الربيع العربي برعاية حاييم صبان

03-02-2012

الربيع العربي برعاية حاييم صبان

ذات مرة كتب الروائي الأميركي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد: (اختبار الدرجة الأولى من الذكاء يكمن في القدرة على حمل الدماغ لفكرتين متعارضتين في وقت واحد ، مع الاحتفاظ بالقدرة على العمل). وعندما يتعلق الأمر بما يسمى (الربيع العربي) فان معظم محللي الشرق الأوسط سيجتازون اختبار فيتزجيرالد بنجاح تام.
نادرا ما يشك أحد في الادعاء بأن (حاييم صبان) مهتم كثيرا بإسرائيل. فهذا العملاق الإعلامي الإسرائيلي الأميركي الذي ولد في مصر قال ل نيويورك تايمز :( أنا رجل القضية الواحدة و قضيتي هي إسرائيل). و في نبذة عن حياته في الصحيفة قيل:
(هاجسه الأكبر هو حماية إسرائيل عن طريق تعزيز العلاقات بينها و بين الولايات المتحدة. و في مؤتمر عقد الخريف الماضي في إسرائيل شرح صبان وصفته الثلاثية للتأثير على السياسات الأميركية و هي: تقديم تبرعات للأحزاب السياسية، إنشاء مؤسسات فكر و رأي و السيطرة على وسائل الإعلام. )
بدأ بإنشاء مؤسسة الفكر و الرأي ،و التي هي جزء من وصفة صبان الثلاثية لحماية إسرائيل ، عام 2002 مع تقديم عربون بقيمة 13 مليون دولار  إلى مؤسسة بروكينغس لأجل إنشاء مركز صبان لسياسة الشرق الأوسط . عام 2007، توسعت عمليات مركز صبان مع إطلاق مركز بروكينغس الدوحة ، و تم افتتاح هذا المشروع في قطر في شباط 2008 من قبل المدير المؤسس لمركز صبان مارتين انديك.و هو مدير أبحاث سابق في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية( آيباك)، كما أنه المؤسس لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى(WINEP) الذي أوجدته آيباك.
إن الخبراء الثلاثة في مركز بروكينغس الدوحة، أي المدير و نائب المدير و مدير الأبحاث ، أعضاء في مركز صبان الداعم لإسرائيل. و يرتبط اثنان منهما بعلاقات وثيقة مع مؤسسة تعزيز الديمقراطية و موقعها واشنطن.و كان نائب المدير، إبراهيم شرقيه قد أدار سابقا مشروع تنمية  طويل الأمد في اليمن  تابع لوكالة الولايات المتحدة لأجل التنمية الدولية(USAID) و كذلك مبادرة الشراكة بين إدارة الولايات المتحدة و الشرق الأوسط(MEPI) من خلال مشروع التعليم المدني. ووفقا لتقرير وارد في   واشنطن بوست بتاريخ الثاني عشر من آذار يتحدث عن دعم الولايات المتحدة للديمقراطية في الوطن العربي ، تبين أن إسهامات ال(USAID)  كانت أساسية لنشطاء في كثير من الأراضي العربية. مثل تمويل مجموعات كالمعهد الديمقراطي القومي( NDI)، و المعهد الجمهوري الدولي( IRI) و بيت الحرية لأجل تدريب أكثر من ثمانين بالمائة من قادة الانتفاضة المصرية. ووفقا لتقرير ورد في واشنطن بوست بتاريخ الثامن عشر من نيسان ورد أن (MEPI) قد قامت منذ عام 2006 بتزويد مجموعات المعارضة السورية بأكثر من ستة ملايين دولار.و كدليل إضافي على مساهمة حاييم صبان في ديمقراطية الشرق الأوسط، يرأس ال(MEPI) حاليا تامارا ويتيس المديرة السابق لمشروع الديمقراطية و التنمية في الشرق الأوسط(MEDD) التابع لمركز صبان.
يوصف شادي حميد، مدير الأبحاث في مركز الدوحة ، ب "خبير الدمقرطة في  الشرق الأوسط". وقبل عمله في مركز صبان، كان في مركز الديمقراطية و التنمية و حكم القانون(CDDRL) التابع لجامعة ستانفورد في كاليفورنيا.كما كان مديرا للأبحاث في مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط(POMED) و الذي تضم هيئة مستشاريه رؤساء ((NDI و (IRI). كما و عمل حميد كخبير برنامج حول الدبلوماسية العامة في الإدارة الأميركية.و توصف الدبلوماسية العامة بأنها (التزام مباشر أو غير مباشر بالشعوب الأجنبية لدعم أهداف الأمن القومي. و ستكون مؤثرا بشكل أسهل إذا كان الآخرون يطلقون البيانات).
و في مجلسه الاستشاري الدولي يتباهى مركز بروكينغس الدوحة بنجوم مؤيدين للديمقراطية مثل مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة و التي تترأس حاليا (NDI) و مؤسسة المنح القومية لأجل الديمقراطية(NED) و هي التي أنفقت ملايين الدولارات خلال العقد الماضي لدعم ثورات "اللون" في أماكن مثل أوكرانيا و صربيا لأجل تدريب عاملين سياسيين في الاتصالات الحديثة و التقنيات التنظيمية. و خلال الاحتجاجات في مصر جرت مقابلة مع اولبرايت من قبل راشيل مادو على محطة MSNBC الأميركية و هي أحد الرعاة لموقع Movements التابع لتحالف حركات الشباب و الداعم للناشطين الرقميين المؤيدين  للديمقراطية.
و إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم إحساسها بتأنيب الضمير فيما يتعلق بالعقوبات التي أدت لموت خمسمائة ألف طفل عراقي، فان شجب أولبرايت لوحشية حكومة مبارك أمر لا يمكن تصديقه بتاتا.و الأهم من ذلك أنها اعترفت بان منظمتها الداعمة للديمقراطية(NDI) كانت تعمل في مصر منذ زمن طويل.
و منذ بداية الاحتجاجات العربية و مركز بروكينغس الدوحة ينشر تعليقات تحت عناوين مثل:(صالح يسقط)،( في سورية يجب أن يخرج الأسد من المنصة)و ( إذا لم تجبر الولايات المتحدة القذافي على الرحيل من سيفعل ؟)الأمر الذي يخلق الشكوك حول موقفه. و في تقرير حديث في واشنطن بوست كتب مدير المركز سلمان شيخ في مقال يدعم الربيع العربي: ( إذا أضحت هذه الثورات العربية على الهامش و أصيب الناس بالإحباط و لم يروا ضوءا في نهاية النفق، فاني لا أعلم إلى ماذا سيقود هذا بالنسبة لناس يفكرون بالقاعدة).
و مع ذلك قلة من المراقبين في الشرق الأوسط يتساءلون: إذا كان الربيع العربي مدعوما بهذه الصراحة من قبل مؤسسة حاييم صبان التي أنشأت لحماية إسرائيل ، إذن كيف من الممكن أن يهدد مصالح إسرائيل؟؟

 الكاتب الياباني ميدهاك أو كاثايل عن موقع Dissident Voice

ترجمة رنده القاسم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...