أوباما يدعو نتنياهو إلى واشنطن:ترضية تسبق زيارة عباس

27-05-2010

أوباما يدعو نتنياهو إلى واشنطن:ترضية تسبق زيارة عباس

تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، دعوة عاجلة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة الأميركية. وتعددت التقديرات بشأن هذه الدعوة التي قال رئيس طاقم البيت الأبيض راحم عمانوئيل عند تسليمها إنها تتمّ لغرض مناقشة قضايا أمنية ومسائل ثنائية بين الدولتين. غير أنه لا يغيب عن البال الوضع الإقليمي والتوتر القائم في المنطقة على خلفية تعثر محاولات تحريك التسوية السياسية واندفاع إسرائيل نحو فرض وقائع على الأرض.
ويبدو أن موعد اللقاء بين أوباما ونتنياهو تحدد في ظل جملة من الاعتبارات الخاصة. ومن بين هذه الاعتبارات اللقاء المقرر بين أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي أريد له أن يكون صاخباً لأسباب معنوية. فالإدارة الأميركية تريد الاحتفاء بعباس في الأسبوع الثاني من حزيران للحيلولة دون الإقدام على خطوات يائسة في ظل انسداد أفق التسوية وإجراءات إسرائيل على الأرض في القدس والضفة الغربية.
وأشار المراسل السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إلى أنه كان هناك من همس في أذن أوباما بأن الاحتفاء بعباس سيوضع في مرآة اللقاء الليلي الذي عقد مع نتنياهو في آذار الفائت. وأضاف هؤلاء أن ذلك سيمس بمكانة أوباما لدى اليهود الأميركيين الذين يحاول أوباما
حالياً كسب ودهم، خصوصا قبل الانتخابات النصفية لمجلسي الكونغرس. ولذلك كان لزاما عقد لقاء حميم مع نتنياهو قبل اللقاء التشجيعي مع الرئيس الفلسطيني.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن البيت الأبيض بذل في الأسابيع الأخيرة جهوداً كبيرة لتغيير النظرة اليهودية نحوه حيث التقى اوباما بأعضاء كونغرس وسيناتورات يهود، وشدد على التزامه بالعلاقات مع إسرائيل وبأمنها. كما أن مستشاري الرئيس، دينيس روس ودان شابيرو، أجريا محادثات مشابهة مع زعماء يهود. إضافة إلى ذلك قررت الإدارة الأميركية تحويل ميزانية إضافية لتطوير منظومة الدفاع ضد الصواريخ «القبة الحديدية» لتجسيد التزام الرئيس بأمن إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية قولها إن واشنطن معنية ببذل كل جهد لنسيان فشل اللقاء الأخير بين اوباما ونتنياهو في البيت الأبيض. وقد عقد اللقاء في حينه من دون حضور وسائل الإعلام، بل ولم تنشر صورة مشتركة للرجلين. وقد فسّر الأمر في حينه كمحاولة من اوباما لإهانة نتنياهو وذلك خلافاً لزعماء عرب مختلفين وصلوا إلى البيت الأبيض وحظوا باستقبال حار ومغطى إعلامياً.
وقال عمانوئيل عند تسليمه الرسالة إنه «باسم الرئيس أنت مدعو للبيت الأبيض للقاء يتناول مواضيع الأمن، التعاون والسلام في الشرق الأوسط». ورد نتنياهو على الدعوة قائلاً «أنتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء». وكان عمانوئيل، الذي كثيراً ما صنّفته أجواء الحكومة الإسرائيلية بأنه الأكثر عدائية لنتنياهو، رغم أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية، قد خرج عن طوره في زيارته لإسرائيل لتأكيد حرصه عليها. وقد وصل عمانوئيل في جولة شبه خاصة من أجل تكريس يهودية ابنه واحتفاله ببلوغه سن التزام الفرائض اليهودية. وقال: «على الصعيد الشخصي فإن زيارتي لإسرائيل كانت رائعة لكل أفراد العائلة. لقد أظهرنا للأولاد الدولة وعرضنا أمامهم التاريخ وطيبة وكرم مواطني الدولة».
وشدّدت مصادر إسرائيلية على أن خلفية الدعوة هي رغبة إدارة أوباما في طي صفحة الخلاف مع نتنياهو، وإزالة الانطباع السلبي الذي تركه اللقاء الأخير بينهما. وأشارت هذه المصادر إلى أن اللقاء بين أوباما ونتنياهو سيتناول محادثات التقارب مع الفلسطينيين والوضع السياسي العام في المنطقة. ومن المؤكد أن المشروع النووي الإيراني وزيادة قدرات إسرائيل العسكرية وتوثيق التعاون العسكري والأمني مع المؤسسة الأميركية سيوضع على طاولة البحث في اللقاء.
وتتوقع مصادر الحكومة الإسرائيلية أن يركز أوباما في لقائه مع نتنياهو على وجوب استمرار إسرائيل في تطوير مبادراتها تجاه الفلسطينيين ومواصلة تجميد الاستيطان. ولم تدخر أوساط نتنياهو جهداً لإظهار مقدار فرحها بالتحول الذي طرأ على موقف إدارة أوباما من الخلاف والبرود إلى التوافق والدفء. وهي في كل الأحوال ترى في ذلك تحولاً يؤكد صحة التقدير بأن الخلاف مع الإدارة الأميركية لا يدوم وهو غير قابل للتصعيد.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...