الأزمة السورية: هدوء في العاصمة وبان والإبراهيمي متشائلان

23-01-2013

الأزمة السورية: هدوء في العاصمة وبان والإبراهيمي متشائلان

رسمت الرياض وموسكو، امس، صورة قاتمة للوضع في سوريا. ففي حين اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انه لا يمكن التفاوض مع الحكومة السورية مطالبا مجلس الامن الدولي بالتدخل، متحدثا عن شعور سعودي بـ«مأزق كبير»، توقع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان يتواصل النزاع لمدة عامين.
في الوقت نفسه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «القوى الخارجية» التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة. واستبعدا حل الأزمة السورية قريبا حيث ان «الهوة لا تزال كبيرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا»، لكن بان كي مون أكد أن الإبراهيمي سيواصل عمله، معربا عن تفاؤله بامكان التوصل الى تسوية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي، في بيان، ان بان كي مون والإبراهيمي عبرا، خلال اجتماعهما في نيويورك، عن «خيبتهما الكبرى وقلقهما أمام اتساع عمليات الرعب والمجازر والتدمير التي تقوم بها الحكومة والمعارضة وتغذيها القوى الخارجية التي تقدم أسلحة إلى الطرفين»، كما أعربا عن «خيبة أملهما من غياب أي موقف دولي موحد من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية سياسية، كما اتفق عليه في جنيف في حزيران الماضي ويضع نهاية للمعاناة الشديدة للشعب السوري». وسيقدم الإبراهيمي تقريرا عن مهمة الوساطة التي يقوم بها إلى مجلس الأمن الدولي في 29 كانون الثاني الحالي.
وأعرب بان كي مون، في مؤتمر صحافي في نيويورك، عن تفاؤله بحل الأزمة السورية على الرغم من مأساوية الأحداث في البلاد، منتقدا «مجلس الأمن والجامعة العربية اللذين لم يجدا حتى الساعة حلا لمساعدة الشعب السوري في خروجه من دوامة العنف».
وطالب بان كي مون «مجلس الأمن بإيجاد حل سريع ينهي الأزمة، بعدما اتخذت طابعا عسكريا دمويا»، مناشدا «كافة الدول عدم إرسال السلاح إلى أي طرف في سوريا». وشكر الإبراهيمي الذي يبذل كل ما في وسعه من أجل إيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة، مشيرا إلى أن المبعوث الدولي سيعقد اجتماعات خلال اليومين المقبلين مع أعضاء مجلس الأمن.

وأعلن الأمين العام انه والإبراهيمي «يريان أن الهوة لا تزال كبيرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا»، معتبرا أن «الوضع قاتم جدا وصعب جدا ولا نرى كثيرا من الفرص حتى الآن لتسوية» النزاع، لكن بان كي مون أعرب عن تفاؤله بوجود حل للأزمة، وعن ارتياحه حيال متابعة الإبراهيمي مهمته بالرغم من صعوبة الموقف.
وعن الوضع العسكري في سوريا، أعرب بان كي مون عن «قلقه من التوترات الطائفية التي من شأنها أن تنتشر وتحدث انفجارا في المنطقة». وعبر عن «غضبه من استخدام الأسلحة الثقيلة في الأماكن السكنية وما تلحقه من أضرار».
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء القمة الاقتصادية العربية في الرياض، ان «المأساة السورية للأسف تكمن في وجود حكومة ترفض أي حل ديبلوماسي لحل الأزمة. يوصلون تصور أن كل من يقاتلهم إرهابي، ومن غير المرجح التوصل إلى حل سياسي معها. وقد خاب أمل الرياض أكثر من مرة تجاه محاولات للتدخل وإيجاد حلول، سواء كانت عبر دول مجلس التعاون الخليجي أو عن طريق الجامعة العربية أو مجلس الأمن أو حتى بشكل مستقل». وأضاف «ازداد ذلك بعد تعيين الإبراهيمي ونحن في مأزق كبير. ماذا يمكن أن نقوم به أكثر من ذلك؟».
وتساءل الفيصل «ما الذي يتوقع منا أن نقوم به من اجل أن نفوز بالمعركة؟ الوضع سيئ جدا في سوريا. دمشق أقدم مدينة أصبحت مكانا للقصف. كيف لنا أن ندرك إمكان الوصول إلى حل بالمفاوضات مع شخص يفعل هذا بأهله وتاريخه. هذا أمر لا يمكن تصوره». وأضاف ان «الأمم المتحدة أمامها واجب أساسي في هذه القضية، عندما نصل إلى مرحلة نقول معها هذا يكفي، لقد مات الآلاف ودمرت المدن والبنية الأساسية».
وتابع «إذا لم يكن هناك قرار من الأمم المتحدة فسيزداد الأمر سوءا، ويتوجب على المجتمع الدولي القيام بما عليه من خلال مجلس الأمن. قمنا بما يتوجب علينا وفوضنا مجلس الأمن والجمعية العامة فوضت مجلس الأمن ليقوم بشيء»، متسائلا «لكن إلى أي حد يمكن الاستمرار في حلقة مفرغة؟».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن النزاع في سوريا قد «يطول» بدون نتيجة واضحة. وأعرب عن اعتقاده أن «النزاع المسلح في سوريا قد يستمر سنتين إضافيتين»، مشيرا إلى تضارب كبير في التنبؤات في هذا الشأن.
وأعلن أن موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات جديدة مع المعارضة السورية قريبا، بمن في ذلك زعماء المعارضة الذين لم يتصل بهم الجانب الروسي سابقا. وقال «بالطبع، فإننا بشكل عام، ننتظر ممثلين عن مختلف جماعات المعارضة السورية. يمكن القول اننا وجهنا دعوة مفتوحة إليهم».
ووصف الأوضاع الأمنية في دمشق بأنها «أصبحت أكثر هدوءا». وقال «قبل قليل تحدثت مع سفيرنا في دمشق. إنه يرى أن دمشق يسودها هدوء نادر في الأيام الأخيرة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...