خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن  نسبة الإشغال في الفنادق الكبيرة وصلت في سورية إلى نحو 75% في العام الماضي بينما ارتفعت أسعار الغرف بنحو 10% خلال تلك السنة.
و ذكر تقرير إحصائي لإحدى الشركات الدولية إن أعداد الزوار إلى سورية في تزايد مستمر بما يكسر كل الأرقام القياسية السابقة, وبحسب منظمة السياحة العالمية WTO// فإن نسبة عدد السياح إلى سورية ارتفعت بمعدل / 12/ بالمئة  العام الماضي وهذا مؤشر على إمكانية زيادة حصة السياحة الفندقية وفي انعاش الاقتصاد ما دفع إلى وضع هذه الصناعة في طليعة أولويات الاستراتيجيات القومية.
لكن بعض المراقبين يرون أن الاندفاع المفاجئ في الاستثمارات قد يؤدي إلى تحول السياحة إلى سياحة المجموعات خلال السنوات الخمس المقبلة، ما قد يحبط حماسة المستثمرين حين ينخفض العائد عن توقعاتهم...!

إن الانتعاش الذي يتوقع أن تشهده صناعة الفنادق في سورية .. دفعت بالمستثمرين والقطاع الخاص إلى افتتاح عدد من الفنادق الخمس نجوم والأربع نجوم والثلاث نجوم..الخ في دمشق وباقي المحافظات وبطاقات استيعابية واسعة تتسع للمجموعات السياحية الكبيرة التي بدأت تتجه أنظارها إلى سورية نظراً لتوافر عناصر الجذب السياحي, كما افتتح عدد كبير من المطاعم والمنشآت والمقاهي السياحية التي شكلت عناصر دفع قوية للسياحة السورية.
وبناء على النقلة النوعية (كما تسميها وزارة السياحة) للسياحة السورية التي بدأت عام 2002 واعتماد الحكومة السياحة كصناعة إستراتيجية لسورية وكأحد محركات الاقتصاد الوطني.. أعيدت هيكلية القطاع السياحي وإحداث مديريات جديدة تتعلق بعناصر المنتج السياحي وإحداث غرف السياحة في القطاع الخاص  دخلت فنادق جديدة ذات سوية دولية الخدمة كفنادق الفورسيزنز دمشق, وشيراتون حلب وشيراتون صيدنايا, وسميراميس تدمر, وكذلك فندق بلودان التاريخي, وقرية النخيل إضافة إلى عدد كبير من المنشآت السياحية الأخرى.

تقول «الجايكا» منظمة التعاون اليابانية التي أجرت دراسة عن تطور السياحة السورية في التقرير الذي قدمته في تموز عام 2007 لوزارة السياحة إن  إشغال الفنادق الوسطي في سورية في عام  2007 وصل إلى ما نسبته  60 %
 وحسب إحصاءات وزارة السياحة السورية، فإن إشغال فنادق الخمس نجوم في سورية هو /90/ بالمئة و الأربع نجوم /70/ بالمئة و الثلاث نجوم /60/ بالمئة  النجمتان 37%، النجمة الواحدة التي يشغلها السوريون /60/ بالمئة أي إن الإشغال الوسطي العام لسنة 2007 هو65 % تقريباً.
هنا لابد من الإشارة إلى أنه في الذروة الموسمية للسياحة العالمية الثقافية تكون الفنادق ممتلئة لفترة قصيرة ولكن بقية أيام السنة فإن الامتلاء ضعيف.
ويبين الجدول التالي نسب إشغال الفنادق السورية خلال العام 2007

نزل نجمة 2 نجمة 3 نجوم 4 نجوم 5 نجوم 
15% 55% 12% 15% 20% 35% نسبة إشغال الليالي الفندقية حسب الدرجات (للعرب)
 3 % 8 % 15% 23% 15 % 20% نسبة إشغال الليالي الفندقية حسب الدرجات (للأجانب)
5 % 33% 20% 5 %  10 % 21% نسبة إشغال الليالي الفندقية بالنسبة للسوريين

سعر الإقامة في الفنادق:
هناك عدة أسعار للإقامة في الفنادق فهناك السعر المعلن، والسعر المخفض حسب المواسم، وأسعار المجموعات السياحية وهي أقل من نصف السعر المعلن وكذلك أسعار السياح الفرديين التي تنقص حوالي 30% عن السعر المعلن، وأسعار الشركات والأسعار لدوائر الدولة وللدبلوماسيين ولشركات الطيران وأعضاء غرف التجارة والصناعة الخ....
لقد كانت المجموعة السياحية تدفع 30 دولاراً للغرفة عام 1983 في فنادق الخمس نجوم، وهذا كان يؤدي إلى خسائر فادحة لاستثمارات وزارة السياحة دون أن يؤدي لزيادة في الإقبال على السياحة لسورية، ولكن وعلى عدة مراحل خلال أربع سنوات وباتفاق جميع الفنادق وبرعاية وزارة السياحة تم رفع سعر الغرفة من 30 إلى 80 دولاراً، وازدادت السياحة ولم تنقص بسبب الاهتمام بالترويج.
يتم تحديد سعر الإقامة في الفندق بناء على دراسة الجدوى الاقتصادية التي تأخذ بعين الاعتبار التكاليف والواردات وفي الدراسة المقدمة من قبل شركة الوليد بن طلال إلى وزارة السياحة لبناء فندق «Four Seasons» / الفورسيزنز / تمت دراسة الجدوى الاقتصادية على أساس سعر وسطي للغرفة يتراوح بين 220 و 240 دولاراً يومياً، وعلى أساس معدل إشغال سنوي يتراوح بين 60 و 70%، وبهذه الأسعار والإشغال تتحدد الشروط للتشغيل دون خسارة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يجب تخفيض الأسعار والتعرض للخسارة ما يؤدي إلى انعدام الاستثمار في هذا القطاع؟.
يقول أحد المتخصصين في السياحة: إن خفض الأسعار سياسة خاطئة لأن انخفاض الطلب ليس سببه ارتفاع الأسعار.. وإنما يكون سبب عدم الدعاية والتنشيط السياحي ولذلك يجب التعامل مع هذا الموضوع بجدية قصوى، إذ يصعب رفع الأسعار بعد تنزيلها وستؤدي لخسائر في الاستثمار.. إن سياسة كسر الأسعار هي السياسة السهلة، بل هي سياسة اللامسؤولة.
 لكن الفنادق تعاني من أزمة مالية خانقة من سياسة تكسير الأسعار، وسيطرة مروجي الرحلات الأجنبية على إشغال وتحديد سعر غرفها والضغط عليهم لخفض الأسعار ما يؤدي لزيادة أرباحهم وخسارة أصحاب الفنادق. وهنا يجب أن لا نترك لمروجي الرحلات الأجانب والشركات الأجنبية فرصة أن تلعب في الأسواق وتضغط لتحديد الأسعار كما تريد.

تفرض وزارة المالية على الفنادق ضريبة تسمى /رسم الإنفاق الاستهلاكي/ على الفنادق والمطاعم والملاهي.
لذا فمن المفارقات بأن السائح الذي يأتي لسورية يدفع 110 دولارات ضريبة إنفاق استهلاكي، إضافة إلى 50 دولاراً للدليل وطعامه وشرابه، كما يدفع 80 دولاراً لزيارة المتاحف والآثار أي يدفع 240 دولاراً وهذا يشكل   /12,19 / بالمئة من قيمة الرحلة لسواح الخمس نجوم و /33,22/ بالمئة لسواح الثلاث وأربع نجوم.. من المؤكد أن تكون للدولة مسبباتها لهذه الضريبة، وهذا ما يقلل أحياناً من نسبة نزلاء الفنادق في سورية .. وحتى في نسبة عدد السواح القادمين إلى سورية بشكل عام .
 إن السائح الايطالي الذي يأتي إلى سورية لفنادق ثلاث أو أربع نجوم يدفع /21,57/ بالمئة من قيمة رحلته (طيران، إنفاق استهلاكي، رسوم متاحف، ودليل) والرصيد أي حوالي 40% للفنادق والمطاعم والنقل الداخلي مابين المدن والمواقع الأثرية والحضارية.
من هنا يتبين عدم صحة الادعاء بأن أجور الفنادق هي التي تحجب السياحة إذ إن تكاليفها أقل من ضرائب ورسوم وزارة المالية.

بلغت الاستثمارات السياحية الفندقية منذ بداية العام الماضي حوالي /17/ مليار ليرة  سورية بزيادة ثلاثة مليارات ليرة سورية, كما ارتفع عدد السياح خلال الفترة نفسها بمعدل 7 بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي نتيجة السياسة الجاذبة للاستثمار السياحي وتطوير البنية التحتية التي اتخذتها سورية خلال السنوات الماضية.
وأظهر المكتب المركزي للإحصاء في مجموعته الإحصائية لعام 2007 عدد نزلاء الفنادق من العرب والسوريين ارتفع من 1213791 العام 2006 نزيلاً إلى 1892807 نزيلاً عام 2007، وارتفع عدد نزلاء الفنادق من الأجانب من 443654 نزيلاً إلى 511960 نزيلاً. وبلغ عدد نزلاء المبيت الأخرى غير الفنادق من العرب والسوريين المغتربين العام الماضي 3249142 نزيلاً ومن الأجانب 380426 نزيلاً وبلغت الليالي الفندقية التي قضاها النزلاء العرب والسوريون في الفنادق السورية بمختلف درجاتها 7701850 ليلة وبلغت ليالي النزلاء الأجانب 3099402 ليلة.
ونتيجة التوسع في بناء الفنادق في المحافظات السورية فقد ارتفع عدد الفنادق السورية بدرجاتها المختلفة من 484 فندقاً تحتوي على 35253 سريراً عام 2002 إلى 604 فنادق تحتوي على 45523 سريراً عام 2007.

نفذت وزارة السياحة مسحاً للسياحة الوافدة إلى سورية بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء بإشراف خبراء من الاتحاد الأوربي في إطار التعاون مع الاتحاد الأوربي وتحديداً مع برنامج إحصاءات الدول المتوسطية ومنها برنامج الإحصاء السياحي بهدف خلق نموذج رقمي للسياحة السورية ليشكل هذا النموذج عاملاً أساسياً في دعم اتخاذ القرار في مجمل أشكال التخطيط للسياحة السورية، وخاصة في تحديد توجهات حملات الترويج وفي عمليات تطوير عناصر المنتج السياحي السوري، بما يحقق الاستجابة للأسواق الرئيسية مع الأخذ بعين الاعتبار المقومات السياحية السورية وعناصر تميزها وضرورات السياحة المستدامة.
 - تطور عدد نزلاء الفنادق (ألف نزيل فندقي):
بناءً على إجمالي نتائج المسح وبسبب الزيادة الكبيرة في عدد السياح فقد لوحظ زيادة كبيرة أيضاً في عدد نزلاء الفنادق من عرب وأجانب ومغتربين .
وقد شهد الاستثمار السياحي تطوراً نوعياً بين عامي 2005 و 2006 وبداية عام 2007 ووصل عدد نزلاء الفنادق إلى 4ر1 مليون نزيل فندقي وتجاوز عدد الليالي الفندقية 9 ملايين ليلة فندقية وعدد الليالي السياحية الإجمالية في الفنادق والشقق المفروشة 30 مليون ليلة سياحية، فيما وصل عدد الأسرة إلى 43 ألف سرير فندقي وعدد كراسي الإطعام 222 ألفاً وتجاوز مجموع الاستثمارات السياحية في الخدمة 3 مليارات دولار والاستثمارات الجديدة قيد الإنشاء 750 مليون دولار ووصل عدد فرص العمل إلى 80 ألف فرصة عمل محققة في القطاع السياحي.
وتعمل وزارة السياحة على تزايد عدد السياح ليصل إلى سبعة ملايين سائح مبيت بحلول عام 2010 وأن يكون نزلاء الفنادق منهم بحدود ثلاثة ملايين نزيل بما يكفل تحقيق عائدات سياحية بحدود خمسة مليارات دولار ووصول عدد فرص العمل المتصلة بالقطاع السياحي إلى أكثر من مئة وخمسين إلف فرصة عمل كما تهدف أن تحقق زيادة قدرها ثلاثون ألف سرير على الأقل وأن تصل الاستثمارات الجديدة في قطاع السياحة إلى مليار دولار سنوياً.

يعتبر القطاع السياحي الفندقي من أبرز القطاعات الاقتصادية التي استطاعت أن توظف مبالغ مالية ضخمة واجتذاب حركة استثمارية محلية وأجنبية واسعة أخيراً نتيجة عوامل الاستقرار التي تتمتع بها سورية إلى جانب التنوع الحضاري والثقافي غير المستثمر عملياً ولكونها لا تزال سوقاً حديثة بالنسبة للصناعة السياحية. وانطلاقا من هذه الأهمية منحت الحكومة السورية في خطتها للترويج والاستثمار السياحي مزايا وإعفاءات وتسهيلات متعددة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة فصدر القراران 186 لعام 1985 و198 لعام 1997 عن المجلس الأعلى للسياحة ونصا على مزايا وإعفاءات ضريبية للمشروعات السياحية التي تقام داخل المحافظة وخارجها
وقالت مصادر الوزارة: إنه تم ترخيص 101 ترخيص لمطاعم و87 لفنادق من مختلف المستويات والدرجات..
لقد ساهمت السياحة الفندقية اليوم في الناتج الوطني الإجمالي حسب تقديرات المجلس الدولي للسياحة والسفر وهو منظمة مستقلة دولية ممثل فيها القطاع الخاص السياحي في العالم بلغت 13.4 بالمئة عام 2007 كما وفرت قطعاً أجنبياً مهماً .. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل شخص منا: إن هذه الفنادق على الرغم من الأرباح التي تجنيها إلا أنها لا تزال عاجزة  عن التوفيق بين الخدمة التي تقدمها, والأسعار التي تجنيها جراء هذه الخدمات، ما يجعل هذه الفنادق وخاصة الخمس نجوم مجرد حلم  للبعض.    

المصدر: مجلة المال

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...