مواجهات حامية في مزارع رنكوس.. والهاون يمطر دمشق

02-04-2014

مواجهات حامية في مزارع رنكوس.. والهاون يمطر دمشق

  استمرّت المواجهات العسكرية في القلمون (ريف دمشق الشمالي) أمس، بالقرب من رنكوس ومزارعها وقريتي الصرخة وبخعة، في وقت تواصلت فيه المعارك في بلدات الغوطة الشرقية: دوما وجوبر ودير العصافير والمليحة. في موازاة ذلك، يشهد الريف الجنوبي خطوات جديدة في إطار المصالحات، في كل من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن.

وقالت مصادر عسكرية إنّ مواجهات حامية شهدتها مزارع رنكوس والمناطق المحيطة بقريتي الصرخة وبخعة المجاورتين، أمس، فيما استمر القصف المركّز بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية على بلدة رنكوس التي تعدّ المعقل الأخير للمسلّحين في منطقة القلمون. وسقط نتيجة لذلك العديد من المسلّحين،60 مقاتلاً من «داعش» و«النصرة» و«الحر» قتلوا في معارك مركدة (أ ف ب) معظمهم من «جبهة النصرة». وأشار مصدر إلى أن المسلّحين في تلك المناطق يواجهون ضربات سلاح مشاة الجيش السوري «بالحد الأدنى من الصمود»، ولفت إلى «انهيار الروح المعنوية لهؤلاء، نتيجة انتصار الجيش في معقلهم السابق يبرود ومحيطها وانقطاع طرق الدعم التي كانت ميسّرة على نحو كبير من جرود عرسال عبر بلدة فليطا». فالمسلّحون، يضيف المصدر، «باتوا يدركون جيداً أن إمكان انتصارهم في أي منطقة من القلمون ليس مستحيلاً فقط، بل إن مجرّد وجودهم فيها بات محالاً أيضاً»، الأمر الذي أثار خلافات واسعة بينهم حول سبل الفرار ووجهاته المختلفة.
أمّا في الغوطة الشرقية، فأفادت وكالة «سانا»، أمس، بمقتل نحو 40 مسلّحاً في مناطق المليحة ودير العصافير وعين ترما، في سلسلة عمليات مركّزة نفّذها الجيش. وفي دوما شهدت مزارع عالية اشتباكات أدّت إلى مقتل عدد من المسلّحين، وعثر الجيش على نفق بطول 150 متراً في تلك المزارع، فيما شهد حي جوبر معارك عنيفة رافقها قصف بالمدفعية الثقيلة. وفي سياق آخر، عاد القنص مجدداً على طريق حرستا الدولي، في مقابل مشفى الشرطة، حيث أفادت مصادر في قيادة الشرطة بأن مواطناً أصيب برصاص قناص في حافلة في تلك المنطقة، فيما سقطت قذيفة هاون قرب المشفى.
على صعيد التسويات والمصالحات، تقدّمت المبادرة السياسية لتحييد مخيم اليرموك عن النزاع المسلّح التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية. فبعدما بدأ العمل بوقف إطلاق النار مساء 31 من الشهر الماضي في المخيم، أعلن الأمين العام لـ«جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» خالد عبد المجيد، أمس، أنّ «انسحاب المسلّحين الغرباء سيجري خلال أيام وفق مخطط زمني سيجري الاتفاق عليه خلال اليومين الجاريين». وبناءً عليه، تدخل القوة الفلسطينية المشتركة إلى المخيّم مباشرة أثناء عملية الانسحاب خلال 24 ساعة. وتقسم العملية إلى ثلاث مراحل؛ الأولى في شارع الثلاثين غرب المخيّم، والثانية في وسطه، والثالثة في الأجزاء الشرقية من المخيّم المحاذية لبلدة يلدا والتضامن. وينتهي تنفيذ المبادرة خلال أسبوعين. وبالتوازي، تداولت «التنسيقيات» على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن مسلّحي «جبهة النصرة» وافقوا على الانسحاب من المخيّم.
إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» إنّ تسوية في الحجر الأسود سيعلن عن انطلاقها مطلع الأسبوع المقبل، حيث ستجري تسوية أوضاع ألف مسلّح في تلك المنطقة. وكانت «لجنة المصالحة الوطنية في الحجر الأسود» قد قدّمت أسماءهم إلى ضباط الجيش المسؤولين عن ملف المصالحات. كذلك جرى اتفاق مبدئي على تسمية تشكيل عسكري جديد يدعى «لجان الحماية المحلية» ليضم هؤلاء، فيما سيجري ضمّ بعضهم إلى «جيش الدفاع الوطني». ولفتت المصادر إلى أنّ الحجر الأسود سيشهد وقف إطلاق نار بالتوازي مع الإعلان عن التسوية.
على صعيد آخر، شهدت العاصمة دمشق سقوط قذائف الهاون في عدد من أحيائها أمس، ثلاث منها في منطقة العباسيين وواحدة في منطقة التجهيز، فيما سقطت قذيفة في ساحة الخزن والتسويق في الزبلطاني، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر. وسقطت قذيفة هاون في منطقة السادات في شارع بغداد وأودت بحياة سيدة، فيما أصيب طالبان إثر سقوط قذيقة في مدرسة جودت الهاشمي وسط العاصمة.
وفي القامشلي، (شمال شرق سوريا)، انفجرت عبوة ناسفة قرب المركز الثقافي وأصيب شخصان بجروح.

مقتل 60 في معارك مركدة

إلى ذلك، قال ناطق باسم «هيئة أركان الجيش الحر»، أمس، إنّ نحو 60 مقاتلاً من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«الحر» قتلوا خلال اليومين الماضيين خلال معارك بينهم في بلدة مركدة، جنوب محافظة الحسكة، شمال البلاد.
وفي تصريحات إلى وكالة «الأناضول»، قال الناطق باسم الهيئة، عمر أبو ليلى، إنّ مقاتلي «داعش قتلوا أول من أمس نحو 40 مقاتلاً من النصرة والجيش الحر، بعدما قاموا بنصب كمين لهم على أطراف بلدة مركدة التي تدور فيها اشتباكات بين الطرفين منذ نحو شهرين».
وأشار إلى أنّ 25 من القتلى تم توثيق جثثهم بالصور، في حين أن 15 آخرين منهم لم يُتمكن من توثيق جثثهم بسبب تشويهها وصبّ مادة «الأسيد» الحارقة عليها من قبل مقاتلي «داعش».

ليث الخطيب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...