واشنطن تطرح وأوروبا تناقش قوات أطلسية للضفة

21-02-2008

واشنطن تطرح وأوروبا تناقش قوات أطلسية للضفة

انشغلت الاوساط السياسية الفلسطينية والاسرائيلية امس، بالحديث عن طرح اميركي يقضي بنشر قوات من حلف شمال الاطلسي موقتا في الضفة الغربية بعد انسحاب للجيش الاسرائيلي، وذلك في وقت اقترح امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، ان يعلن الجانب الفلسطيني استقلاله مثلما حدث في كوسوفو، وهو ما رفضته كل من حركتي حماس والجهاد والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اكد تفاؤله بالتوصل الى اتفاق نهائي خلال العام الحالي.
وذكرت صحيفة «جيروزالم بوست» ان المبعوث الاميركي الخاص لشؤون الامن في الشرق الاوسط، الجنرال جيمس جونز، سيحاول الترويج لفكرة نشر قوات تابعة لحلف الاطلسي خلال الفترة الانتقالية بين انسحاب الجيش الاسرائيلي وجهوز السلطة الفلسطينية لتسلم الاشراف على الوضع. وأضافت ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ بالامر لكنه لم يتخذ موقفا بعد، علما ان القيادة العسكرية «بدأت
تبحث في التحديات التي ستتم مواجهتها في حال تمت الموافقة على الخطة»، التي شرعت دول اوروبية في مناقشتها.
وأكدت الصحيفة الاسرائيلية أن أكثر الموضوعات التي تقلق اسرائيل، هي ما اذا كان مثل هذا الانسحاب سيؤدي الى احتفاظ الجيش الاسرائيلي بحريته في القيام بعمليات عسكرية في الضفة الغربية على الرغم من انتشار القوات المتعددة الجنسيات. وتساءل أحد المسؤولين العسكريين الاسرائيليين «اذا ما اطلقوا احد صواريخ القسام على اسرائيل، هل سيكون بإمكاننا الرد.. او هل سنحتاج الى الاعتماد على القوات الاجنبية المنتشرة هناك؟».
وسارعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الى اعتبار ان هذا النوع من القوات يمثل «قوات احتلال». وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ان نشر مثل هذه الأنباء في هذا التوقيت «يراد من خلالها إعطاء انطباع بأن هناك شيئاً ما قد تحقق»، فيما اعتبرت حركة الجهاد ان «شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة إلى احتلال جديد مشرع دوليا تقوده الولايات المتحدة لتكمل سطوتها على المنطقة».
في غضون ذلك، اعتبر عبد ربه ان «من حق شعبنا اعلان استقلاله كشعب كوسوفو». ورأى ان «كوسوفو ليست افضل منا نحن نستحق الاستقلال قبل كوسوفو ونطلب دعم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاعلان استقلالنا». وأضاف «لا بد من اتخاذ خطوات لاعلان الاستقلال من طرف واحد كما فعلت كوسوفو وعلى العالم ان يتولى إزالة الاحتلال».
وأكد عبد ربه ان الفلسطينيين مضطرون لذلك لانه «لم يتم تحقيق اي تقدم على الاطلاق» في المفاوضات. وأوضح ان «اسرائيل تحاول الالتفاف على نتائح مؤتمر انابوليس وما بعده والالتفاف على الموقف العربي والدولي كذلك لكسب الوقت للاستيلاء على المزيد من الاراضي وفرض وقائع عملية على الارض تؤدي الى حل دولة ذات حدود مؤقتة اي اشلاء من اراضي الضفة (الغربية)».
ورد عباس على عبد ربه بالتأكيد على «اننا سنستمر في المفاوضات من اجل الوصول الى اتفاق سلام خلال 2008 يشمل كافة قضايا الحل النهائي بما فيها القدس»، مؤكدا انه «اذا تعذر ذلك ووصلنا الى طريق مسدود في المفاوضات، فإننا سنعود الى امتنا العربية لاتخاذ القرار المناسب على اعلى المستويات».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «ان الاستقلال ليس بالاعلانات وإن قضية فلسطين ليست مثل قضية كوسوفو»، فيما رأت حركة حماس ان «هذا الطرح يمثل أحد تخريفات عبد ربه وهو أمر لا يستحق الرد عليه».
أما اسرائيليا، فرفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية اري ميكيل فكرة عبد ربه. وقال «سياستنا هي اننا نعتقد ان المسائل يجب ان يتم حلها عبر اتفاق وليس من خلال خطوات أُحادية». وأضاف «لهذا السبب نحن نتفاوض حاليا».
في هذا الوقت، قال عباس خلال لقائه بوفد من فعاليات مدينة الخليل، ان السلطة ترفض «الحلول الجزئية» مع اسرائيل كما ترفض «الحدود المؤقتة» للدولة الفلسطينية. وأضاف «بدأنا بمفاوضات المرحلة النهائية، ونشعر بالتفاؤل والآمال، ونرجو الله الا ينتهي هذا العام الا وقد حققنا لاهلنا الاستقلال والتخلص من الاحتلال».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان السلطة الفلسطينية ستقدم الى الموفد الاميركي المكلف الاشراف على تطبيق خريطة الطريق وليام فرايزر، تقارير شهرية تعرض اي انتهاك اسرائيلي للالتزامات الواردة في اطار عملية السلام. ولفت الى ان «الجانب الآخر من هذه التقارير سيتناول تطبيق التزاماتنا التي نصت عليها خريطة الطريق».
وأعلن فياض ان حكومته تلقت منذ بداية العام 260 مليون دولار من اصل اكثر من سبعة مليارات دولار وعد بها الاطراف المانحون خلال مؤتمر باريس في كانون الاول. وتوقع ان تباشر الولايات المتحدة تقديم مساعداتها «اعتبارا من الشهر المقبل»، علما انها كانت وعدت بـ555 مليون دولار خلال هذا المؤتمر.
في المقابل، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن أعمال بناء بدأت في مستوطنات في الضفة قبل شهر من دون أن تعمل السلطات الإسرائيلية على إيقافها. وكانت جماعة «السلام الآن» اعلنت ان نشطاء يمينيين وضعوا 27 منزلا متنقلا في الضفة الغربية، بعدما تحايلوا على حظر على البناء في المســـتوطنات بوضع الســيارات التي تحولت إلى منازل بالقـــرب من مســتوطنة ايــلي شــمالي رام الـله.
في غزة، حذر المستشار السياسي في وزارة الخارجية المقالة احمد يوسف، من ان استمرار الحصار على غزة سيؤدي الى «انفجارات لا يعلم مداها الا الله». وقال «اذا لم يتحرك المجتمع الدولي جديا لانهاء الحصار ومحاولة استيعاب حماس والتواصل معها فإن انفجارات قادمة لا يعلم مداها الا الله ستفاجئ الجميع».
وفي الضفة الغربية، سار المئات من أنصار حركة حماس في شوارع الخليل تكريما لاستشهاديين سلمت اسرائيل رفاتهما. وكانت عملية استشهادية استهدفت في الرابع من شباط الجاري مركزا تجاريا في ديمونا ما ادى الى مقتل اسرائيلية اضافة الى استشهاد محمد الجرباوي وشادي زغير. وجرح في العملية ايضا 11 شخصا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...