متظاهرو السودان يواجهون قمع السلطات بدعوات للحشد في «جمعة لحس الكوع»

27-06-2012

متظاهرو السودان يواجهون قمع السلطات بدعوات للحشد في «جمعة لحس الكوع»

شهدت المناطق السودانية أمس، توسعاً لرقعة الاحتجاجات الشعبية والطلابية تمهيداً لما قالت مصادر عديدة إنه سيكون يوم تظاهر واسع يوم الجمعة المقبل في 29 حزيران الحالي عشية ذكرى تسلم الرئيس الحالي عمر البشير وحزبه «المؤتمر الوطني» السلطة قبل 23 عاماً.
وتداولت مواقع الكترونية متعددة، دعوة إلى التظاهر بشكل واسع في 29 حزيران الحالي، بعنوان «جمعة لحس الكوع» رداً على تصريح لمساعد البشير نافع علي نافع الذي قال للمتظاهرين إنه «من الاسهل عليهم أن يلحسوا أكواعهم من أن ينجحوا في إسقاط النظام». وأكدت مصادر سودانية عديدة، نية المتظاهرين الخروج بكثافة في مناطق عديدة، عشية ذكرى استحواذ البشير على السلطة.
وأشارت تقديرات لناشطين ومصادر سودانية إلى أن ما بين 10 و20 ألف سوداني قد تظاهروا في ولاية الخرطوم وحدها خلال الأيام الاخيرة، فيما تجاوزت الأعداد في ولايات بور سودان، وكسلا، وكردفان الشمالية، والنيل الأبيض، دارفور والقضارف.
وأكدت المصادر أن القوى الامنية عمدت إلى اعتقال أعداد من المتظاهرين، من بينهم ناشطون معروفون مثل اسامة محمد علي، الذي اعتقل مع أخيه خلال تظاهرة في منطقة بري، ومحمد صلاح. وأشار الناشطون إلى أن القوى الامنية تستخدم التعذيب مع المعتقلين، كما أكدوا خروج سيارات تحمل صور عمر البشير للتجوال في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم.
كما عمدت السلطات إلى حجب عدد من المواقع الإعلامية مثل «حريات السودان» و«سودانيز اونلاين» وغيرها.
وفي منطقة العيلفون، حاصر المتظاهرون مباني المحكمة في المدينة، احتجاجاً على جلد شبان شاركوا في التظاهرات خلال الأيام السابقة. واستخدمت القوى الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما هتف المتظاهرون «يا عيلفون ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري»، و«يسقط يسقط حكم العسكر». وأظهر شريط مصور على موقع «يوتيوب» جانباً من الحدث.
وفي منطقة كسلا، خرجت تظاهرة جامعية انضم إليها عدد من الأهالي، ما واجهته القوى الامنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة شمالي منطقة الحلنقة. كما خرجت تظاهرة كبيرة في مدينة أم درمان.
وقالت الصحافية المصرية سلمى الورداني التي تعمل في وكالة «بلومبرغ» الدولية انه تم ابعادها من قبل السلطات السودانية، بعدما أصرّت على تغطية الاحتجاجات السودانية. وقالت وهي تبكي «لقد أمروني بالمغادرة». وقد احتجز عناصر امن الدولة الورداني خمس ساعات اثناء قيامها بتغطية تظاهرة طلابية. كما أكدت شقيقة الورداني على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنها تعرضت لمعاملة سيئة وعنيفة من قبل عناصر الامن السوداني.
إلى ذلك، أصدرت أحزاب معارضة عديدة بيانات أدانت فيها ممارسات قوى الامن وتهديدات البشير باستخدام «مجاهدين حقيقيين إذا فشلت الشرطة» في السيطرة على الاحتجاجات. وأصدر حزب «الأمة» بياناً أعرب فيه عن «رفض منع النشاط الجماهيري في دار الأمة ومواصلة حقنا المشروع في هذا المجال»، و«رفض الرقابة القبلية على حرية الصحافة واتخاذ موقف عملي في التضامن مع الصحافة لكفالة حريتها».
وكتبت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان على صفحتها في موقع «فايسبوك»: «أيها البشير إنهم شباب الربيع في السودان من يمتلكون الحلم بالحرية والحياة الكريمة ولديهم القدرة على التضحية في سبيلها، وليسوا شذاذ الآفاق كما ادعيت في خطابك اليوم (امس) والذي يذكرنا بالخطاب الأول لمن خلعتهم شعوبهم، فما أغنت عنهم خطاباتهم شيئاً».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...