علاوي يخطط لخلافة المالكي ويتعاقد مع شركة أمريكية لترويجه

27-08-2007

علاوي يخطط لخلافة المالكي ويتعاقد مع شركة أمريكية لترويجه

كشف رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، عن أنه يخطط للعودة إلى رئاسة الحكومة العراقية، مشيرا إلى وضعه خطة، وصفها بأنها "ستؤدي إلى قلب الأوضاع بالعراق، والحد من عمليات القتل الطائفية" التي تنتشر في البلاد.
وقال علاوي، في مقابلة خاصة لبرنامج Late Edition، الذي تبثه شبكة CNN، إنه يعتزم العودة إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، للبدء في تنفيذ خطته، والتي تقوم بترويجها إحدى شركات الدعاية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية.
وطلب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الذي كان يتحدث من العاصمة الأردنية عمان، من المسؤولين في الإدارة الأمريكية ممارسة مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، قائلاً: "إنني سوف أقوم بالدور الذي ينبغي علي القيام به من أجل إنهاء الطائفية، وتحويل العراق إلى بلد آمن وبلد ديمقراطي."
وجدد علاوي اتهامه لرئيس الحكومة العراقية بأنه "شكل حكومة شيعية موالية لإيران"، كما أنه (المالكي) "يؤيد المليشيات المسلحة التي أصبحت فوق القانون، ويدعم المسلحين لتنفيذ القانون بأيديهم."
وفي ذات الوقت، حرص علاوي على الإشارة إلى أن الخلاف مع المالكي على الأسلوب والإستراتيجية التيب اتبعت لإدارة العراق، وليس خلافا شخصيا
وكانت "القائمة الوطنية العراقية"، التي يترأسها علاوي، قد أعلنت انسحابها بشكل "نهائي"، من حكومة المالكي الجمعة، فيما يُعد ثالث تكتل سياسي عراقي ينسحب من الحكومة، التي تواجه "شبح" الانهيار.
وفي وقت سابق، وصف علاوي حكومة المالكي، عقب انسحاب جبهة "التوافق" منها، بأنها "حكومة قائمة على فلسفة طائفية"، وأوضح أن انسحاب التوافق من الحكومة يُعد "انهيار للعملية السياسية"، مشيراً إلى أن جبهته تدرس القيام بخطوة مماثلة.
وتزايدت مؤخراً الانتقادات الموجهة للحكومة العراقية داخل الكونغرس الأمريكي، بحزبيه، الجمهوري والديمقراطي.ودعا عدد كبير من أعضاء الكونغرس، من بينهم مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، السيناتور هيلاري كلينتون، والسيناتور جون وورنر، البرلمان العراقي إلى العمل على إسقاط حكومة المالكي.
وعاد وورنر، وهو جمهوري من ولاية فرجينيا، وكان رئيساً للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، مؤخراً من زيارة قام فيها للعراق، رافقه فيها الرئيس الحالي لنفس اللجنة، السيناتور كارل ليفين، وهو ديمقراطي من ولاية ميتشغان.
وبحسب ما جاء في التقرير الذي بثته CNN مساء الأحد، فإن المسؤول العراقي تعاقد مع شركة Barbour Griffith & Rogers، وهي إحدى شركات العلاقات العامة الموالية للحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ويتضمن الاتفاق المبرم بين علاوي وشركة BGR الأمريكية، في العشرين من أغسطس/ آب الجاري، أن تتولى الشركة القيام بحملة دعاية واسعة لتقويض حكومة المالكي، والترويج لعودة رئيس الوزراء العراقي الأسبق.
وتم خلال الحلقة الكشف عن صورة لرسالة وجهتها الشركة إلى علاوي، والتي أشارت فيها إلى أن الأجور المترتبة على رئيس حركة "الوفاق الوطني" ستتضمن "رسوم ثابتة" بقيمة 150 ألف دولار تدفع كل ثلاثة أشهر اعتباراً من بداية الشهر الجاري، بالإضافة إلى "تكاليف شهرية" خاصة بحملة الدعاية.
وبدا علاوي مندهشاً عندما تم الكشف عن مضمون الرسالة التي تفيد بتعاقده مع شركة BGR، إلا أنه قال إنه لجأ إلى هذه الخطوة "بسبب الدور الحيوي الذي تقوم به الولايات المتحدة في العراق."
وأضاف قائلاً: "لقد طلبنا من هذه الشركة مساعدتنا في عرض آرائنا ووجهات نظرنا، آراء العراقيين الوطنيين، وليس العراقيين الطائفيين"، وقال إن أحد العراقيين يتولى تمويل هذه الحملة، رافضا ذكر إسمه.
وتضم الشركة اثنين من المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس الأمريكي، وهما السفير روبرت بلاكويل، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي، والذي عيّن مبعوثاً للرئيس بوش إلى العراق، وأسهم في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة، التي ترأسها علاوي عام 2004، وفيليب زيليكوو، المستشار السابق لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.
وحسب وثيقة رسمية صادرة عن وزارة العدل الأمريكية، فإن طبيعة الخدمات التي ستقدمها الشركة مقابل هذه المبالغ، تشمل "تقديم استشارات إستراتيجية لصناع القرار الأمريكيين، بشأن قضايا تخص العراق، وترتيب اجتماعات بين عميلها (علاوي) والمسؤولين الأمريكيين، وتمثيل العميل في المحافل الحكومية والكونغرس ووسائل الإعلام."
وأشارت الوثيقة إلى أن كافة إمكانات الشركة ستكون متاحة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق، وزملائه "المعتدلين"، كما أنها ستخصص فريقاً من المحترفين، يقع على عاتقهم تنفيذ مشروع "قائد جديد في العراق"، الذي يهدف في النهاية إلى إعادة إياد علاوي إلى السلطة.
كما كشف برنامج Late Edition عن رسالة إلكترونية بعثت بها شركة BGR إلى عدد من أعضاء الكونغرس، تضمنت إشادة بعلاوي، ووصفته بالخليفة المحتمل للمالكي.
وقال مراسل CNN لدى البيت الأبيض، إد هنري، إن اسم مُرسِل هذه الرسالة هو "الدكتور إياد علاوي"، وقد تصدرها عنوان: "قائد جديد في العراق"، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت في نفس اليوم الذي طلبا فيه وورنر وليفين من البرلمان العراقي "تغيير المالكي"، وهو ذات اليوم الذي أعرب فيه الرئيس بوش عن خيبة أمله برئيس الحكومة العراقية.
وتحدث المراسل مع نائب رئيس شركة BGR، الذي أقر بأن شركته تعمل على بعث رسائل "سلبية" عن المالكي.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو، الصفقة بين علاوي وBGR، قائلاً: "نعم، لقد تعاقد (علاوي) مع هذه الشركة، لكن إدارة الرئيس بوش تساند نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتخب، وتدعم مجلس الرئاسة، وسنستمر بالعمل معهم لدفع الأمور في العراق إلى الأمام."
ورداً على سؤال حول الأسباب التي قد تدفع بشركة مقربة من البيت الأبيض، إلى ممارسة أنشطة تتناقض وسياسة الرئيس بوش، أجاب جوندرو قائلا: "ربما لأنهم يجنون أمولاً طائلة."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...