عودة الحياة إلى أسواق حماة ووقائع جولة مراقبي الجامعة في المدينة وريفها

05-01-2012

عودة الحياة إلى أسواق حماة ووقائع جولة مراقبي الجامعة في المدينة وريفها

اتسعت رقعة ونسبة المحال التجارية التي كسرت العصيان المدني بحماة، يوم أمس الأربعاء، لتمتد إلى معظم الأسواق والأحياء، ولتصل إلى ما نسبته 90% من إجمالي المحال التجارية والبقاليات، التي أصبح مستثمروها ومستأجروها وأصحابها يعانون الأمرين من تلك الإضرابات والاعتصامات، التي لم يجنوا منها سوى المرارة والخسارة– بحسب تعبير العديد منهم– في الوقت الذي يرفل فيه الداعون إلى تلك الإضرابات أو العصيانات أو الاعتصامات، في فنادق خمسة النجوم الفارهة بالعواصم العالمية، والذين ارتهنوا للشيطان، ورهنوا وطنهم للغرب، كما يقول العديد من أصحاب تلك المحال التجارية.
 
لذلك فتحوا محالهم أمس منذ الصباح، ولم يمتثلوا للتهديد والوعيد ولا لدعوات جديدة للإضراب اليوم ومارسوا أعمالهم التجارية اليومية بالشكل المعتاد، في ظل حركة تجارية كثيفة، غصت بها الأسواق الشعبية والمخملية في المدينة.
جاء ذلك في وقت واصلت بعثة مراقبي الجامعة العربية عملها، واستقبلت عدداً كبيراً من المواطنين الذين وفدوا للقائها في مكتبها الخاص بفندق بسمان، للإدلاء بشهادات وإفادات، حول اعتداءات المجموعات المسلحة على أبنائهم وأفراد أسرهم وعمليات الخطف التي تعرضوا لها.
كما زار المراقبون بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي، التي كانت تنتظرهم على مفارق الطرقات المؤدية إليها، مجموعات من شبانها الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ«15– 20» عاماً، ويخفون تحت ثيابهم أسلحة فردية، والذين كما تبيَّن لاحقاً أنهم فرضوا على أصحاب المحال التجارية فيها، إغلاقاً تعسفياً لتبدو في حالة إضراب، وعلى أنها ضد النظام بحسب ما أفادنا العديد منهم!!.
وفي هذه البلدة تجمهر قرابة ألف شخص من أبنائها، ومن مختلف الشرائح والفئات والأعمار، حول المراقبين حاملين أغصان زيتون، ونثروا عليهم الأرز والورد، ورددوا هتافات منددة بالنظام والسلطة و«الرئيس»، وسلموهم عرائض تتضمن مطالباتهم بـ«فك القبضة الأمنية عن البلاد، وسحب الجيش من الشوارع والطرقات ومراكز المدن إلى ثكناته، وإسقاط الرئيس»!!. وقوائم بأسماء وصور أبنائهم الذين قتلوا أو اعتقلوا أو فقدوا في التظاهرات والأحداث التي تشهدها البلدة.
كما زار فريق المراقبين بلدة أرزة القريبة من خطاب أيضاً، التي استقبلهم أهلوها بالأغاني الوطنية والهتافات بحياة سورية ورئيسها وجيشها، حاملين صور رئيس الجمهورية، واللافتات المعبرة عن الوحدة الوطنية وغيرية السوريين الشرفاء على وطنهم وأرضهم، والتي تحيي الجيش وتمجد تضحياته وبطولاته في الدفاع عن الوطن والشعب.


- وفي حمص تابعت بعثة المراقبين العرب عملها حيث انقسم أعضاء الوفد إلى ثلاث مجموعات المجموعة الأولى توجهت إلى حي باب عمرو بعيداً عن الإعلام والمجموعة الثانية بقيت في مقر إقامتها بفندق سفير حمص والتقت بعض المواطنين ذوي الشهداء والضحايا والمخطوفين واستمعت إليهم وسجلت شكاويهم على حين قامت المجموعة الثالثة بزيارة ميدانية إلى السجن المركزي بحمص واجتمعت برئيس فرع السجن العميد خالد أحمد كاخي حيث أجابهم عن الأسئلة التي طرحوها عليه عن عدد المساجين الموجودين والذين أطلق سراحهم مؤخراً، ثم قام أعضاء الوفد بجولة في مهاجع المساجين واجتمعوا معهم على انفراد ولعدة ساعات بعيداً عن الإعلام أو أي جهة رسمية أو غيرها.
 
وقد التف عدد من المساجين حول بعض أعضاء الوفد وهتفوا للرئيس الأسد وللجيش السوري وللوحدة الوطنية وحاول بعضهم التحدث مع أحد أعضاء الوفد إلا أنه لم يصغ لهم، وفي الوقت ذاته هتف عدد آخر من المساجين وهم في مهاجعهم بهتافات ضد الدولة والجيش واصفين الإعلام السوري بالكاذب.
كما قام المراقبون بمعاينة آثار التخريب الذي لحق بمبنى السجن إثر سقوط قذيفة آر.بي.جي من قبل مسلحين في وقت سابق، وتابع الوفد جولته إلى مهاجع السجينات النساء والتقوا سجينتين ممن اعتقلن خلال الأحداث الأخيرة.
بعد ذلك، استلم أعضاء الوفد لوائح بأسماء الموقوفين الموجودين بالسجن ممن اعتقلوا بالأحداث الأخيرة والبالغ عددهم 1057 سجيناً وفي نهاية جولتهم عقد المراقبون اجتماعاً مغلقاً مع رئيس فرع السجن بعيداً عن الإعلام بناءً على طلبهم ليعود الوفد بعد ذلك إلى مقر إقامته بالفندق.
في المقابل، توجه وفد من المراقبين إلى المنطقة الصناعية بحمص لمعاينة مكان الحادث الذي جرى صباح أمس وراح ضحيته أربعة شهداء مدنيين إثر إطلاق نار من قبل مسلحين عليهم أثناء تواجدهم في محلهم منهم صاحب المحل وابنه من آل الطرشة وشرطي كان يقوم بإصلاح سيارته إضافة لعامل في المحل ثم انتقل الوفد بعد ذلك إلى المشفى الوطني بحمص ورأى بأم عينه الشهداء الذين سقطوا في هذه الحادثة، وكان من اللافت قيام مسلحين بالوقت ذاته بإطلاق نار في محيط المشفى عندما كان أعضاء الوفد بداخله.
ميدانياً، أكد مصدر مطلع موثوق في حمص للوطن تمكن السلطات المختصة بحمص من إلقاء القبض على سيارة في حي باب عمرو بداخلها أسلحة وقاذف هاون، في حين قام مسلحون باستهداف حافلة عائدة لمشفى الوليد للتوليد بالنيران أمام المشفى الوطني بحمص ما أسفر عن استشهاد مدير مستودع الأدوية محمد شريف، في حين قام مسلحون آخرون بحرق محل للخضراوات في حي عكرمة القديمة وخطف صاحبه فراس الحسن واقتياده إلى مكان مجهول تحت قوة السلاح إضافة لمسلحين فتحوا النار من جهة دوار الفاخورة باتجاه دير المخلص وآخرين استهدفوا بالرصاص والقذائف المواطنين وعناصر حفظ النظام في حيي عكرمة القديمة والخضر والأنباء تحدثت عن إصابات.
في الوقت ذاته أقدم مسلحون بسوق الغنم على اعتراض شاحنة يقودها محمود وجيه إبراهيم برفقته باسل طاهر عساف وحاولوا سلبها واختطافهما بقوة السلاح إلا أن اشتباكاً بالأيدي منعهم من تحقيق مآربهم إلا أن المسلحين أطلقوا النار على السائق والمرافق ما أدى لإصابة المرافق بعدة عيارات نارية أدت لاستشهاده بحسب المصادر.
وأوضح المصدر أن مسلحين قاموا في مناطق وأحياء مختلفة من المحافظة بسلب عدة سيارات حكومية تحت قوة السلاح منها سيارة بيك آب دبل كبين عائدة للخدمات الفنية وأخرى عائدة للشركة العامة للغاز وثالثة عائدة للشركة العامة للدراسات المائية وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وقال مصدر في الطبابة الشرعية بحمص للوطن: وصل إلى براد المشفى الوطني بحمص تسع جثث اثنتان منها مجهولتا الهوية لم يتم التعرف عليهما حتى تاريخه تم العثور عليهما في حي البياضة الأولى جانب جامع الدروبي والثانية بالقرب من جامع المصطفى في حين تم العثور على الجثث الباقية في أحياء مختلقة من المدينة.

حماة-محمد أحمد خبازي  حمص–نبال إبراهيم

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...