هل تنجح إسرائيل في بناء لوبي إسرائيلي داخل الهند؟

24-07-2007

هل تنجح إسرائيل في بناء لوبي إسرائيلي داخل الهند؟

الجمل:  ظلت إسرائيل منذ لحظة قيامها في عام 1948م، وهي تحاول تمديد مظلة علاقاتها الدبلوماسية في كافة أرجاء العالم، وحالياً تعتبر السفارات الإسرائيلية من بين السفارات الأكثر انتشاراً في العالم، وعلى هذه الخلفية جاءت العلاقات الإسرائيلية- الهندية.
• الأبعاد (المعلنة) في الانتشار الدبلوماسي الإسرائيلي:
تحاول إسرائيل عن طريق توسيع انتشارها الدبلوماسي تحقيق بعض الأهداف والتي تتمثل في:
- التغلب على العزلة المفروضة عليها في الشرق الأوسط.
- تعزيز الإدراك والاعتراف بأن إسرائيل تمثل كياناً سياسياً يحظى بالقبول الدولي.
- نقل رسالة إلى الدول الأخرى بأن إسرائيل ترغب في الصداقة والتعاون مع البلدان والشعوب الأخرى.
• الأبعاد (غير المعلنة) في الانتشار الدبلوماسي الإسرائيلي:
الجوانب والأبعاد غير المعلنة في الانتشار الدبلوماسي الإسرائيلي تعتبر هي الرئيسة والأكثر أهمية في محتوى ومضمون علاقة إسرائيل بدول العالم، ومن أبرز هذه الأبعاد:
- الاهتمام بالأقليات اليهودية الموجودة وربطها بإسرائيل، باعتبارها الوطن الأم ليهود العالم.
- تخطيط وتنسيق وتنفيذ عمليات سرقة موارد الدول الأخرى.
- التغلغل في الأجهزة والمؤسسات العامة والخاصة.
- تقديم صورة غير حقيقية للصراع العربي الإسرائيلي.
- تنفيذ العمليات السرية التي تخدم مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة.
- دعم وتعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة.
- جمع المعلومات الاستخبارية بكافة السبل والوسائل.
• العلاقات الإسرائيلية- الهندية:
رفض الزعيم المهاما غاندي الصهيونية والصهاينة جملة وتفصيلا، وقد ترتب على ذلك عدم حماس كل الحكومة الهندية السابقة التي كان يسيطر عيها حزب المؤتمر الهندي.. وبسبب أهمية الهند كدولة نووية صناعية ارتقت بسرعة في سلم الصعود إلى مصاف الدول الكبرى، فقد قام الإسرائيليون بتنفيذ الخطوات التالية من أجل الوصول إلى الهند:
- الوسائل غير المباشرة: بسبب ارتباط الهند بمنظمة دول الكومنولث، واتفاقياتها التي تسمح بتدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة دون قيود أو حواجز، فقد قامت الشركات الكندية والبريطانية والاسترالية والنيوزلندية التي يسيطر عليها اليهود بالدخول إلى الأسواق الهندية منذ فترة مبكرة.
وكانت هذه الشركات تستخدم العديد من الموظفين والمستخدمين والخبراء اليهود ذوي الهويات الأوروبية الغربية والكندية، وكان عدد كبير منهم يرتبط بالمنظمات اليهودية في بلده، وأيضاً بجهاز الموساد الإسرائيلي.
- الوسائل المباشرة: وبسبب حاجة الهند إلى تدفقات رأس المال والتكنولوجيا، وبالذات خلال حقب سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فقد نجح الإسرائيليون في استغلال ذلك وعمدوا إلى القيام (سراً) بمساعدة المنشآت الهندية التكنولوجية في الحصول على بعض الأسرار التكنولوجية الغربية المتطورة التي قام جواسيس إسرائيل بسرقتها من البلدان الغربية والأوروبية الصديقة لإسرائيل، وبالذات الولايات المتحدة.. كذلك بسبب الضغوط السياسية التي تواجه الهند في صراعها مع باكستان، وبسبب مخاوفها من تداعيات التحالف الأمريكي- الباكستاني، لجأت الهند إلى تطوير تفاهماتها مع الولايات المتحدة، والتي قامت بدورها بإعطاء  إسرائيل دوراً في هذا المجال، بحيث يتم تنفيذ سيناريو تطوير وتعزيز العلاقات الهندية الأمريكية، وكان قبول وموافقة أمريكا قد تم على ذلك بناء على رغبة إسرائيل وتوسطها في الأمر بين واشنطن ونيودلهي.
العلاقات الدبلوماسية الهندية- الإسرائيلية، أصبحت أكثر تجذراً وعمقاً، وذلك بسبب دخول الإسرائيليين على الخط الساخن وبـ(الثقيل) في التعاون مع الهند، وحالياً تتعاون الهند وإسرائيل في إنتاج المزيد من أنواع وأصناف العتاد العسكري والحربي، وبالذات الصواريخ وطائرات التجسس بدون طيار.
قرر رئيس الوزراء الهندي ناراسيمها راو في كانون الثاني 1992م إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وبرغم مرور ما يقرب 16 عاماً على هذا القرار، فإن الرأي العام الهندي مايزال معادياً لإسرائيل، ومؤيداً بقدر كبير للأطراف العربية في الصراع العربي- الإسرائيلي، وحالياً تخصص إسرائيل مركز دراسات خاص لدراسة ظاهرة العداء لليهود والإسرائيليين في الهند وكيفية التغلب عليها، كذلك تقوم إسرائيل حالياً بدعم (يهود الهند)، والذين ظلوا موجودين منذ مئات السنين، ويشكلون امتداداً ليهود بلاد فارس القديمة، ويهود اليمن، وتسعى إسرائيل من وراء ذلك لخلق طبقة من الأثرياء والمتعلمين اليهود الذين يتغلغلون في المؤسسات والمرافق الهندية، على النحو الذي يؤدي إلى بناء لوبي إسرائيلي قوي داخل الهند، وكذلك تقوم المؤسسات المالية والتجارية اليهودية العالمية بدعم يهود الهند وخلق طبقة مالية تجارية صناعية منهم، مدعومة بواسطة المؤسسات اليهودية الغربية.
إن التحركات الإسرائيلية في الهند، تتصف بالخطورة، وذلك لأن التغلغل اليهودي داخل بنية الدولة الهدية سوف لن يعمل من أجل تقدم الهند، ولا من أجل تعزيز العلاقات الإسرائيلية- الهندية، وإنما من أجل تسميم البيئة الداخلية الهندية، وإشعال التوترات بين الهندوس (750 مليون) والمسلمين (250 مليون) على النحو الذي يشعل الحرب الأهلية الدينية والطائفية داخل الهند، وبالتالي يعرقل نمو الهند وتطورها إلى قوة كبرى وعظمى في منطقة جنوب آسيا، وهذا هو بالضبط ما تريده وتخطط له أمريكا وإسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...