لقاءات مطولة لكيري مع نتنياهو وعباس: جهود لصياغة إعلان العودة إلى التفاوض

29-06-2013

لقاءات مطولة لكيري مع نتنياهو وعباس: جهود لصياغة إعلان العودة إلى التفاوض

عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري واجتمع أمس، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، بعيد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان. وهو الذي كان التقى نتنياهو مساء أمس الأول في القدس، في اجتماع وصفه بالطويل، حيث استمر حوالي أربع ساعات. ومن المقرر أن يعود كيري للاجتماع بعباس مساء اليوم السبت أيضاً في ما يعتبر اللقاء الحاسم، الذي سيوضح وجهة الأمور. فلسطينيان يرشقان جنود الاحتلال بالحجارة خلال التظاهرات الأٍسبوعية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري في قرية كفر قدوم قرب نابلس في الضفة الغربية أمس (أ ف ب)
وجولة كيري هذه هي الخامسة في المنطقة منذ توليه وزارة الخارجية قبل حوالي ستة أشهر. ويرى الإسرائيليون في هذه الجولة «هجوماً ديبلوماسياً» يُراد منه إلزام نتنياهو وعباس بالجلوس سوياً، وتحريك العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات.
وبالرغم من أنه لم ترشح معلومات كثيرة عن اجتــماعات كيري مع نتنياهو، إلا أن مصادر إسرائيلية أقرت بأن كيري يضغــط بشــدة من أجل عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، وبكل ثمن. وأكـــدت أنه برغم صعوبة الاتفاق على عقد لقاء قمة بين نتنياهو وعباس في هذه الجولة، إلا أن لقاء فلسطينياً ـ إسرائيلياً سيعقد على مستوى رفيع في العاصمة الأردنية.
وتحاول إسرائيل الإيحاء للأميركيين عموماً، ولكيري خصوصاً، بأن العقبة الحقيقية أمام استئناف المفاوضات هي عباس نفسه، الذي «يتراجع» كلما شعر بجدية إسرائيل. وتطالب بأن يتجه الضغط الأميركي أساساً نحو الفلسطينيين، الذين يرفضون عقد لقاء القمة، ويضيعون فرصة التقدم نحو السلام. وتوحي إسرائيل بأنها على استعداد لتقديم مبادرات حسن نية تجاه الأميركيين، وليس تحديداً تجاه الفلسطينيين، ومن بينها الإفراج عن معتقلين قدامى.
غير أن محاولات نتنياهو كسب ود كيري وتركيز الضغط على عباس تصطدم بواقع رفض الأميركيين لسياسة فرض الوقائع، التي تنتهجها إسرائيل في كل ما يتعلق بالاستيطان. وقد شكل موضوع البناء الاستيطاني مركز خلاف بين كيري ونتنياهو، الذي حاول الادعاء بأنه أمر بتجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية.
ومع أن ما يعرف عن مجريات الاتصالات لا يزال ضئيلاً، إلا أن جهود كيري تنصب على صياغة إعلان العودة إلى طاولة المفاوضات. وحتى الآن يبدو أن الرئيس عباس يرفض أي إعلان لا يشير إلى خطوط العام 1967 كأساس للتفاوض، في حين «تراجع» نتنياهو عن مطلبه باعتراف الفلسطينيين بـ«يهودية» الدولة العبرية.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يطالب الأميركيون بإدراج تجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية في الإعلان، ولكن نتنياهو يرفض ذلك، ويريد الاكتفاء باعتباره التزاماً شفهياً.
ومن جهتها، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني يضغط على عباس للقبول بلقاء قمة مع نتنياهو في عمان الأسبوع المقبل. وهناك اعتقاد بأن اجتماع كهذا لن يعني البتة استئناف المفاوضات، وإنما محاولة لتبرئة الذمة والتهرب من تبعات فشل مهمة جون كيري. ولذلك فإن الأميركيين خلافاً للأردنيين يسعون لترتيب أمر استئناف المفاوضات، وليس فقط الاكتفاء بلقاء قمة.
واعتبرت «هآرتس» أن جون كيري أفلح حتى الآن في كسب ثقة كل من نتنياهو وعباس، ولكنه عجز عن خلق الثقة بين الرجلين. وكتب المراسل السياسي للصحيفة باراك رابيد أن «وزير الخارجية الأميركي استثمر مئات الساعات في المسألة الإسرائيلية ـ الفلسطينية منذ بدأ جولاته المكوكية بين القدس ورام الله قبل ثلاثة أشهر. وفي إطار محاولاته اختراق الطريق المسدود في العملية السياسية، اجتمع كيري سبع مرات مع عباس ونتنياهو. وقد كفوا في ديوان رئاسة الحكومة وفي المقاطعة في رام الله عن إحصاء مكالماته الهاتفية».
وأضاف رابيد أن غالبية لقاءات كيري مع كل من عباس ونتنياهو تجري على انفراد، ويستمر كل اجتماع عدة ساعات، وهي خليط من نقاش ديبلوماسي وتبادل خواطر. ويحاول كيري إشعار كل من نتنياهو وعباس بالثقة، وهو يعمل على بلورة رزمة مبادئ ومبادرات حسن نية متبادلة على قاعدة «خلق وضع يشعر فيه الطرفان أنه يحسن بهما الجلوس إلى الطاولة».
ويخلص رابيد إلى القول إن مساعي كيري لم تثمر حتى الآن، وعباس لا يزال يرى في نتنياهو مخادعاً، فيما يشتبه الأخير بأن الرئيس الفلسطيني يتآمر لتحميله ذنب فشل المفاوضات، والذهاب بعدها إلى مؤسسات الأمم المتحدة.
عموماً هذه هي المرة الأولى، التي يتحدث فيها كيري هذا الأسبوع عن موعد نهائي لمساعيه، وهو اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية شهر أيلول المقبل. وهو يأمل أن يحقق تقدماً حتى ذلك الحين، متشجعاً من كلام يسمعه في الدهاليز ككلام الوزير الكبير في الليكود عن استعداد نتنياهو لقيام دولة فلسطينية على 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية.
ويحاول نتنياهو الإيحاء بأن خريطته للدولة الفلسطينية لا تنبع من اعتبارات أيديولوجية وإنما جوهرية، وأن المبدأين الموجهين له هما الحفاظ على الكتل الاستيطانية والترتيبات الأمنية بما فيها تواجد إسرائيلي من دون سيادة في غور الأردن.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...