الذهب أرخص محلياً من السعر العالمي بـ100 ألف ليرة للكيلو

29-01-2012

الذهب أرخص محلياً من السعر العالمي بـ100 ألف ليرة للكيلو

استغل الكثير من الصاغة وتجار الأزمات قرار المصرف المركزي الذي صدر مؤخراً وأجاز بموجبه للمصارف ومؤسسات الصرافة بإصدار نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية الخاصة مقابل الليرة السورية مع مراعاة أسعار الصرف السائدة في سوق القطع الأجنبي ومعطيات أسواق العملات العالمية.
 
وهذا ما نتج عنه وجود سعر ثالث للدولار في السوق، فالذهب الذي كان يسعر اعتماداً على سعر الدولار بالسوق السوداء صار يسعر اليوم بناء على التسعيرة التي تضعها البنوك للدولار مقابل الليرة السورية وهي تسعيرة ثالثة تزيد على سعر الدولار في نشرة المصرف المركزي وتقل عن سعر صرفه في السوق السوداء بنحو ليرتين ونصف، وهذا الفرق يستفيد منه تجار الأزمات ومهربو الذهب، فاحتساب الذهب بسعر دولار يتراوح بين 66.6 و68 مقابل الليرة يعني انخفاض سعر الغرام منه بمقدار 100 ل.س عن السعر العالمي و100 ألف ل.س لكل كيلو ذهب، وهذا ما يشجع سوق تهريب هذا المعدن لكونه صار أرخص من سعره العالمي حيث يباع بالخارج بناء على اعتماد الدولار بسعر 71 مقابل الليرة السورية.
ويبين الصاغة الذين نسبنا إليهم  أن سبب تسعير الذهب بالطريقة الجديدة يعود لعدم وجود طلب عليه في السوق المحلي ولتشجيع شراء الذهب المصاغ.
ويحذر محلل مالي  من أن التسعيرة الحالية للذهب تنشط سوق التهريب لأوسع حدوده، وخاصة أن كلفة التهريب لا تحمل مخاطر كبيرة ونسبة الأرباح تفوق معدل المخاطر، وإذا كان التهريب قد نشط سابقاً لكون نسبة أرباح الذهب كانت تصل إلى 15 ألف للكيلو فإن نسبة تهريبه اليوم سترتفع لحدود غير مسبوقة لأن نسبة الأرباح بالكيلو وصلت إلى 100 ألف ل.س علماً بأن تكاليف التهريب لن تتجاوز أكثر من 10 آلاف ليرة.
ويرى المراقبون لسوق الصاغة أن هناك حالة من التغاضي عن تهريب الذهب على أمل أن تعود مقابله عملة صعبة، وهذا يدل أن البعض ينظر للذهب ويقيمه كما يقيم الفروج والبيض وغيره من السلع، دون إدراك أن الذهب الذي تراكم في سورية عبر قرون لا يتم تجديده، والخطير هو تفريغ البلد من الذهب واستبداله بدولارات عملة ورقية غير مغطاة وهذا يعني خلق مشكلة اقتصادية أكبر على المدى الطويل على حساب علاج مشكلة حالية، مطالبين بحل إسعافي لطريقة التسعير تمنع تهريب المعدن الأصفر من سورية.
بدوره رئيس الجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات جورج صارجي نفى بالمطلق تسعير الذهب بسعر دولار 66 مقابل الليرة، مؤكداً أن التسعيرة التي تعلن عنها الجمعية حقيقية وهي بدولار 71 وذلك بناء على توجيهات رئاسة مجلس الوزراء والمصرف المركزي، وقال: «يصل سعر غرام الذهب عيار 21 حالياً لما يقارب 3300 ل.س، ويصل سعر الذهب عالمياً إلى 1738 ما يعني أن الجمعية تسعره بدولار 71 وليس 66.
وهنا يبين أحد المحللين الماليين أن العودة إلى المعادلة الحسابية لطريقة تسعير الذهب تثبت أن الذهب يسعر بدولار 67.5 وليس 70.5 كما تقول جمعية الصاغة، ولو كان مسعراً على دولار 70.5 لكان سعره العادل المحلي هو 3390 وليس 3300 فطريقة تسعير غرام الذهب عيار 21 تتم وفق المعادلة: سعر الأونصة بالدولار تقسيم 431.1 مضروبة بـ0.875 وحينها ينتج سعر غرام الذهب 21 بالدولار، وإذا قسمنا سعر غرام 21 بالليرة السورية على سعر الغرام 21 بالدولار نكتشف سعر الدولار الذي جرى تسعير الذهب اعتماداً عليه والذي يصل حسب التسعيرة المحلية للذهب في سورية إلى 67.5، علماً بأن الرقم 4.31.1 هو عدد الغرامات بالأونصة عيار 21 قيراط، والرقم 0.875 هو عيار الذهب الخالص عيار 21.

رغد البني

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...