مهرجان العجيلي الخامس للرواية العربية يحتفي بالنقد

09-12-2009

مهرجان العجيلي الخامس للرواية العربية يحتفي بالنقد

الجمل- أحمد الخليل: افتتح صباح أمس مهرجان العجيلي الخامس للرواية العربية في مدينة الرقة تحت عنوان (الرواية والنقد) بحضور حوالي أربعين أديبا وناقدا من مختلف الدول العربية وتركيا وجمهور كبير من المهتمين بالرواية..
تضمن الافتتاح كلمة مدير المهرجان حمود الموسى وكلمة راعي المهرجان محافظ الرقة أحمد شحادة خليل،..يتساءل حمود الموسى في كلمته عن كيفية تكريم العجيلي حيا وميتا ويجيب: أجبنا على هذا السؤال من خلال هذا المهرجان الذي هو اليوم في دورته الخامسة وعزا الموسى الفضل في ها المهرجان لتضافر جهود المؤسسات الرسمية والأهلية والأصدقاء والرعاية الكريمة لمحافظ الرقة..واستشهد الموسى بكلام جابر عصفور حين قال:...لنجعل من الرواية ديوانا عربيا..)
وأكد د.علي الابراهيم نائب رئيس مجلس محافظة الرقة ممثل المحافظ على أهمية مهرجان العجيلي للرواية متمنيا أن يكون المهرجان اسما على مسمى ليليق بقامة أدبية كبيرة كقامة العجيلي واعتبر الابراهيم المهرجان مؤتمرا كبيرا يجسد الرواية خصوصية وإبداعات وجماليات.. وحسب الابراهيم فإن المهرجان أصبح بعد هذه السنوات مؤتمرا دوليا للأبحاث الروائية والآمال معقودة عليه للمساهمة في تأصيل ثقافة عربية تجعل منها حجر أساس لمقاومة الغزو الثقافي...
و ألقى كلمة المشاركين الناقد المصري حسين حمودة الذي أكد على سعادة الوفود المشاركة في هذا اللقاء فهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها الأدباء لقاء علم واحتفاء لاستكمال رحلة نبيلة بدأت منذ سنوات، وفي هذا الملتقى   تأكيد لبعض الوفاء الذي يستحقه المبدع الكبير العجيلي لكونه من الرموز الوضاءة في الأدب العربي واعتبر حمودة أن عنوان هذه الدورة (الرواية والنقد) عنوانا موفقا لكونه يشكل مناسبة لمطارحات المبدعين الروائيين والنقاد الذين أتوا من ساحات متعددة واعتبر حمودة أن الرواية بدأت ناضجة منذ صدور رواية فرانسيس مراش (غابة الحق) لكن فن الرواية لم يجد ما يوازيه من نقد..وقال حمودة أن هذا المهرجان سيساهم في سد النقص الحاصل في النقد كصنو للرواية ...
وتبع الكلمات معزوفة موسيقية أدتها فرقة أطفال مديرية ثقافة الرقة بقيادة وليد الحسن
بعد انتهاء حفل الافتتاح عقدت أول جلسات المهرجان برئاسة الكاتب والناقد جهاد نعيسة وقدم فيها أربعة أدباء شهادات من تجربتهم الإبداعية الخاصة وكان أول المتحدثين الروائي المغربي الميلودي شغموم الذي وصف النقاد أنهم أحد نوعين : ناقد عديم الذمة وزميل احترف الاغتيال الأدبي فعالم الإبداع حسب تعبير الميلودي مليء بالوحوش المفترسة ودعا شغموم الأدباء بعدم جعل الأدب مصدرا لرزقهم ومعيشتهم والإخلاص له كهواية، والنقاد بحسب تقسيم شغموم أربعة أصناف: الأول قرأ من النظريات والأيديولوجيات أكثر مما قرأ من الروايات
والثاني يوظف لغة واحدة خالية مما يكفي من العلم والذوق في قراءته لكل النصوص، الثالث: يقوم بقراءة شكلية يترصد فيها الأخطاء فقط، والرابع وجداني أو جواني لاتهمه إلا العواطف والانفعالات...وقد شغموم شرحا مفصلا من تجربته الشخصية على كل هذه الأصناف..
الروائي السوري ممدوح عزام ركز في شهادته على رواية قصر المطر وجاء فيها: (عندما أنهيت رواية قصر  المطر سلمتها لصديق  شاعر وناقد وقارئ ذواقة أثق بآرائه في الكتب كثيرا، وحين قرأ الرواية .... أذكر أنه أبدى ارتياحه للنص في البداية، ثم هنأني على الكتابة، و بدأ يسرد رأيا تفصيليا تضمن الكثير من المديح والإعجاب بالرسالة الفكرية والإنسانية التي تمكنت من تقديمها في هذه الرواية، ُثم اختتم كلامه بالثناء على خاتمتها ، حيث رأى أن الروائي هناك، يقدم مطالعة صريحة ومباشرة ونيرة في الأمل، والتفاؤل، في مواجهة الظلم والقتل والخذلان الذي منيت به كثير من  الشخصيات في الرواية.
       اعترف أنني لم  أكن مسرورا بتاتا  بهذا الإعلان ،  وأنني لم أفكر  بهذا الأمر حين  أنهيت الرواية، أو حين كتبت خاتمتها ، كما قرأها وفسرها الصديق، ولكنها كانت حاضرة في النص ، أو في مخطوط الرواية الأول، وحين عدت إلى الرواية أحسست أنني خنت أحداث الرواية تقريبا ، والمصائر الحقيقة لشخصياتها، لا لأنني ضد الأمل بالطبع، ولكن لأن الأمل والتفاؤل في رواية مثل قصر المطر لا يسترد من الخاتمة أو بالخاتمة، ثم بدت تلك الخاتمة مقحمة وتقريرية وزائدة عن الحاجة، والسياق، إنها تأتي من الافتراضات المسبقة، والمصنعة ، والجاهزة، التي تملى على الروائي من خارج النص، وتملي عليه أن يكون حارسا للأمل، أو حاملا للنار ، أو مبشرا بالفردوس القادم من رحم الأحداث، على الرغم مما تدونه الرواية ، أو مما تضمره الوقائع المسرودة من القهر والطغيان ، لا أنفي بالتأكيد أي مهمة من مهام الروائي( أو الكاتب عامة ) التي أشرت إليها في السطور السابقة، ولكنها ستكون مهاما مزيفة إذا ما اخترعت بناء على الأمنيات، والرغبات، والمقولات . في الحقيقة أدركت أنني لا أوصل أي رسالة فضلا عن ذلك ، إذ لا يعقل أن تنتهي قصر المطر بأي رسالة تبشيرية لم يؤسس لها داخل النص ، أو داخل علاقات النص بمصائر شخصياته، أو تشابكاتها مع تفاصيل الواقع العيني. لهذا عدت إلى الكتابة من جديد، ألغيت الخاتمة التي أشاد بها قارئ الرواية الناقد الحصيف، وكتبت خاتمة أخرى هي هذه الموجودة في النص المطبوع،وهاأنذا أعترف أنني سأظل مدينا لهذا الصديق لتنبيهي، دون أن يقصد، وعلى الرغم من المديح، لضرورات الحذف والتغيير.
  واقتصر حديث الكاتب المصري محمد عبد الله الهادي على تجربته في صغره وركز على أهمية الحدوتة التي كان يسمعها وهو صغير معرجا على فترة عبد الناصر وتأثيرها عليه
أما الكاتب العراقي أحمد خلف فقد تخلى عن قراءة شهادته وركز حديثه على الاحتلال والخراب الذي حل بالثقافة العراقية وكيف تم تدمير الإرث الثقافي والمعرفي في العراق وعرج على مفاصل محددة في تاريخه الإبداعي بدءا من تتلمذه على يد مظفر النواب وحتى اللحظة الراهنة...
كما افتتح على هامش المهرجان معرضا للفن التشكيلي وآخر للكتاب ..

لقطات:
 - انقطعت الكهرباء أثناء كلمة ممثل الوفود حسين حمودة فتابع كلمته حتى انتهى منها على أضواء الموبايلات
- استغرب الحاضرون قصر المقطوعة الموسيقية التي عزفها أطفال الرقة وتمنوا لو تركهم وليد الحسن ليتابعوا عزفهم بدل أن يعزف منفردا

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...