إسرائيل تفصل القدس عن الضفة

02-10-2007

إسرائيل تفصل القدس عن الضفة

عشية لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مع فريقيهما التفاوضيين في القدس المحتلة غدا، لصياغة «بيان مشترك» لتقديمه الى المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش في تشرين الثاني المقبل،فلسطينية تقبّل ابنها الأسير المفرج عنه في نابلس أمس كشفت إسرائيل أمس عن «نواياها السلمية» الحقيقية، عندما شرعت في واحد من اخطر مشاريع الاستيطان في القدس الشرقية، والذي سبق لواشنطن نفسها ان اعترضت عليه، لأن من شأنه ان يعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني ويؤدي الى الفصل الكامل بين شمالي الضفة
الغربية المحتلة وجنوبها.
في غضون ذلك، استشهد المقاومان في «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس احمد عايش العمودي (23 عاما) وبلال ابو شكيان (20 عاما)، في اشتباك مع جيش الاحتلال ليل الاحد الاثنين شمالي معبر المنطار (كارني) لنقل البضائع في جباليا شمالي قطاع غزة، فيما اعلنت متحدثة باسم الاحتلال ان جنديا اسرائيليا اصيب خلال الاشتباك.
وكانت الضغوط الاميركية قد دفعت الحكومة الإسرائيلية الى تجميد بناء مشروع سكني استيطاني في المنطقة المعروفة باسم «إي 1»، التي تبلغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا وتقع بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم شرقي المدينة المقدسة، اكبر مستوطنات الضفة حيث يقطنها 30 الف شخص، ويشمل بناء أكثر من 3500 وحدة سكنية وعدد من الفنادق وحديقة.
ويعزل هذا المشروع الاستيطاني القدس الشرقية بشكل كامل عن محيطها الفلسطيني في الضفة، ويحتجزها داخل أحياء استيطانية في القدس الشرقية، الأمر الذي يمنع تطور القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا. وتحاذي منطقة «إي 1» قرى العيزرية وعناتا وأبو ديس الفلسطينية، التي تقع أجزاء منها ضمن منطقة نفوذ بلدية القدس الغربية. ويفصل جدار الفصل المحيط بالقدس والمسمى بـ«غلاف القدس»، أجزاء هذه القرى عن أجزائها الأخرى، كما يحاصر حوالى 60 كيلومترا من اراضي الضفة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» ان اسرائيل مضت قدما، برغم المعارضة الاميركية، في بناء مركز للشرطة من اربعة طوابق، معتبرة انه بخلاف الابنية السكنية، يمكن بسهولة ازالة مركز امني مماثل، وذلك في اطار اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه. وسيستقبل المركز، وهو يوشك على الانتهاء، ضباط وعناصر شرطة الاحتلال في الضفة. وشاهد صحافيون، خلال زيارة الى المركز مؤخرا، فرق بناء تعمل على اقامة طريق سريع من اربعة خطوط، يتم وصله بطريق البحر الميت ـ القدس الرئيسية، كما يمر بالقرب من مركز الشرطة.
ونقلت «هآرتس» عن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر أن قيادة الشرطة الإسرائيلية في الضفة ستنتقل الى هذا المركز بحلول نهاية العام الحالي.
من جهته، اشار السفير الاميركي السابق لدى تل ابيب دان كورتزر الى ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس تتابع موضوع «إي 1» باهتمام، موضحا انه «حتى هذه الادارة (الاميركية)، التي لم تتخذ عموما موقفا قويا للغاية حيال المستوطنات، ادركت اهمية عدم اغلاق شمالي الضفة وجنوبها عن بعضهما، عبر شبكة من المستوطنات الاسرائيلية تدخل ضمن جدار الفصل».
وبعد ساعات من التأخير، أفرجت إسرائيل امس عن 57 اسيرا فلسطينيا، نقلوا الى معبر بيتونيا عند مدخل رام الله في الضفة من سجن كتسيعوت الاسرائيلي في صحراء النقب، حيث تم تجميعهم خلال الايام الاخيرة، ومن ثم في حافلات فلسطينية اقلتهم الى المقاطعة. وينتمي القسم الأكبر من المفرج عنهم الى حركة فتح، اما الباقون فينتمون الى الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين.
وفي خطوة توحي برغبة اسرائيل في تأكيد الفصل بين الضفة والقطاع، أرجئ الى اليوم اطلاق سراح 29 اسيرا آخرين يتحدرون من غزة، وذلك بحجة ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز لم يوقع قرار «العفو» عنهم الا مساء امس. وهذا التوقيع ضروري بحسب القانون الاسرائيلي، لان تل ابيب تعتبر القطاع «كيانا معاديا».
ولم يكتف الاحتلال بارجاء الافراج عن هؤلاء الاسرى، وانما اقدم على اطلاق النار على ذويهم الذين كانوا ينتظرونهم عند معبر بيت حانون (ايريز) الحدودي بين القطاع واسرائيل، ما ادى الى اصابة فلسطينيين احدهما فتى في الـ14 من العمر.
وقال رئيس ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، محمد المدهون، «أهنئ الأسرى المفرج عنهم»، مضيفا «نعتبر الامر... إهانة حقيقية واستخفافا بالقيادة الفلسطينية خاصة في رام الله، التي تتغنى بهذا الانجاز الوطني الكبير».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...