ما هي أخطار قانون (التعقب الساخن) الأمريكي على سوريا؟

26-05-2007

ما هي أخطار قانون (التعقب الساخن) الأمريكي على سوريا؟

الجمل:      يقوم بعض الخبراء الأمريكيون حالياً بإعداد دراسة قانونية، تتيح للبنتاغون استخدام القوات الأمريكية وتنفيذ العمليات العسكرية داخل حدود البلدان الأخرى دون حاجة للقرار من الكونغرس، أو البيت الأبيض الأمريكي، وذلك ضمن المبدأ الذي أطلق عليه هؤلاء الخبراء تسمية عملية (التعقب الساخن).
• مبدأ (التعقب الساخن)- المفهوم النظري:
التعقب الساخن، هو عملية المطاردة التي تقوم بها القوات للعدو المنسحب من ارض المعركة، وقد تم إسقاط هذا المبدأ على نصوص القانون البحري الدولي بحيث أصبح من حق الدول مطاردة وتعقب السفن التي تنتهك المياه الإقليمية لهذه الدول، حتى لو انسحبت هذه السفن إلى خارج حدود نطاق المياه الإقليمية.. وتشير السوابق إلى قيام القوات الأمريكية باستخدام هذا المبدأ في الكثير من عملياتها العسكرية العابرة للحدود، ففي عام 1916 قامت القوات الأمريكية بتعقب ومطاردة باشنو فيللا بعبور الحدود الأمريكية- المكسيكية إلى داخل الأراضي المكسيكية.
• مبدأ (التعقب الساخن)- التحديات القانونية:
يقول الخبراء بأن تطبيق مبدأ التعقب الساخن يصطدم بمبدأ سيادة الدول الأخرى على أراضيها، الذي شدد عليه القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة.. وللتغلب على هذه العقبة يحاول الخبراء الأمريكيون القيام بعملية تطويع نصوص القانون الدولي والمواثيق الدولية، عن طريق محاولة دمج بنود احترام سيادة الدول الأخرى مع البنود التي تسمح بممارسة حق الدفاع عن النفس، وذلك على النحو الذي يعطي القوات الأمريكية حق عبور الحدود الدولية ودخول أراضي الدول الأخرى، تحت ذرائع ممارسة حق الدفاع عن النفس.
• مبدأ (التعقب الساخن)- النموذج التطبيعي:
يحاول الخبراء القانونيون والعسكريون بناء نموذج نظري تطبيقي لعملية التعقب الساخن، ويقوم هذا النموذج على حالة الحدود العراقية- السورية، ويحاول هؤلاء الخبراء حالياً تصميم نموذج (التعقب الساخن) على أساس اعتبارات:
- أن المسلحين يعبرون الحدود العراقية من سوريا إلى داخل العراق، وعند مطاردة القوات الأمريكية لهم، فإنهم يعبرون إلى داخل الأراضي السورية.
- إن مبدأ (سيادة سوريا) على أراضيها، وفقاً لما نص عليه القانون الدولي والمواثيق الدولية تتعارض مع مبدأ حق الدفاع عن النفس، الذي نص عليه القانون الدولي والمواثيق الدولية، وبالتالي تجد القوات الأمريكية نفسها عاجزة عن ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس.
- إن التعارض بين (احترام السيادة) كمبدأ قانوني دولي، واحترام (حق الدفاع عن النفس) كمبدأ قانوني دولي، هو تعارض لابد من حله عن طريق تعديل بنود القانون الدولي، على النحو الذي لا يحرم القوات الأمريكية من الدفاع عن النفس والقضاء على خطر الإرهاب الدولي.
• مبدأ (التعقب الساخن)- كيفية التطبيق على حالة العراق:
محاولة الخبراء الأمريكيين تطبيق مبدأ (التعقب الساخن) سوف تحاول الاستناد إلى البنود القانونية الدولية المتعلقة بـ(مسؤولية الدولة)، وأيضاً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1373 الذي تم إصداره مباشرة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
ويرى هؤلاء الخبراء الآتي:
- ان مسؤولية الدولة تتمثل في القيام بواجب السيطرة على أراضيها بحيث لا يتم استخدامها من أجل الاعتداء على البلدان الأخرى، وبالتالي فإن الدولة التي لا تستطيع فرض السيطرة على أراضيها تعتبر ضمن زمرة (الدول الفاشلة: Failed States)، ومن ثم يتوجب عدم الاعتماد عليها، وممارسة حق التدخل من أجل فرض ا لأمن والسلامة بما يلبي مبدأ الدفاع عن النفس.
- ان القرار الدولي رقم 1373 يوفر الأرضية الملائمة والمناسبة التي يمكن البناء عليها قانونياً، بما يعطي للقوات الأمريكية الموجودة حالياً في العراق بمطاردة العناصر المسلحة (داخل أراضي البلدان المجاورة للعراق)، طالما أن هذه المطاردة تهدف إلى القضاء على خطر الإرهاب.
وعموماً: إن نموذج التعقب الساخن الذي يتم وضعه حالياً بواسطة خبراء القانون، وخبراء البنتاغون يهدف إلى الآتي:
- توفير الذرائع والمبررات لعبور القوات الأمريكية لحدود العراق الدولية والدخول إلى سوريا.
- التحايل على القوانين الأمريكية، وذلك لأن النموذج الجديد هذا يعطي إدارة بوش حق القيام بعمليات عسكرية دون الحصول على موافقة الكونغرس، طالما أنها تقوم بـ(عملية تعقب ساخن) للعناصر الإرهابية التي تهاجم القوات الأمريكية داخل العراق.
- توجيه المزيد من الاتهامات ضد سوريان وذلك بإضافة تهمة أن سوريا تمثل (دولة فاشلة) بسبب عدم قيامها بحماية أراضيها والسيطرة عليها ومنع الإرهابيين من استخدامها في زعزعة أمن واستقرار لبنان والعراق.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...