التسليف الشعبي فات .. فات .. وبذيله السبع لفات

24-04-2006

التسليف الشعبي فات .. فات .. وبذيله السبع لفات

الجمل – خاص : تماشياً مع تطبيق شعار المرحلة لمنح القروض المصرفية " مقسوم لا تأكل وصحيح لا تقسم " يقوم مصرف التسليف الشعبي بحمص ، بتدويخ من تسول له نفسه الاقتراض سبع دوخات ، إذ على المقترض أن يحصل على السبع براءات ذمة من سبع مصارف ، ومثلها لكل كفيل بحصيلة يبلغ متوسطها 28 براءة ذمة لكل قرض ، إذا كان عدد الكفلاء ثلاثة + المتعامل ، وبتكلفة 30 ليرة سورية للبراءة الواحدة ، موزعة على 10  ليرات ثمن الطلب وعشرين ليرة طوابع للبراءة .
أحد المتعاملين ، المدمنين على الاقتراض من فرع حمص لمصرف التسليف الشعبي ، وهو من صغار التجار ، عبّر لجريدة " الجمل " عن استغرابه واستيائه من الهّبة البيروقراطية التي ألمت بهذا الفرع ، فقد اعتاد في الأعوام السابقة أن يقترض سنوياً من المصرف ، مبلغاً يسدده خلال عام واحد ، حيث كان يتم إنجاز المعاملة كاملة مع براءات الذمة والكشف خلال عشرة أيام كحد أقصى ، كما لم يمكن مطلوباً الحصول على براءات ذمة للكفلاء من المصارف السبعة وإنما من مصرف أو اثنين فقط . هذا العام بدا الأمر في غاية التعقيد ، فمنذ أكثر من شهر وهو يأتي للمصرف للحصول على ورقة تقديم الطلب ، فيأتيه الجواب القاطع أن أوراق الطلبات نفدت ، وبانتظار أن ترسل إليهم من الإدارة بـ "الشام" . انتهى الشهر الثالث من العام ولم تأت الطلبات من الشام ، وبعدما أتت ، قدم معاملته وجهز كافة الأوراق المطلوبة ، وبقي الكشف واعتماد الكفلاء . فوجئ أن تحديد موعد للكشف يحتاج إلى واسطة لتقريب الموعد ، لأن هناك العشرات غيره ينتظرون دورهم منذ خمسة أشهر، كما طلب منه ومن غيره أن يأتي الكفلاء كل واحد منهم بسبع براءات ذمة ، عدا عن التدقيق في الكفلاءء إذ لا يجوز لكفيل كفل مقترضاً في مصرف آخر ، حتى لو كان يسدد القرض ، أن يكفل مقترضاً ثانياً في هذا المصرف .
(( اللي عجبه عجبه واللي ما عجبه يفرجينا عرض أكتافه )) ، هكذا قال أحد الموظفين لمواطن رفع صوته بالشكوى بالخطأ إليه ، ناسياً أن الشكوى لغير الله مذلة .
أما السيد وليد موظف الكومبيوتر المناط به منح بطاقات استعلام لكشف الملاءة المالية لكل متعامل وكفيل ، فتعجز الكلمات عن تصوير وضعه وأكوام الناس فوق رأسه ، فيما عليه أن يضرب على كيبورد بأصبعين من كف واحدة ليحدد إذا كان الكفيل مليء مالياً وقادر على كفالة غيره أم هو مواطن على باب الله تجوز عليه الحسنة ، لأن اليد الثانية مشغولة باحتضان الكومبيوتر وتجنيبه خطر الزحام، وفوق كل هذا التعتير جاءه متعامل دائخ من اللف والدوران في سبعة مصارف للحصول على براءات الذمة وقال له يا أخي لا تقل لي مابقي علي إحضاره من أوراق بصوت عال حتى لا يسمع الكفلاء :  والله داخوا معي وأنا خجلان منهم ، إنهم يشعرون بالقيظ والغيظ من معاملاتكم وطلباتكم ، فأجابه السيد وليد من خلف أكوام البشر : (( بسيطة أخي هو يلهم )) ، وتابع عمله في ذكر أرقام الملاءات رقم صح وعشرة خطأ ، وهو لا يلام في ذلك فالدوام قارب على الانتهاء ، ومازال التدافع عليه كما هو .
" الجمل " اتصلت بمدير فرع حمص لمصرف التسليف الشعبي ، تمام حلبية ، ووضعت بين يديه الشكوى من طلبات براءات الذمة من الكفلاء ، وأنها تزيد الأمر تعقيداً ، فقال إن هذا الإجراء ليس جديداً، ويأتي ضمن نطاق التعاون بين المصارف ، لتحصيل الديون المتأخرة ، فلايحق لملاحق قضائياً من قبل أي مصرف كفالة شخص آخر. وبرر الشكوى من طلبات براءة الذمة بسبب زيادة سعر الطوابع والتي كانت بداية ثلاث ليرات ثم أصبحت سبع ليرات والآن عشرين ليرة . وحول موضوع الملاءة المالية للكفيل ، قال حلبية إنه يحق للكفيل كفالة أكثر من شخص في أكثر من مصرف ، إذا كانت ملاءته المالية تسمح ، بغض النظر عما إذا كان من كفلهم لم يكملوا تسديد القروض . ولدى سؤال مدير المصرف عن حل لمشكلة الحصول على براءات ذمة والأوراق المطلوبة من سبعة مصارف  متناثرة في أنحاء المدينة ، قال إن هناك نية لأتمتة المصرف وجعل كافة المعاملات تصدر عن كوة واحدة . ولم يحدد مدير المصرف متى ستتحقق هذه النية ، التي لا بد لها أيضاً أن تلف السبع لفات وتدوخ السبع دوخات ، وتقع على وجهها طب ، وينكسر أنفها قبل أن تصل إلى يوم تكون فيه الأعمال تعبر عن النيات ، اللهم إلا إذا كانت النية فقط أن يتحول المصرف إلى ثعلب يفعل ما بوسعه لتحصيل الديون قبل إقراضها .

 

الجمل     

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...