دوفيلبان ينشق عن حزب ساركوزي

26-03-2010

دوفيلبان ينشق عن حزب ساركوزي

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان انشقاقه عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، أكبر أحزاب اليمين الفرنسي الحاكم، والتوجه لإطلاق تنظيم سياسي "مستقل" في الـ19 يونيو/حزيران المقبل.دوفيلبان عارض بشدة الغزو الأميركي للعراق عام 2003

ورغم أن دوفيبان نفسه لم يحدد ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها عام 2012، فإن مقربين منه أكد أن الحزب الجديد سيكون الوسيلة لترشح السياسي الفرنسي البارز لتلك الانتخابات.

ولفت هؤلاء إلى أن آخر استفتاءات للرأي أجريت في البلاد أشارت إلى أن شعبية رئيس الوزراء الأسبق غدت أكبر من شعبية الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.

وقال دوفيلبان أثناء مؤتمر صحفي عقده الخميس بباريس إن مبادرته تهدف إلى تقديم "بديل ثالث" مختلف عن الأغلبية اليمينية الحاكمة والمعارضة اليسارية التي يتصدرها الحزب الاشتراكي، معتبرا أن عزوف نصف الفرنسيين عن المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية التي جرت في البلاد يوم الأحد الماضي، يعد "دليلا على فقد الثقة في هذين القطبين السياسيين".

ونسب السياسي الفرنسي هزيمة اليمين في ذلك الاقتراع إلى ما أسماه فشل السياسات الداخلية والخارجية التي انتهجها ساركوزي منذ وصوله إلى سدة الرئاسة في 2007.

وشجب دوفيلبان، الذي تولى رئاسة الوزراء ما بين 2005 و2007، تخفيف الضرائب على ذوى الدخول المرتفعة وغياب "العدالة الاجتماعية" في فرنسا، منتقدا بشدة "التشهير بالمهاجرين"، ومشككا في حصافة رأي الداعين لإصدار قانون يحظر ارتداء النقاب في البلاد.

وأضاف أن النقاش بشأن الهوية الوطنية الذي أطلقته حكومة ساركوزي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "لا يخدم الوئام الوطني"، مشيرا إلى أن بعض المشاركين فيه حاولوا تصنيف الفرنسيين حسب أصولهم الجغرافية ومعتقداتهم الدينية.

وكان دوفيلبان، الذي اشتهر بمعارضته للغزو الأميركي للعراق عام 2003، قد انتقد بشدة في وقت سابق قرار ساركوزي إعادة فرنسا للقيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في مارس/آذار 2009.

وقال النائب عن الحزب الحاكم جان بيار غران الذي حضر المؤتمر الصحفي إن "مواقف دوفيلبان هذه هي التي جعلت منه رجل دولة يحرص على استقلال السياسة الخارجية والدفاعية لفرنسا عن الولايات المتحدة"، معتبرا أن رئيس الوزراء السابق يمثل داخل اليمين الفرنسي "التيار الديغولي الرافض للتبعية لواشنطن خارجيا والمدافع على مصالح الطبقات الاجتماعية الضعيفة داخليا".
وأضاف البرلماني الفرنسي أن هذا التيار أصيب بـ"اليتم السياسي" منذ رحيل الرئيس السابق جاك شيراك عن الحكم في 2007، مشيرا إلى أن خلفه ساركوزي ينتهج سياسة خارجية أطلسية، كما أنه معروف بتوجهاته الليبرالية.

يشار إلى أن دوفيلبان عاد إلى المسرح السياسي بالتزامن مع تبرئة إحدى المحاكم الابتدائية المحلية له في يناير/كانون الثاني الماضي، من تهمة التآمر ضد ساركوزي والزج باسمه في فضيحة مالية لمنعه من الترشح لرئاسيات 2007.

ورغم أن الادعاء العام الفرنسي استأنف الحكم، فإن مؤشرات ارتفاع شعبية رئيس الوزراء السابق لم تزل في تصاعد.

كما اعتبر البرلماني الفرنسي جاك لوغين أن هذه الشعبية المتصاعدة هي التي شجعت دوفيلبان على تأسيس حزب سياسي جديد تمهيدا لترشحه لرئاسيات 2012.

وأشار إلى أن آخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "لوباريزيان" المحلية يوم الأحد الماضي، أفاد بأن 16% من الفرنسيين يودون أن يكون دوفيلبان مرشح اليمين المعتدل في ذلك الاستحقاق الانتخابي مقابل 14% يساندون ترشح ساركوزي الذي عبر 58% من المستجوبين عن معارضتهم لمشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة. 


 عبد الله بن عالي
المصدر: الجزيرة 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...