أبو قيس "عبد القادر قدورة" ينفض يديه من ماضيه و"يتحجب"

27-03-2007

أبو قيس "عبد القادر قدورة" ينفض يديه من ماضيه و"يتحجب"

الجمل- أحمد الخليل:  روي عن أحد صحابة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال أثناء الصراع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، (إن الطعام على مائدة معاوية أشهى والصلاة وراء علي أتقى )، هذا القول ينطبق بدقة على بعض المعارضين السوريين وبعض المسؤولين السابقين في السلطة ومن كل الأصناف الفكرية وخاصة في  السنوات الست الأخيرة، حيث بدأ حراك اجتماعي وسياسي يظهر على الساحة نتيجة تراخي قبضة السلطة وليس نتيجة التضحيات على مذبح الديمقراطية رغم أهميتها، فبعد عقود من تبني الخطاب السلطوي بدأ البعض من المسؤولين السابقين في حزب البعث والسلطة (خدام وقدورة) بتلوين خطابهم وإعطائه جرعة ديمقراطية ومحاولة الحوار مع الآخر والاعتراف به (موضة السنوات الأخيرة) باعتبار أن رياح التغيير بدأت بالهبوب على المنطقة وبالتالي يصبح من الطبيعي إعداد العدة للمستقبل ليحجزوا لهم مكانا في خارطة القادم من الأيام كدعاة تغيير يمتهنون امتطاء الموجات والتنبؤ باتجاهات الريح والنو.
وآخر صرعة من صرعات بعض القادة السابقين هي صرعة عبد القادر قدورة (مدير شركة تاميكو ونائب ريس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وأخيرا رئيس مجلس الشعب حتى عام 2004 ) الذي فجر قنبلة اعلامية في تصريحاته الى (نشرة كلنا شركاء الالكترونية) عدد (11 /3/2007 ) حيث انتقد تاريخ حزب البعث وأدلى بآرائه (الديمقراطية) بعد خروجه من السلطة بعدة سنوات معلنا أنه (مـع مبــدأ تــداول السلطـــة)
و( كان "البعث" سلطة ثابتة بلا معنى .. لماذا لا نقول للناس تعالوا وإنتخبوا) .
أبوقيس الذي وصف في عام 2000 النائب (الرجراج) منذر الموصلي بأن نفسه أمارة بالسوء لاعتراضه التقني فقط يؤكد الآن على مبدأ تداول السلطة وهو المسؤول المزمن طيلة ثلاثة عقود والذي لم يخل مكانه أبدا لمسؤول آخر حتى قررت السلطة احالته على (المعاش) بعد أن كان أبو قيس الافضل.
وينتقد أبو قيس صراعات الاجنحة في حزب البعث أيام زمان (لم أكن مع اي من الاطراف المتصارعة في قيادة حزب البعث العربي الإشتراكي , أنا كنت مع حافظ الأسد وبس) .
الان وعند الوصول الى مرحلة (حسن الختام) يطلق قدورة قنبلته ربما ليستر آخرته ويبرئء ذمته أمام الله وأمام العبد.
فهو الرجل الطويل اللسان المنتقد (رفع الحصانة بدقائق عن النائبين مأمون الحمصي ورياض سيف) الذي لم يحسب على أحد لذلك لم يصل الى رئاسة مجلس الوزراء (حلمه الذي لم يتحقق وبقي غصة.. ) لذلك ما المانع من بديل عن طموح مشتهى (السعي لبطولة ما) في زمن الخلخة هذا.
( لساني طويل وقلت ما لا يقال ولكن هذا الذي لا يقال لم يخرج في يوم من الأيام عن خط حزب البعث العربي الإشتراكي الذي أنتمي إليه منذ عام 1952 ولا يمكن أن أشتم تاريخي , أقلها أصمت لهذا السبب منعت من الوصول إلى رئاسة مجلس الوزراء كما منعت من "القوى الأخرى") 
وبعد اقالة قدورة تأمل كما يبدو تاريخه الطويل وتوصل الى ضرورة تطوير الحزب(يجب أن يطور فكر حزب البعث الذي مضى عليه أكثر من نصف قرن ببعض السنوات .
وتساءل : أما طرأ خلال نصف قرن ما يستوجب الدراسة والتقييم والإستفادة منه أو الإبتعاد عنه ؟ .. قائلا : وعلى "البعث" أن يدرس كيف يمكن أن يعمل من هذه الأمة كما يقول في شعاره " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ".
وتطبيقا للمبدأ البعثي النقد والنقد الذاتي يقول قدورة: (: نحن البعثيون ظننا يوماً أننا الدنيا .. واصفاً هذا الكلام بأنه "خاطىء" .
وقال : أنا شخصياً مارست هذا الشعار وشعارات أخرى مختلفة ومنها :" حَيدوا نحن البعثية حيدوا " ... " البعثية نزلت على الشارع الله يعين إللي يمانع " .
وتابع : كان هذا خطأً , هذا الوطن لجميع من يعيش ويأكل فيه ).
كما ينتقد قدورة رفاقه من الذين امتلكوا ثروات كبيرة ليقول بأنه فقير الحال وربما يحتاج الى تبرعات تقيه شر (الختيرة)
(البيت الذي أسكنه حالياً هو بيتي منذ عام 1978 ، أنا بقانون حزب البعث العربي الاشتراكي يحق لي الحصول على بيت من بيوت الحزب ، ورفاقنا جميعهم سكنوا في بيوت الحزب , أنا لم أنتقل من بيتي ، وقد قلت للقائد الخالد رحمه الله .. هذا ليس عدلاً أن يسكن رفاقنا ببيوت الحزب ويجب أن يدفعوا إيجارا معقولا ، علماً بأننا نحصل على تعويض و اعتبر القائد الخالد حينها هذا الكلام صحيحاً ، وتقرر استقطاع 10 بالمائة من رواتب الرفاق للقيادة مقابل وجودهم في بيوت الحزب باستثنائي حيث كنت أسكن في بيتي ، وليد حمدون كان يسكن في بيت المحافظة في ريف دمشق وعبد الحليم خدام كان يقطن في بيت المصادرة في "الروضة" ومن ثم إنتقل لمسكن جديد إشتراه في " أبو رمانة " ، وحكمت الشهابي كان يسكن في بيت أحد الخبراء الروس بجانب حديقة الجاحظ ، ولا أعرف مصطفى طلاس حتى لا أظلمه وعبد الله الأحمر لا يزال في بيته المصادرة في أبو رمانة).
ثم يتحدث عن خشته وعرزاله
و.....حضر خليل بهلول مدير مؤسسة الإسكان العسكرية سابقاً الذي مات "شحاداً" في باريس وشيد لنا "خشة" مساحتها الكلية 130 متراً مربعاً مساحة الطابق الأرضي الصالون والمطبخ 70 متراً مربعاً أما الطابق العلوي فمساحته 60 متراً مربعاً وهي قائمة إلى الأن وقد بعتها بعد حادثة وفاة إبني "قيس"..هل سمعتم عن مشكلة لأولادي

بعض المسؤولين السوريين من الذين يسومون مرؤوسيهم صنوف العذاب والضليعين بتكريس البيروقراطية وتعميم الفساد والإفساد سرعان ما يتحولون إلى صفوف (المعارضة) بعد إقالتهم من منصبهم مع غض نظر الحكومة عن كل المبالغ التي حصلوا عليها من استثمار المنصب، فهم بنظر أنفسهم مخلدين في كراسيهم وهم من بنوا نهضة البلد وأسهموا في استقراره لذلك تكون إقالتهم نكرانا لجميلهم الذي صنعوه من على كراسيهم الوثيرة، بعد الإقالة يتفرغون للجلوس في المقاهي للحديث عن مآثرهم وعن مشاريعهم التي لم تأخذ بها الحكومة والتي لو أخذت بها لكنا الآن في مصاف الدول الصناعية وكيف أنهم شهداء الصراع على المناصب وليست إقالتهم إلا نتيجة شرفهم وعدم رضوخهم لبعض الفاسدين و(تعففهم عن المغانم)  ...
هذا هو لسان حال رئيس التحرير السابق والمدير العام السابق والوزير السابق والضابط السابق..
بالمقابل يقسم بعض المعارضين يومهم إلى قسمين ليلي ونهاري كما هي حالة مشاهد التصوير السينمائية والتلفزيونية ففي النهار مثلا هو معارض  ولديه قائمة طويلة من المطالب الديمقراطية من الإفراج عن المعتقلين إلى رفع قانون الطواريء مرورا بتحسين مستوى المعيشة وليس انتهاء بتحرير الأرض المغتصبة ...
أما في الليل الذي يستر العيوب فهو صديق للحكومة يجلس مع بعض رموزها في الجلسات الخاصة أو في أمكنة ومطاعم الأثرياء ومع التلذذ بالموائد العامرة يهاجم المعارض النهاري المعارضة ويتهمها بالارتباط مع الخارج والعمالة ويثمن أسلوب السلطة بالتعامل معها كوننا نحن شعب لا تليق بنا الديمقراطية ، (معارضنا) هذا يضع رجلا عند المعارضة ورجلا مع السلطة ليضمن النتائج سلفا حسب ميلان كفة الميزان (إنهم حواة السياسة بامتياز)
أمثال أبو قيس وخدام وغيرهم ممن سيأتي يشبهون الممثلات المصريات اللواتي وصلن أرذل العمر وانتهت صلاحيتهن الفنية والجسدية حيث يقمن بارتداء الحجاب ويصبحن داعيات إسلاميات ينافسن زميلهن عمرو خالد لكي يضمن الاخرة بعد أن كسبن الدنيا....
البارحة كان عبد الحليم خدام وقبله كان رفعت الاسد واليوم قدورة ولا ندري من التالي من دعاة الديمقراطية الذي ألقوا بالسوط وحملوا غصن زيتون أو وردة حمراء ليهدوها الى الشعب المسكين... 
ما يشبه الخاتمة
بعض المسؤولين السابقين يغير جلده الان بعد أن أعد العدة للاندماج في اقتصاد السوق الاجتماعي لذلك كان لابد من التمهيد الاعلامي والفكري الذي يسبق تحول اشتراكيي الامس الى رأسماليي اليوم كيف لا فسادتنا في الاسلام هم سادتنا في الجاهلية!!.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...