إعلان سيدني لمعالجة الاحتباس الحراري

10-09-2007

إعلان سيدني لمعالجة الاحتباس الحراري

وجّه قادة دول «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا ـــــ المحيط الهادئ» (أبيك)، في ختام قمّتهم في سيدني أمس، «نداءً عاجلاً» دعوا فيه إلى مضاعفة الجهود لتحريك مفاوضات منظمة التجارة العالمية، بعدما كانوا قد اتّفقوا على الحاجة إلى وضع «أهداف طموحة بعيدة المدى» لتقليل انبعاث الغازات الحارّة، من دون التوصّل إلى تصوّر حول أيّ أهداف محدّدة.
وفيما تراوح مفاوضات منظمة التجارة العالمية مكانها منذ أشهر، اتفق قادة «أبيك» على توجيه «النداء» إلى جميع الدول المشاركة في «دورة الدوحة» لتجديد جهودها من أجل «التوصّل الى نتيجة»، حسبما أعلن رئيس الوزراء الأوسترالي جون هاورد في ختام القمّة التي استضافها، وأراد من نتائجها خرقاً في مسألة الاحتباس الحراري التي يشهد النقاش حولها خلافات حادّة بين الدول الصناعيّة والنامية، التي تتشكل منها الدول الـ 21 المكونة لـ«أبيك» التي ولدت عام 1982، ويمثّل التنوّع فيها مصدر قوّتها، كما يرى مؤسسوها، بينما يتساءل منتقدوها عن جدواها والفائدة منها فعلاً.
وتهدف «دورة الدوحة» التي أطلقت عام 2001 في العاصمة القطرية، إلى تحرير أكبر للمبادلات التجارية العالمية لمصلحة الدول النامية، إلّا أنّ أعضاء منظمة التجارة العالمية يختلفون على طريقة إنجازها؛ فالدول النامية تطالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بخفض الدعم المقدّم للمزارعين، الذي يسبّب في رأيها خللاً في التجارة. أما الأوروبيون والأميركيون فيدعون الاقتصادات الناشئة إلى فتح صناعاتها وخدماتها بشكل أكبر أمام منتجاتهم.
وعقب انتهاء اليوم الأوّل من المباحثات، أوّل من أمس، أصدر هوارد ما أطلق عليه اسم «إعلان سيدني»، الذي ينصّ على مشاركة جميع الدول في الوصول إلى حلّ لأزمة تغيّر المناخ العالمي. وشدّد على ضرورة مساهمة «جميع الدول، وبغض النظر عن مستوى التقدّم الذي وصلت إليه، بقدراتها الخاصة ووفقاً لظروفها الخاصة على التقليل من الانبعاث الغازي»، ما اعتُبر «تصوّرات» فقط من دون مفاعيل ملزمة.
ويمكن أن يستخدم «الإعلان» كإطار لاتّفاق دولي مقبل ليحلّ مكان «بروتوكول كيوتو» الذي تنتهي مدّته في عام 2012. وهو يشير إلى هدف بخفض 25 في المئة من كثافة الطاقة، التي تحسب قياساً إلى استهلاك الطاقة وإنتاجها، لاقتصادات الدول الـ 21 الأعضاء من الآن وحتى عام 2030. كما يدعو منطقة آسيا ـــــ المحيط الهادئ إلى زيادة مساحة غاباتها بـ 20 مليون هكتار بحلول 2020.
وقال هوارد، الذي يواجه استحقاق الانتخابات العامّة المقبلة في أواخر العام الجاري باستطلاعات رأي سلبيّة وغير مبشّرة بولاية جديدة له، إنّ «الإعلان» يُظهر أنّ «أبيك لا تزال حيّة وفاعلة، كما يُظهر مرّة أخرى القوة التي تكمن في الإجماع المبني على التنوّع والاجتماعات غير الرسمية، ويتجاوز عدداً من الانقسامات العالمية». وأضاف: إنّ المنتدى سيزيد من الزخم العالمي لمعالجة أزمة التغيير المناخي وخصوصاً خلال الاجتماع الذي من المقرّر أن تعقده الاقتصاديات الكبرى الأهمّ في واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري، إلى جانب المنتدى الذي تنظمه الأمم المتحدة في جزيرة بالي الإندونيسية في كانون الأوّل المقبل.
ولفت «الإعلان» إلى الأهمية القصوى لإطار العمل الذي حدّدته الأمم المتحدة للتعامل مع مسألة التغيّر المناخي العالمي، وهي نقطة شدّد الرئيس الصيني هو جينتاو على أهميتها لدى مناقشة إصدار الإعلان.
ولم يشارك الرئيس الأميركي جورج بوش في اجتماع أمس، إلّا أنّه استغلّ والقادة الآخرين المناسبة للإفادة في بحث مواضيع عديدة مثل احتلال العراق وتفكيك البرامج النووية لكوريا الشمالية ومشروع نشر منظومة الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقيّة الذي يغضب موسكو، والذي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه كان في صلب محادثاته مع نظيره الأميركي خلال لقائهما الجمعة الماضي على هامش القمّة.
ولاستضافة القمّة، قامت أوستراليا بالعملية الأمنية الأضخم في تاريخها لتوفير سلامة المشاركين؛ فقد انتشر أكثر من 5 آلاف عنصر من قوى الأمن، وتشوّه الوسط السياحي لسيدني بالحواجز والكتل الاسمنتية على طول 5 كيلومترات لضبط حركة التنقّل في محيط دار الأوبرا الشهيرة حيث يجتمع قادة «أبيك».
إلّا أنّ خرقاً أمنياً غير متوقّع على ما يبدو أخلّ بالهدوء النسبي الذي لم يستطع مناهضو الحروب تعكيره بسبب الأمطار؛ فقد أطلقت طائرتان مقاتلتان أوستراليتان طلقات تحذيرية على طائرة صغيرة دخلت مجالاً جوياً محظوراً فوق سيدني خلال التحضير لختام القمّة.
ويُعدّ «أبيك» منتدى عملاقاً يمثل 41 في المئة من سكّان العالم ونصف التجارة العالمية عملياً، و56 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي للكوكب. إلّا أنّ المفارقة تكمن في افتقاره إلى حدّ كبير للشهرة خارج حدوده، وفي مبادراته غير الملزمة، فيما تبقى الصورة الجماعية، التي يرتدي فيها القادة اللباس التقليدي للبلد المضيف الوحيدة «المفيدة».
وفي عام 1994، خلال قمّة بوغور في اندونيسيا، حدد المنتدى لنفسه هدفاً طموحاً يتمثل بإنشاء منطقة للتبادل الحر بين الاقتصادات المتطوّرة بحلول عام 2010 والاقتصادات الناشئة بحلول عام 2020. إلّا أنّ القمم السنويّة التي تلت طغت عليها مسائل أخرى وخصوصاً الإرهاب واحتلال العراق.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...