محنة سامي العريان الطويلة

30-03-2008

محنة سامي العريان الطويلة

الجمل: بسبب معتقده و انتمائه الأثني و نشاطه السياسي فإن إدارة بوش قد استهدفت العريان بحجة دعمه "للإرهاب" . إنه في الواقع لاجئ فلسطيني , بروفيسور و باحث متميز , قائد اجتماعي و ناشط مدني .
مع ذلك قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بمضايقته طوال 11 عاما , ثم اعتقله في 20 شباط فبراير 2003 و اتهمه زورا بدعم منظمات تستخدم كستار لمنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطيني – التي وسمتها وزارة الخارجية الأمريكية عام 1997 بأنها "منظمة إرهابية أجنبية" .
قبل أسبوع , على الرغم من جوائزه الكثيرة , و كتب الثقة التي لا غبار عليها و منزلته الثابتة , قام رئيس جامعة جنوب فلوريدا جودي غينشافت بطرده من الجامعة تحت ضغط اليمين .
منذ 20 فبراير شباط 2003 استمر سجن العريان – أولا في تامبا , سجن الطريق الشرقي في فلوريدا , ثم إلى أكثر من دزينة من النزل و بقية منشآت السجون الفيدرالية . إنه الآن مضرب عن الطعام في وارسو , سجن مقاطعة نيك الشمالية في فيرجينيا بعد أن أعيد من بوتنر , سجن شمالي كارولينا الطبي بتاريخ 18 مارس آذار .
بدأت محاكمة العريان في حزيران يونيو 2005 و كانت عبارة عن مشهد ساخر . استمرت لستة أشهر و كلفت ما يقارب من 50 مليون دولار , و استدعى الإدعاء 80 شاهدا بما في ذلك عملاء في الاستخبارات الإسرائيلية و ضحايا لتفجيرات الانتحاريين للتأثير في المحلفين . و قدمت أجزاء من مئات المكالمات التي جرى التنصت عليها من حوالي نصف مليون تم تسجيلها , و "أدلة" من الفاكسات و الرسائل الالكترونية و من ما استولوا عليه من منزله , اقتباسات من أحاديثه و محاضراته , المؤتمرات و الأحداث و المسيرات التي شارك فيها , المقالات التي كتبها , الكتب التي يملكها , المجلات التي يصدرها , و المطبوعات المختلفة التي يقرأها – جميعها قانونية و شرعية و لا يمكن أن تجرم إلا إذا فبركت لتبدو على هذا النحو .
بعد سنوات من الجهد و الملايين التي صرفت تمت تبرئة العريان . في السادس من ديسمبر كانون الأول 2005 و بعد 13 يوما من الدراسة و التشاور برأته هيئة المحلفين من كل تهم "الإرهاب" الثمانية . وضعهم هذا في مأزق , 10 مقابل 2 أيدوا البراءة في تهم تسعة أخرى , جميعها زائفة و ظالمة .
بالرغم من ذلك قالت وزارة العدل أنها ستعيد مقاضاته بتهم أقل شأنا . سمى محاموه هذا بأنه قانوني لكنه خطوة غير معتادة إلى حد كبير . في نفس الوقت و سرا تم إعداد صفقة للمقايضة على الالتماس . و قد نصت على ما يلي :
- أن العريان لم ينخرط أو يكن على علم بأعمال العنف
- و أنه لن يطلب إليه أن يتعاون في المستقبل مع المحققين
- و أنه سيتم إطلاق سراحه في الوقت المحدد و سيجري إبعاده بشكل طوعي إلى أي بلد يختاره .
في ذلك الوقت كان العريان في الحجز بانتظار الحكم و الإبعاد في الأول من أيار مايو 2006 . توقع هو أن يتم إطلاق سراحه و أن تنتهي محنته . عوضا عن ذلك , غير رئيس القضاة الصفقة . فحكم العريان ب 57 شهرا الحكم الأقصى الممكن , و سمح له بالاستفادة من الوقت الذي قضاه في السجن و أمر باحتجازه طوال الأشهر ال 11 المتبقية التي ستنتهي بإبعاده في أبريل نيسان 2007 . لكن يجري الآن تمديدها وفق ما سأوضحه لاحقا .
في أكتوبر تشرين الأول 2006 خرق المحقق المساعد غوردون كرومبرغ شروط الصفقة بإحضار العريان أمام هيئة المحلفين الكبرى . حاول محامو دفاعه أن يحولوا دون ذلك بقيامهم باتخاذ تدبير "لا تعاون مع هيئة المحلفين الكبرى" لمنع قيام هيئة المحلفين من تحضير شرك أو مصيدة عرقلة المحاكمة من جهة أو الحنث باليمين . رفضت حركة الدفاع و رفض العريان في 16 نوفمبر تشرين الثاني الإدلاء بشهادته , و بالتالي أبقي في السجن بتهمة ازدراء المحكمة .
بعد شهر انتهت مدة هيئة المحلفين الكبرى و تشكلت أخرى جديدة , و استدعي العريان من جديدة للشهادة . و استمر هو بالرفض و استمر سجنه لازدراء المحكمة , و زادت مدة حكمه بدون أي تخفيف حتى 7 أبريل نيسان 2008 .
في 3 مارس آذار 2008 أمر كرومبرغ بإحضار العريان أمام هيئة محلفين أخرى أيضا بتاريخ 19 مارس آذار , قبل 3 أسابيع من موعد إطلاق سراحه و إبعاده . في نفس اليوم بدأ العريان إضرابا عن الطعام ضد مضايقات الحكومة المستمرة . إنه إضرابه الثالث عن الطعام لكنه خطر على الحياة بالنسبة لرجل في مثل ظروفه . إنه مصاب بداء السكري و يحتاج إلى تغذية مستمرة ليتجنب أية مشاكل صحية خطيرة . أدى إضرابه الأخير عن الطعام من كانون الثاني يناير إلى مارس آذار 2007 إلى خسارته لربع وزنه و ألحق هذا به ضررا بالغا , و أنهاه فقط نزولا عند إصرار عائلته .
مضى عليه اليوم 20 يوما في إضرابه الأخير , و فقد حتى الآن 30 رطلا , و هذا يضعفه , و إن حياته في خطر . في 12 مارس آذار نقل العريان إلى بوتنر , منشأة شمال كارولينا الطبية حيث أن المعالجة سيئة , و الطاقم الطبي غير مبالي , و في حالة العريان معادي تجاه عدو معلن للدولة . في 18 مارس آذار أعيد العريان إلى وارسو , السجن الإقليمي في شمالي نيك في فيرجينيا قبل حضوره الثالث أمام هيئة المحلفين الكبرى . مرة أخرى رفض أن يدلي بشهادته لذلك فمن المتوقع أن يواجه تهم ازدراء المحكمة و الحبس المستمر .
يترأس بروفيسور مدرسة القانون في جامعة جورج واشنطن جوناثان تورلي فريق الدفاع عن العريان . في الثالث من مارس آذار أصدر التصريح التالي :
"نيابة عن السيدين أولسن و ميتيل و كل فريق الدفاع ( فإننا مصابون بخيبة أمل شديدة ) بسبب جهد وزارة العدل المستمرة لتنزل عقابا لا يمكن أن يتم تصديقه من قبل أية هيئة محلفين . بعد أن خسرت قضيتها فإنها تسعى علنا لأن تطيل اعتقال العريان بسلسلة متتالية من عرضه على هيئة المحلفين الكبرى . كما في بقية القضايا أعطت الحكومة العريان الاختيار بين فخ الحنث باليمين أو عقوبة ازدراء المحكمة . إن أيا من هذين الخيارين سيؤدي إلى سجنه . هذا الاختيار مؤذي لجهازنا القضائي و مناقض لأي مبدأ من مبادئ الكياسة . هذه المعاملة السيئة للدكتور العريان تبقى رمزا عالميا للكيفية التي ضربت بها إدارة بوش المبادئ الرئيسية للعدالة بعرض الحائط في سعيها الأعمى لمعاقبة هذا الناشط السياسي . إننا نبقى ملتزمين بمحاربة هذا الظلم الهائل و بأمل جمع شمل الدكتور العريان مع أسرته و أصدقائه".
في هذا الوقت تستمر محنته الطويلة في وقت يسود فيه اللا قانون على العدل , و نحن جميعا سامي العريان في "حرب أمريكا على الإرهاب" .
يعيش ستيفن ليندمان في شيكاغو و يمكن الاتصال به على عنوانه الالكتروني  lendmanstephen@sbcglobal.net. و يمكنك أيضا زيارة موقعه الالكتروني sjlendman.blogspot.com


ترجمة : مازن كم الماز

بقلم ستيفن ليندمان- ز نت
25 مارس آذار 2008


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...