رسائل طهران “الخطيرة” لواشنطن

21-06-2019

رسائل طهران “الخطيرة” لواشنطن

دلالات خطيرة تشير إليها واقعة إسقاط الحرس الثوري الإيراني للطائرة المسيرة الأمريكية، في ظل الأزمة المندلعة مؤخرًا بسبب الاتفاق النووي.


قال الحرس الثوري الإيراني إنه أسقط طائرة أمريكية دون طيار بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني، قرب كوهموباراك في إقليم هورموزكان الجنوبي.

فيما قال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، إن “الهجوم غير مبرر على مورد سلاح استطلاع أمريكي في الأجواء الدولية”.

ويعد ما حدث تحولًا كبيرًا في استراتيجية المواجهة بين طهران وواشنطن، التي انتقلت من مرحلة التهديد الكلامي، إلى التهديد العسكري.


رسائل خطيرة


الإعلامي والمحلل السياسي الإيراني، محمد غروي قال إن “إيران عندما أطلقت مهلة الشهرين بخصوص الاتفاق النووي، غيرت بذلك أسلوب التعاون مع المجتمع الدولي عامة والأمريكي خاصة، وانتقلت من حالة الدفاع إلى استراتيجية الهجوم الدفاعي”.


وأضاف أن “إيران صبرت لمدة عام كامل بعد الخرق الأمريكي للاتفاق النووي، وتجاه مسايرة الأوروبيين لأمريكا في مسألة العقوبات، لكن الآن صبر نفذها”.

وعن دلالات إسقاط الحرس الثوري للطائرة الأمريكية، أكد أن “طهران دخلت مرحلة جديدة في الشق العسكري، وتريد أن تقول إنها جاهزة لأي تصعيد عسكري، خصوصا وأن السلاح المستخدم اليوم إيراني”.


وأشار إلى أن “طهران أعلنت الساعة التي أقلعت فيها الطائرة من الأراضي الخليجية، ليؤكد على رصده كل التحركات الأمريكية ليس وقت دخولها الأجواء الإيرانية، بل وقت إقلاعها”.


وتابع: “كل تلك الرسائل تريد منها إيران أن تعلن استعدادها للدخول في حرب إلى أقصى درجة، لكنها لا تريد هذه الحرب الآن، إلا لو فرضت عليها، فستدافع عن نفسها”.


وأنهى حديثه قائلًا: “القدرات التي أظهرها اليوم الحرس الثوري الإيراني، ما هي إلا 20% من القدارت العسكرية الموجودة في طهران”.


سياسة إيرانية


من جانبه قال صباح زنكنة المحلل السياسي الإيراني ، إن “ترامب أدرك أن إيران دولة كبيرة لا يمكن أن تخضع لتهديدات أو لضغوط سياسية أو إعلامية، وأن عليه التعامل باحترام أكبر طهران”.


وأضاف في تصريحات سابقة أن “ترامب أدرك أن عليه تبني طريقة للوصول إلى حلول بعيدًا عن العنجهية، والتهديدات المسلحة بحاملة طائرات أو غيرها”.


وأشار إلى أن “الحرس الثوري يطرح ما توصل إليه من منتجات وأسلحة، لكن القرار السياسي بيد إيران، وهي ملتزمة بعدم التصعيد أو الدخول في حرب، لكن أي عملية تهدد مصالح طهران في المنطقة أو في الداخل الإيراني سيكون له عواقب وخيمة على القوة المعتدية ومن تحالف معها بدون أي تردد”.


إسقاط الطائرة


أكد الحرس الثوري الإیراني، أنه تم استهداف وإسقاط طائرة التجسس الأمريكية المسيرة فجر اليوم بعد دخولها أجواء البلاد، وليس فوق المياه الدولية كما يدعي الجانب الأمريكي.


وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري اليوم الخميس، أن طائرة تجسس أمريكية من طراز “غلوبال هاوك” أقلعت في الساعة صفر و14 دقيقة من بعد منتصف الليل بتوقيت إيران من إحدى القواعد الأمريكية في جنوب الخليج، وخلافا لقوانين الملاحة الجوية تم عمدا إطفاء جميع الأجهزة المتعلقة بتعريف الطائرة وتوجيهها متبعة منتهى السرية، وواصلت مسارها من مضيق هرمز جنوبا نحو جابهار جنوب شرقي إيران.


وأضاف البيان، أن الطائرة وحين العودة نحو غرب المنطقة بادرت إلى اختراق الأجواء الإيرانية لجمع المعلومات والتجسس.
وتابع البيان، أنه وفي الساعة الرابعة و5 دقائق فجرا (بالتوقيت المحلي)، في الوقت الذي كانت هذه الطائرة تخترق فيه أجواء البلاد، تم استهدافها وإسقاطها بواسطة الدفاع الجوي للقوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري.


وذكر مصدر مطلع في الحرس الثوري في إقليم هرمزكان أن حطام الطائرة الأمريكية سقط في المياه الإيرانية عند منطقة رأس الشير في مياه الخليج.


يذكر أن الطائرة “غلوبال هاوك” أو RQ-4C تعد من أحدث طائرات التجسس في العالم وتقدر قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار.


تنديد الخارجية


نددت وزارة الخارجية الإيرانية بما وصفته بانتهاك طائرة أمريكية بلا طيار لمجال إيران الجوي، محذرة، بحسب ما قاله التلفزيون الرسمي، من عواقب مثل هذا الإجراء “الاستفزازي”.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان اليوم الخميس 20 يونيو: “ندين بشدة اختراق طائرة تجسس أمريكية دون طيار أجواء الجمهورية الإسلامية”.


وأضاف موسوي: “نحتج بشدة على هذه الأفعال العدوانية والاستفزازية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وحيث دخلت طائرة دون طيار بشكل غير شرعي وعدائي إلى سماء بلادنا، نحذر من مثل هذه الأعمال ومن انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مؤكدا أن عواقب ومسؤولية مثل هذه الأفعال تقع على عاتق من يرتكبها ويعتدي على إيران”.


رواية أمريكية


اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن إيران ارتكبت خطأ جسيما.


وتقول أمريكا إن إيران أسقطت “بلا مبرر” بصاروخ أرض-جو طائرة بدون طيار أمريكية فوق مياه مضيق هرمز.


وقال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، إن الطائرة التي أسقطت هي طائرة استطلاع، واصفًا ما حدث بأنه “هجوم غير مبرر على مورد (سلاح) استطلاع أمريكي في الأجواء الدولية”.


ووصف إعلان إيران أن الطائرة استُهدفت في الأجواء الإيرانية بأنه “كاذب”.


وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الطائرة من طراز تريتون إم كيو-4 سي تابعة للبحرية الأمريكية.


وتقول شركة نورثروب غرومان المصنعة للطائرة في موقعها على الإنترنت، إن ذلك النوع من الطائرات يستطيع الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة على ارتفاع أكثر من 10 أميال، والعمل على مساحة 8200 ميل بحري.


ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، قوله: “حدودنا هي خطوط حمراء، وسوف نرد بقوة على أي اعتداء… إيران لا تسعى إلى الحرب مع أي بلد، لكننا مستعدون تماما للدفاع عنها”.


الأزمة النووية


وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قالت أمس الأربعاء إن أحدث عملية لنشر ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط والتي أُعلنت يوم الاثنين تشمل كتيبة صواريخ باتريوت وطائرات مسيرة وطائرات استطلاع “وغيرها من قدرات الردع”.


وقالت متحدثة باسم البنتاغون في بيان “الولايات المتحدة لا تسعى للحرب مع إيران لكننا مستعدون للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة”.


وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترا وتصعيدا عسكريا من جانب واشنطن، وذلك بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران، وبعدها الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان قبل أسبوع.


وحملت واشنطن طهران مسؤولية هذا الهجوم بينما نفت إيران الاتهامات.


وزاد التوتر الاثنين، عندما قالت إيران إنها ستزيد من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.


وكثفت إيران إنتاج اليوارنيوم بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية وُصفت بالأشد على الإطلاق عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، العام الماضي.


وتزايدت المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية بعد إسقاط الطائرة، والهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي، وأربع ناقلات أخرى قبالة سواحل الإمارات في 12 مايو/ أيار، قرب مضيق هرمز.

 



“سبوتنيك”

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...