عسكرة الفضاء وإعادة بناء الدفاعات الأمريكية

29-01-2007

عسكرة الفضاء وإعادة بناء الدفاعات الأمريكية

الجمل:   أطلق البنتاغون العديد من المبادرات الهادفة إلى (عسكرة الفضاء الخارجي)، وذلك عن طريق اختراع أنماط ونماذج التسليح الجديدة، ذات القدرة على إيقاع الإصابة الدقيقة على الأهداف الصغيرة الموجودة في أي مكان في هذا العالم، كذلك افترض خبراء البنتاغون بأن يتكون لهذه الأسلحة الفضائية القدرة على التدخل وشل قدرة كل أنظمة الدفاع الصاروخي التي تستخدمها الدول الأخرى، وأيضاً شل وإعاقة عمل الأجهزة الالكترونية مثل الإدارات ووسائط الاتصالات، والهدف الرئيسي الذي سعى إليه خبراء البنتاغون هو: أن تتفوق الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجياً على كل القوى العالمية الأخرى.
برزت عملية عسكرة الفضاء في أطروحة حرب النجوم خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، ولكن هدأت فترة إدارة بوش الأب، وكادت تنتهي تماماً خلال فترة إدارة الرئيس بيل كلينتون.
أشارت جماعة المحافظين الجدد إلى ضرورة إحياء برنامج عسكرة الفضاء وأفردت حيزاً كبيراً لهذا الأمر في مخططها التفصيلي الذي حمل عنوان (إعادة بناء الدفاعات الأمريكية)، وقد طالب المحافظون الجدد في هذا التقرير بأن تنشئ الإدارة الأمريكية قيادة عسكرية جديدة تحت اسم (القيادة الفضائية) تكون مسؤولة عن القوات الفضائية الأمريكية، والقواعد العسكرية الفضائية الأمريكية.
في منتصف شهر أيار عام 2005م، طالبت القوات الجوية الأمريكية الإدارة الأمريكية بإصدار توجيه حكومي رسمي يسمح بعملية نشر الأسلحة الهجومية والدفاعية في الفضاء الخارجي.
ومطالبة الرئيس جورج دبليو بوش بإصدار قرار  يلغي القرار (PDD-Nsc-49: National Space Policy) الذي سبق أن أصدره الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والذي حرم ومنع استخدام الفضاء للأغراض العسكرية.
بعد انسحاب الولايات المتحدة من طرف واحد من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية في عام 2002م، تزايدت المخاوف من احتمال قيام الإدارة الأمريكية بالمضي قدماً في تنفيذ (برنامج حرب النجوم) على النحو الذي يحوّل الفضاء الخارجي إلى مسرح جديد للمواجهات العسكرية والحربية وسباق التسلح الباهظ التكلفة.
حتى الآن تفيد المعلومات بأن البنتاغون ينخرط بشكل جدي في تطبيق برنامج الأقمار الصناعية الذي يحمل اسم (XSS-11 Orbital micro- satellite) والذي تم تصميمه خصيصاً لاستهداف الدول الأخرى عسكرياً.
كذلك، هناك معلومات إضافية تقول: إن البنتاغون يقوم حالياً بتنفيذ العديد من الخطط الأخرى المتعلقة بعسكرة الفضاء الخارجي، منها:
- خطة برنامج (الضربة العالمية الشاملة): ويتضمن هذا البرنامج تنفيذ الخطط الفضائية التي يتم وفقاً لها حمل ونقل وتوجيه أسلحة عالية الذكاء يكون وزن الواحد منها في حدود 5000 كيلوغرام، بمعدل خطأ في إصابة الهدف لا يتجاوز 3 أمتار فقط في الانحراف عن النقطة المحدد إصابتها، بحيث يتم استخدام هذه الأسلحة في تدمير القواعد العسكرية والمنشآت الرئيسية الكبيرة في كافة بقاع العالم، ضمن فترة زمنية تكون حصراً في حدود 45 دقيقة من لحظة الانطلاق.
- خطة برنامج (مسدس الرب) ويمثل البرنامج امتداداً لبرنامج الثمانينيات الخاص بحرب النجوم، ويركز على إنشاء منصات فضائية، من معدن التانجستن، يتم استخدامها في توجيه عملية ضرب وإصابة الأهداف على أي مكان في سطح الأرض.
الصين دخلت سباق التسلح الفضائي من أوسع أبوابه، وبالذات عندما أعلنت نجاح تجربة صاروخها الجديد (ASAT) المضاد للأقمار الصناعية، أما روسيا فهي بالأساس منخرطة منذ أيام الاتحاد السوفييتي السابق في أنشطة سباق التسلح الفضائي، وماتزال الأقمار الصناعية الروسية المنافس الرئيسي للأقمار الصناعية الأمريكية.. كذلك هناك معلومات تقول بأن فرنسا تعمل سراً في برامج التسلح الفضائي، إلا أن برنامجها مايزال في أول الطريق.
وعموماً تقول الاستنتاجات بأن الطريق نحو عسكرة الفضاء برغم أنه طريق محفوف بالمخاطر، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية على ما يبدو أصبحت غير متورعة عن خوض المخاطرة، وتتصرف بثقة عالية كبيرة، واعتداد مفرط بالنفس إزاء قدرتها على التعامل مع ملف عسكرة الفضاء بنجاح وفاعلية.
ويقول الخبراء: إن مشكلة أمريكا سوف تكون أكبر، إذا نجحت الصين بالتعاون مع روسيا في التفوق الفضائي على أمريكا، لأن ذلك سوف يدفع الإدارة الأمريكية إلى شن المزيد من الحروب في الأرض بهدف السيطرة على الموارد الاقتصادية والاستراتيجية، على النحو الذي يفرض حصاراً غير معلن على روسيا والصين، وذلك من أجل تقليل قدرتهم الاقتصادية بشكل يعيق قدرتهم على تمويل البرامج الفضائية العالية التكلفة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...