نهر قويق يختزل تاريخ حلب

06-01-2008

نهر قويق يختزل تاريخ حلب

بنيت مدينة حلب قديما على أرض خصبة يخترقها نهر قويق الذي يقال عنه نهر قاليس او الخاليس و الذي ينبع من مدينة عنتاب و يبلغ طول النهر الاجمالي 129كم منها 110 كم في الأراضي السورية و يصب في منطقة المفخ و يقال إن نهر قويق أخذ اسمه الحالي في القرن الثالث الهجري و هذاما يؤكده أول ذكر في شعرالبحتري بقوله : إن قويقاً له علي يد.‏‏

و قد قيلت فيه الكثير من قصائد الشعرقديما و من ابرزهم الصنوبري في بلاط سيف الدولة الحمداني و يقول البعض إن التاريخ سجل اسم هذا النهر/قويق / و قال بعضهم إن مخرجه من قرية تسمى سيناب على بعد سبعة اميال من دابق ويمر الى حلب 18 ميلا ثم الى قنسرين 12 ميلا ثم الى المرج الاحمر و قال ابن الشمنة : رأيت هذا النهر ينبع من قرية يقال لها ارقيق بين حلب و عنتاب و يقال سمي بقواق نسبة الحور الذي كان يزرع على جانبيه و لكثرة الزرع عليه .‏‏

كما سمي شالوس و سيفا وأوسيكويم و بيلوس و سماه كزانفون اليوناني ب رخالس و رخالس هو نهر صغير كان فيه انواع من السمك والسوريون كانوا لا يسمحون لاحد أن يصطاد منه و لا يسمحون بتعكير مائه.‏‏

و كان النهر قبل دخوله الى حلب ينابيع العين البيضاء و عين التل و بعد ان يتجاوز قرية الشيخ سعيد تصب اليه العين المباركة و يسقي بساتين قريتي الوضيحي و الحاضر ثم لا يزال يجري حتى يغور في المضخ و في الصيف كان يجف ماؤه بسبب سقاية الارض منه بقرية خان طومان وقد كانت الحكومة او دائرة البلدية قديما تجمع في كل سنة من مستخدمي مائه مالا تسميه مال النهر و كان يصرف على تصليح حافتيه و ترحيل الاتربة الراسبة عليه.‏‏

و قال فيه الشيخ كامل الغزي في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب إن للنهر في بعض السنين طغيان عظيماً من كثرة الامطار فيتلف الزرع و يهدم البيوت و قد طغى على الصليبيين وهم يحاصرون حلب فأغرق خيامهم و شتت شملهم و كان يستفاد من مائه في سقايةالزرع عن طريق الغراف او النواعير و في سنة 1303هجرية احضرت البلدية مضخة يديرها محول عن طريق البخار .‏‏

وقد جرى في النهر فيضانات عديدة و لأكثر من مرة و كان من أبرزها الفيضانات التي حصلت عامي 1922و.1952‏‏

و من تفسيرات اسم النهر ماجاء على لسان أبو العلاء المعري من ان قويق تصغير ل قاق و يعني الغراب حيث ان نقيق الضفادع في طرفي النهر كان يشبه صوت الغراب.‏‏

من ناحية أخرى كانت مدينة حلب في القرن التاسع عشر قدشهدت قيام اول صالون أدبي نسائي لصاحبته مريانا مراش و كان يقام الصالون في منزلها في حي الجديدة شتاء لكنه في الصيف كان يقام الصالون في بستان الاسرة الواقع على نهر قويق.‏‏

و على مدى العصور المتعاقبةلاقى نهر قويق اهتماما كبيرا من قبل المتعاقبين على الحكم في مدينة حلب في الماضي البعيد و في الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان النهر يعتبر متنفسا لابناء حلب الذين يرتادون شواطئه باستمرار و تسقي مياهه بساتين حلب الشهباء و تستخدم مياهه للشرب و بعد ان مر هذا النهر بمرحلة جفاف و نسيان تحول الى مستنقعات للمياه الآسنة و الاتربة و النفايات و قد لاحظت الحكومة هذا الواقع المتردي و ضرورة الاستفادة منه و اعادة الحياة اليه ثانية يذكر انه بتاريخ 6/2/1922 فاض نهر قويق 50 مترا على كل جانب و ارتفع عشرة امتار .‏‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...