(فجوة استخبارات إيران) علق القرار الأمريكي بين الشك واليقين

04-03-2007

(فجوة استخبارات إيران) علق القرار الأمريكي بين الشك واليقين

الجمل:   نشر المحلل الأمريكي ليونير بيهند، على موقع مجلس العلاقات الخارجية، تقريراً حمل عنوان (فجوة استخبارات إيران)، ركز فيه على الفجوة الاستخبارية الخطيرة في المعلومات التي أدت إلى خلق الكثير من الشكوك وعدم اليقين في دوائر صنع واتخاذ القرار الأمريكي إزاء إيران. وبالذات في كيفية التعامل مع إيران في الوقت الحالي. كذلك يقول الكاتب بأن مجلس الأمن الدولي أصبح نفسه غير قادر على بناء الأساس القادر على تقديم السند القوي لقراراته الأخيرة. وعرض الكاتب الموضوع من خلال عدة نقاط:

• مدى متانة وتماسك المعلومات الأمريكية عن إيران:
لا توجد للولايات المتحدة سفارة في إيران منذ عام 1979م، كذلك فرضت الإدارات الأمريكية حالة المقاطعة والعقوبات الاقتصادية والتجارية على إيران، إضافة إلى الحد من العلاقات الأكاديمية والعلمية مع إيران. وقد أدى ذلك مجتمعاً إلى تغييب الأجهزة الأمريكية الرسمية عن البيئة الإيرانية الداخلية والخارجية، بشكل ترتب عليه عدم وجود مصادر معلومات أمريكية أصيلة حول ما يجري داخل إيران منذ 1979 وحتى الآن.
• الوجود الاستخباري الأمريكي في إيران:
يشير الكاتب إلى رأي الخبراء القائل بأن الوجود الاستخباري الأمريكي في إيران يتسم بالمحدودية. وقد تحدث المسؤول السابق المختص بشؤون الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أمام حوالي 175 من مسؤولي الوكالة، و75 محللاً سياسياً واستراتيجياً في شؤون الشرق الأوسط تابعاً للوكالة، قائلاً بأنه لاحظ التناقض التدريجي في حجم ونوعية وجودة المعلومات الواردة بواسطة عملاء الوكالة عن إيران، ووصف المعلومات الحالية بأنه لا يمكن الاعتماد عليها فحسب، بل وسوف يؤدي الاعتماد عليها في إصدار القرارات الاستراتيجية إزاء إيران إلى كارثة حقيقية.
• مصادر المعلومات الأخرى عن إيران.
يقول الكاتب: إن مصادر الوكالة البديلة للمعلومات حول إيران خلال الفترة التي أعقبت عام 1979 تمثلت في الآتي:
- المهاجرين الإيرانيين إلى البلدان الغربية.
- الحركات السياسية الإيرانية المعارضة.
- حركة مجاهدي خلق المسلحة الإيرانية المعارضة.
- الجالية الإيرانية في أمريكا.
- بعض الشخصيات الإيرانية المعارضة الموجودة في الغرب.
- عملاء الوكالة الذين يتم استخدامهم في عمليات التسلل إلى داخل إيران.
- الحركات الكردية الإيرانية المعارضة.
وأشار الكاتب إلى أن الوكالة لم تكن تعرف الكثير عن المنشآت النووية الإيرانية، وقد علمت بوجود منشة ناتانز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، ومنشأة مفاعل آراك للماء الثقيل بواسطة علي رضا زاده، وهو إيراني مقيم في أمريكا، ويعمل مديراً لمركز بحوث واستشارات سياسية واستراتيجية في العاصمة الأمريكية واشنطن.
كذلك يشير الكاتب إلى الدور الهام لمنظمة مجاهدي خلق في جمع المعلومات عن إيران وتقديمها للأمريكيين، خاصة وأن هذه المنظمة تضم في عضويتها الكثير من الأعضاء السريين الموجودين داخل إيران، إضافة إلى قدرتها الفائقة على تنفيذ عمليات التسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية، وقد ظلت الكثير من عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السرية، الهادفة إلى التسلل داخل إيران، تتم بالاعتماد حصراً على عناصر مجاهدي حركة خلق، الذين لا يترددون في اصطحاب عناصر الوكالة إلى داخل الأراضي الإيرانية والعودة بهم سالمين.
• مدى جودة المعلومات حول إيران الآن عما كان عليه في ما قبل حرب العراق:
يقول الكاتب: إن الخبراء يشيرون إلى حقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت تعرف الكثير عن القدرات النووية الإيرانية الآن عما كان عليه في فترة ما قبل حرب العراق، وذلك للأسباب الآتية:
- صدور تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية (IAEA).
- الكثير من مفتشي وموظفي الوكالة الذين زاروا إيران تحت غطاء الوكالة، هم من (الزبائن) الذين تتعامل معهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي.
- الزعماء السياسيين المعارضين الإيرانيين، أصبحوا أكثر رغبة في تقديم المعلومات للأجهزة الأمريكية، ظناً منهم بأن ذلك قد يحفز الإدارة الأمريكية على القيام بمهاجمة إيران وتغيير النظام على غرار سيناريو غزو العراق.
- حركة مجاهدي خلق، أصبحت بعد غزو واحتلال العراق، أكثر حرية في التعامل مع الأمريكيين وتقديم المعلومات لهم، وهذا أمر لم يكن متاحاً لمجاهدي خلق خلال فترة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
- رصدت الإدارة الأمريكية وأجهزة المخابرات المزيد من الموارد المالية، لدعم برامج تجميع المعلومات عن إيران.
- قامت وكالة الأمن القومي بتثبيت المزيد من الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض التجسس ضد إيران.
• المعوقات الحالية أمام جميع المعلومات عن إيران:
يقول الكاتب بأن الافتقار إلى المعرفية الداخلية حول كيفية عمل أجهزة صنع القرار الإيراني، تضعف كثيراً من قدرة الإدارة الأمريكية على التكهن بالأداء الدبلوماسي والسياسي الإيراني الداخلي والخارجي.
ويضيف الكاتب بأن صور الأقمار الصناعية لم تعد كافية لتقديم المعلومات المطلوبة، فهي تقدم صوراً لمباني ومنشآت، جامدة، ولا تفيد كثيراً أو قليلاً في تقديم المعلومات حول ما يدور فعلا داخل هذه المنشآت.. كذلك بالنسبة للمنشآت الإيرانية الموجودة تحت الأرض، فحتى الآن لم تستطع الأجهزة الأمريكية تغطيتها وحصرها بالشكل الكافي المفصل.
• كيف توثر المعلومات الاستخبارية في الجمود الحالي إزاء إيران:
يرى الكاتب أن هناك خلافاً بارزاً بين المحللين، فالبعض يقول بأن المعلومات الدقيقة المفصلة التي تقدم الأدلة المادية الملموسة حول البرنامج النووي الإيراني، يمكن أن تساعد بقدر كبير في الضغط على روسيا والصين من أجل دفعهما لتعديل مواقفهما المتساهلة إزاء إيران.. ويرى آخرون بأن البحث عن المعلومات الدقيقة المفصلة قد يؤدي إلى المزيد من الوقت، وبالتالي يوفر لإيران الفسحة الزمنية المطلوبة لإنتاج القنبلة الأمريكية بما هو متاح من معلومات حالياً. والمضي قدماً في استهداف إيران.
• هل توجد معلومات استخبارية قوية تشير إلى أن إيران تقوم بتنفيذ برنامج نووي عسكري الطابع؟
يشير الكاتب إلى الباحث في الشؤون الإيرانية وولفشنال، والذي قال بالحرف الواحد (لا يوجد دليل مادي دامغ، وكل ما يوجد حالياً هو مجرد بعض الافتراضات التي تستخدمها الإدارة الأمريكية في تبرير سياساتها الخارجية إزاء إيران).
• لماذا تتباين تقديرات الموقف الاستخباري حول البرنامج النووي الإيراني؟
أطلع جون نيغروبونتي مدير المخابرات الوطنية السابق الكونغرس الأمريكي في شباط الماضي على أن إيران تفصلها فترة عشرة سنوات من الوصول إلى مرحلة امتلاك القدرات النووية، وبرغم ذلك، تقول بعض الجهات الاستخبارية الأخرى المتحالفة مع أمريكا، مثل الموساد الإسرائيلي، بأن إيران أصبحت على وشك امتلاك هذه القدرات وإنتاج السلاح النووي.
يختتم الكاتب تحليله بأن المعلومات الاستخبارية حول إيران أصبحت أكثر تضارباً، وعلى ما يبدو فإن توافر نوايا الاستهداف السياسي والعسكري ضد إيران بواسطة الإسرائيليين وبعض صقور الإدارة الأمريكية قد لعبت دوراً كبيراً في تضخيم أزمة الملف الإيراني النووي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...