الحرب تعصف بذكرى الوحدة اليمنية

23-05-2015

الحرب تعصف بذكرى الوحدة اليمنية

مرّت الذكرى الـ25 لوحدة شطري اليمن الشمالي والجنوبي، في ظلّ تمزّق البلاد بين دعاة الحرب والرافضين لها، حيث جرى عرض عسكري في وسط العاصمة صنعاء بمشاركة آلاف الجنود، في وقتٍ تعاكس الحلول المقترحة للأزمة اليمنية مسار هذه الوحدة، إذ تدعو إحداها، بوضوح، إلى «الفدرالية» على أساس الأقاليم الستة المرفوضة من قبل غالبية اليمنيين.
وجاء في المادة الأولى من نص اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية في 22 أيار العام 1990: «تقوم بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة».
تغيّرت التحالفات وموازين القوى خلال الأعوام الـ25 الماضية، لكن تبقى الكثير من الاتهامات التي توجه الى السعودية بأنها كانت من بين أبرز الأسباب التي أعاقت جهود الوحدة اليمنية. ويقول محللون انه منذ العام 1972 استخدمت نفوذها على القبائل لإطاحة أيّ حكومة في شمال اليمن تحاول المضي قدماً نحو تحقيق الوحدة.
في الذكرى الـ25 خرج نائب الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، خالد بحاح ليقول إنّ اليمن «مشروع وحدة». وفي تدوينة على «فايسبوك» كتب: «احتفلنا باليوبيل القطني والجلدي والقشي والخشبي والبرونزي والنحاسي، وها نحن اليوم أمام الاحتفال باليوبيل الفضي».
وفيما أشارت مصادر إلى «قرب» عودة الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي إلى محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن حيث تنظيم «القاعدة» للإعلان عن عملية برية لقوات «التحالف» العسكري السعودي، تبنّى «داعش»، يوم أمس، تفجيراً استهدف مسجد الصياح في العاصمة صنعاء، وأدى إلى إصابة 13 شخصاً.
وبعد مرور شهرين على تبنيه خمسة تفجيرات في صنعاء راح ضحيتها مئات الأشخاص، قال التنظيم الإرهابي في بيان على «تويتر»: «قامت مفرزة من جنود الخلافة في ولاية صنعاء بتفجير عبوة ناسفة على حسينية مقبرة الصياح التابعة للحوثة المرتدين في حي شعوب، ما أدى إلى قتل وإصابة عدد كبير منهم ولله الحمد والمنة. ونسأل الله النكاية فيهم».
ضحايا الحرب على اليمن، وفقاً للمتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة سيسيل بويلي، بلغ عددهم 1037 مدنياً على الاقل بينهم 130 امرأة و234 طفلاً، فضلاً عن 2453 جريحاً.
كما أدّت الحرب، بحسب تقرير «المنظمة الدولية للهجرة» إلى نزوح نصف مليون شخص، فضلاً عن 20 ألف لاجئ في شهرين يتوزعون بين جيبوتي والصومال.
وقال التقرير «لقد تمزقت حياة الكثير من اليمنيين والمهاجرين، وبصرف النظر عن انتماءاتهم، فهم في حاجة ماسة إلى دعم منقذ للحياة بما في ذلك المياه النظيفة والمأوى والصرف الصحي».
وبعدما أعلنت مصادر، الشهر الماضي، عن احتمال توجه عبد ربه منصور هادي إلى مدينة سيئون في حضرموت، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إنّه من المقرر أن يصل الرئيس اليمني المقيم في السعودية إلى مطار البديع في المحافظة.
وأضاف المصدر أنّ هادي ينوي الإعلان رسمياً عن انطلاق عملية عسكرية برية واسعة بدعم سعودي وخليجي تحت مسمى «السيوف القاطعة»، بهدف استعادة السيطرة على المحافظات التي سقطت بأيدي جماعة «أنصار ألله».
وأوضح أن معلومات أمنية واستخباراتية وصلت تفيد بأنّ هناك استعدادات كبيرة عسكرية وأمنية من قبل دول «التحالف» لإطلاق هذه العملية، مشيراً إلى أنّ مئات الضباط والجنود قد وصلوا من صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية إلى مأرب وحضرموت شرق اليمن، للانضمام إلى «الجيش الجديد»، وفتح جبهات جديدة ضدّ الجماعة.
وأكد المصدر أنّ تحركات غير طبيعية تشهدها منطقة العبر الحدودية بين البلدين، وأن تعزيزات عسكرية كبيرة ترابط هناك منذ أيام للمشاركة في العملية العسكرية البرية قبل انطلاق مؤتمر الحوار المرتقب في جنيف في 28 الحالي.
وفي أجواء الحوار المرتقب، اعتبر كل من مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّ مفاوضات جنيف «إجراء غير كافٍ»، وأكدا ضرورة الوقف الفوري للهجمات العسكرية ضدّ اليمن.
وأعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء استمرار عمليات «قتل الشعب اليمني الأعزل وحدوث كارثة إنسانية في هذا البلد».
من جهته، وصف خطيب جمعة طهران آية الله أحمد جنتي السعودية بـ «فرعون وطاغوت العصر لاستمرارها في العدوان على الشعب اليمني»، قائلاً إن الرياض أكثر من غيرها تنفق الأموال الطائلة لخنق أصوات الأحرار وقمع الحريات.
وأضاف جنتي أنّ ما فعلته السعودية في اليمن لا يتطابق مع أيّ معيار قانوني أو شرعي أو عرف دولي، مستغرباً موقف عبد ربه منصور هادي الذي قال عنه إنّه من دعا الأميركيين وحلفاءهم للهجوم على اليمن بحجة قمع «أنصار الله».
وقالت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء إنّ سفينة المساعدات «شاهد» المحملة بـ2500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية رست، يوم أمس، في ميناء جيبوتي حيث ستقوم الأمم المتحدة بتفتيشها حتى يتم نقل شحنتها إلى اليمن.
إلى ذلك، وقعت انفجارات عنيفة على مشارف العاصمة صنعاء بعد غارات السعودية على ثكنتي ضبوة وريماة حميد، بحسب شهود عيان.
وذكر مصدر عسكري أن مخازن الأسلحة في جبل نقم شرق العاصمة صنعاء تعرّضت لقصف بأكثر من 15 صاروخاً، محذراً من أن «كارثة حقيقية تهدّد صنعاء في حال استمرار القصف على الجبل من قبل طائرات التحالف».
وعند المدخل الشمالي للعاصمة، استهدفت الغارات أكاديمية الحرس الجمهوري، كما استهدفت ثكنة صمعة للحرس الجمهوري وقاعدة الديلمي الجوية القريبة من المطار الدولي.
وفي صرواح في محافظة مأرب (شرق)، شنّت مقاتلات «التحالف» سلسلة من الغارات على مواقع تابعة للجماعة.
وتمكنت «أنصار الله» من السيطرة على قمة جبل صبر العروس الاستراتيجي المطل على مدينة تعز بالكامل، بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين الموالين لهادي.
من جهة أخرى، أشار مسؤول في الدفاع المدني في منطقة جيزان جنوب غرب السعودية، إلى مقتل طفل بقذيفة على الحدود مع اليمن وجرح ثلاثة آخرين، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية – «واس».
في المقابل، كانت قناة الإخبارية السعودية العامة قد تحدثت عن مقتل مدني سعودي في مقاطعة نجران المجاورة بقذائف «هاون» أطلقت في اليمن وأدت إلى جرح ثلاثة مدنيين بينهم أجنبيان.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...