40% من ميزانية مديرية المسارح تذهب لنجوم لا يعملون في المسرح

03-01-2008

40% من ميزانية مديرية المسارح تذهب لنجوم لا يعملون في المسرح

منذ أكثر من عشرة أشهر، تحاول مديرية المسارح والموسيقا البحث عن وسائل وأشكال جديدة للنهوض بالحركة المسرحية السورية التي تعاني من أزمات على صعد كثيرة، دعا د. عجاج سليم مدير مديرية المسارح والموسيقا الجميع فنانين وإعلاميين مهتمين إلى المشاركة في وضع التصورات والاقتراحات لتجاوز الأزمات في المؤتمر الصحفي الذي أقامته المديرية يوم الخميس 27/12/2007 على مسرح القباني لإعلان الكثير من القضايا منها بدء الموسم المسرحي الجديد بافتتاح العرض المسرحي (سمشهد من المسرحية وبر ماركت) من إخراج الفنان أيمن زيدان الذي كان حاضراً ليتكلم عن العرض.
 لكن الحديث ابتعد عن كلاسيكيات المؤتمر الصحفي فكان بوحاً شفافاً واعترافاً بأننا نواجه الكثير من المشاكل في المسرح لا يمكن توصيفها أو تحديدها، فمن جهة وحسب تصريح الدكتور عجاج سليم لدينا وزير متحمس يدعم المسرح وفي ذات الوقت وحسب تصريح (زيدان) قرر موظف في وزارة الثقافة أن تكون الموازنة الإعلامية والترويجية للمسرحية 50 ألف ليرة سورية، مقابل مليون ليرة يمكن أن يتقاضاها عامل في افتتاح المهرجان السينمائي في بلد (ما فيها سينما) ما دعا طاقم العمل وعلى رأسهم (أيمن زيدان) للاستنكاف وبالفعل تم تأجيل العرض من 15/12 إلى 27/12 بعد أن (انتزعوا) إعلان اللوحات الطرقية، ولخص الأزمة بأنها باختصار متعلقة بالبيئة غير المغرية لمجيء الممثلين من التلفزيون إلى المسرح والمشكلة ليست مشكلة أجور ولكنها بطريقة التعاطي مع (المسرح) وهي نفس المشكلة التي تمنع الممثلين من التعامل مع التلفزيون بقوانينه القائمة وأهمها طريقة التعاطي مع الفنان واستذكر حادثة عندما دعاه التلفزيون مع سلوم حداد في أول يوم من عيد الأضحى ولم يستقبلهم أحد ولم يشربوا ولو فنجان قهوة ودخلوا وخرجوا من التلفزيون (كقطين) من محل جزار. وأضاف: إنها حالة عامة من التعامل مع الثقافة لأنها لا تعني للمسؤولين إلا مجالاً للتغزل بنجاحات الفنانين وهم لم يكونوا يوماً طرفاً فيها ورغم كل ما يملكه التلفزيون كأكبر جهة منتجة، لم يستطع ومنذ عشر سنوات إنتاج عمل درامي مهم.
لكن أيمن زيدان أصر على أن مديرية المسارح هي الخيار الوحيد لكل ممثلي المسرح ومن المحزن ألا تكون لدى الفنانين إلا هذا الملجأ، لأن المسرح ليس مطروحاً كإستراتيجية ثقافية مع أن المسرح هو الذي يقدم الجانب المعرفي وليس التلفزيون.

د. عجاج سليم: ستة عشر مليون ليرة سورية كانت تكاليف صيانة مسرح الحمراء قبل أربع سنوات واليوم تم إنجاز صيانة أخرى كان مقرراً لها أن تنتهي في آذار لكن (سمير المطرود) مدير مسرح الحمراء أنجزها خلال ثلاثين يوماً بالتعاون مع فريق المهندسين الذي اختير للعمل ويعزو ذلك إلى الابتعاد عن الكتب الرسمية، قد يبدو الأمر انتصاراً من ناحية لكنه في حقيقة الأمر كان خيبة أمل كبيرة فتحت باب السؤال على مصراعيه حول هدر الأموال (العامة) التي تحتاج إلى فتح تحقيق، على حد تعبير أحد الزملاء الصحفيين، لمحاسبة الإدارات السابقة وإلى الآن كان الشغل الشاغل للإدارة الجديدة هو موضوع البنى التحتية وكان منها مسرح الحمراء الذي أعيدت ألوانه إلى الألوان التي وضعها (نهاد قلعي) الذي كان مديراً للمسرح القومي في الستينيات وقد اعتبر الدكتور عجاج سليم أن هذا نوع من الحفاظ على التقاليد الإيجابية، بالإضافة إلى التكييف والتبريد وإعادة تأهيل الخشبة لمنع تسرب المياه إليها، وكذلك مسرح القباني الذي يعاني مشكلة التجهيز والترميم رغم الصيانة السابقة التي أجريت له وأضيف إلى المسرحين مسرح العرائس الذي كان يبدو أنه غير موجود لكن المديرية تعد لدورة تدريبية لطاقم من لاعبي العرائس الآن ودعا د.عجاج سليم إلى البحث عن أماكن بديلة للعرض إن كانت معصرة زيتون أو معملاً وهذه ستكون ميزة مرجحة لأي مخرج في مهرجان الشباب لأن الأولوية لقبول العروض هي التي تبحث عن أماكن عرض جديدة، لأن كل مسرح جديد ستنفذه الدولة ربما يستغرق عشر سنوات أو أكثر، ودعا (سليم) إلى المساعدة في استثمار مسارح وزارة التربية مثل مسرح (نبيل يونس) أو (زكي الأرسوزي) وغيرها لأنها مسارح لا تفتح إلا في المناسبات، ولفت النظر إلى أن السيد الوزير أعطى توجيهات بأن تتحول مديرية المسارح إلى مديرية عامة لكي يصبح التعامل الداخلي فيها مرناً أكثر لأن (تركيب أفيش) يحتاج إلى عشرات الموافقات أما السبونسر فالمديرية تسعى بكل جد للبحث عنه لأنه ومن عصر شكسبير وشوبان كان هناك دائماً (نبيل) يدعم الثقافة.

- أكد د. عجاج أهمية العلاقة بين المديرية والإعلام واعتبر كل الحاضرين في المؤتمر هم أعضاء مؤسسين لجمعية (أصدقاء المسرح السوري) بالإضافة إلى الكوادر المبدعة في مجال المسرح من الذين يمتلكون رؤى وخططاً بحثية ستفيد المسرح وكنوع من التشارك بين المؤسسة الرسمية التي ينظر إليها على أنها معوقة وبين المجتمع الأهلي الذي لابد من وجوده، والمديرية تبحث عن وسائل مساعدة للفرق الخاصة بوضع مسارح المديرية تحت تصرفهم رغم وجود العوائق الإدارية الموجودة داخل الوزارة وخارجها، وأهم ما لفت إليه مدير المسارح هو رواتب الفنانين الذين يتقاضونها من مديرية المسارح حيث يذهب 40% من الميزانية رواتب موظفين و80% من هذه الرواتب لفناني وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وهم نجوم كبار وما لم يقله د. عجاج هو أن هذا العبء يذهب دون مقابل لأن كل هؤلاء النجوم الكبار لا يقدمون شيئاً للمسرح، عندما قال: بوسائل مختلفة نحاول أن نقول لهم نتمنى وجودهم في هذا المسرح، مثل جمال سليمان، حاتم علي، نضال سيجري، فايز قزق وغيرهم وكلهم موظفون في مديرية المسارح، ونحن نطالب بأن يكون في العرض نجم أو اثنان.
أما خطة العمل التي قدمتها مديرية المسارح فكانت من خلال تجربة السنة الماضية عندما أعيد إحياء بعض المهرجانات في المحافظات السورية والخاصة بالمسرح وتم الانتباه إلى أن جمهور المحافظات هو أكثر لهفة وأكثر إقبالاً على الاحتفاء بالعروض المسرحية لذلك سيكون هذا التبادل والتفاعل موجوداً هذه السنة وستقدم خطة نشاط العرض المسرحي الذي سيعرض من دمشق، مع البروشور، وستذهب العروض لتقدم في المحافظات الأخرى وستأتي عروض المحافظات إلى دمشق وكل ما ستفعله مديرية المسارح سيصب في خدمة الفعالية الأكبر (دمشق عاصمة الثقافة) التي ستقدم أمانتها العامة عدداً من العروض على مسارح المديرية، وهناك تعاون على مستوى سورية مع كل المهرجانات وسنرجع لكل محافظة مهرجانها وأي جهة جادة تعمل أو لديها الرغبة في تقديم مهرجان مسرحي سيكون هناك تعاون معها وستقيم المديرية ورشات تدريب ممثل وإضاءة وأزياء ومكياج وديكور، وهذه السنة سيكون مهرجان الطفل في كل المحافظات وستحرص المديرية على أن تكون هناك عروض أطفال في العطلة الصيفية التي لن يتوقف فيها الموسم المسرحي.

- على الرغم من تأكيد الأغلبية العظمى من المسؤولين أن المسرح والسينما لا تصنعها الدولة نرى مثلاً أن دولة مثل فرنسا تبلغ ميزانية دعمها للثقافة ما يقارب خمس مليارات يورو، خاصة في واقعنا الذي لم يتبلور فيه حس القطاع الخاص ورساميله بدعم الثقافة وأكبر دليل ما طرح في المؤتمر الذي لفت إليه النظر أحد الزملاء وكان خبراً صادماً وهو ما يتعلق بترخيص بناء (المولات التجارية) لأن أحد الشروط الهامة هي احتواء (المول) على قاعة سينما وصالة مسرح، ومع أننا نمتلك العديد من هذه (المولات) في دمشق إلا أن هذا الشرط (مخروق) بعد أن تحولت هذه المساحة المخصصة (للثقافة) إلى محلات تجارية (ربحية) دون أي مسؤولية، ما يعيد للضوء المشكلة الكبرى التي تعانيها الثقافة في بلدنا والسؤال: أين الجهات الرقابية من هذا الخرق الذي يتعدى على حق المواطن بأن تكون لديه أماكنه ومنابره؟ وخاصة أننا لا نملك إلا أربع صالات للسينما و3 مسارح فقط في عاصمة يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة، وقد وعد د. عجاج سليم برفع هذه القضية إلى السيد وزير الثقافة لمعالجتها والبحث فيها.

- جديد عروض الموسم الجديد كان إعادة إنتاج لخمسة عروض قديمة وهي: سوبر ماركت، السمرمر، سفربرلك، الإعادة الثالثة للعمر، والآلية والسبب حسب دكتور عجاج سليم هو أن هذه العروض حققت جماهيرية عالية عندما عرضت وكلها أعمال ناجحة ومن حق الجيل الجديد أن يشاهدها، أما عن خلو برنامج العروض من أسماء تعودنا على وجودها، فكان رد (سليم): إن الكثير منهم سيقدمون أعمالاً مع الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة لكي لا يتكرر الاسم مرتين. وقد أكد ضرورة عودة الجمهور إلى المسرح وأنهم في المديرية سيقومون باستبيانات تخص الجمهور لأنه يتراجع في المسرح القومي ووضع أمامنا تساؤلاً جدلياً وإشكالياً وهو سر نجاح فرق خاصة تستطيع الاستمرار بعرضها أكثر من ستة أشهر بينما المؤسسة التي تمتلك كل الإمكانيات في الدولة لا تستطيع ذلك، ودعا كل الصحفيين للمشاركة بالآراء لحل هذه المعضلة: أنتم العين التي نرى بها، راقبونا وصوبوا لنا أخطاءنا وباب المديرية مفتوح دائماً لملاحظاتكم واقتراحاتكم.. لدينا إرث ثقيل في هذه المديرية لا يتحمله مديرون.

فاديا أبو زيد

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...