دمشق وطهران يؤكدان قوة تحالفهما الاستراتيجي

03-12-2007

دمشق وطهران يؤكدان قوة تحالفهما الاستراتيجي

أكدت دمشق وطهران امس، أن «الاعداء» ليسوا قادرين على النيل من العلاقة الاستراتيجية بينهما التي أصبحت «أقوى مما كانت عليه من قبل»، وذلك بعد تكهنات حول تباين في وجهات النظر بين الجانبين حيال مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس، وهو ما حاول نائب وزير الخارجية  فيصل المقداد تبديده لدى زيارته العاصمة الايرانية، حيث استقبله الرئيس محمود احمدي نجاد.
في هذا الوقت، قالت مصادر ان دمشق أبلغت قادة الفصائل الفلسطينية المتمركزة في سوريا، موافقتها على عقد مؤتمر الفصائل المناهض لاجتماع انابوليس، الذي سبق تأجيله، في الشهر الاول من العام المقبل. وتلقت الفصائل من الجانب السوري، استعداد دمشق لتحمل تكاليف المؤتمر ونفقات الضيوف.
واعتبرت مصادر فلسطينية أن قرار دمشق هو بمثابة تأكيد للاقتناع السوري بفشل انابوليس. وستعقد اليوم لجنة من الفصائل اجتماعا تحضيريا للإعداد لمؤتمرها، علما بأن هناك اتصالات فلسطينية ايرانية تجري لترتيب زيارة محتملة للجنة من الفصائل الى طهران للقاء القيادة الايرانية، التي كانت اعلنت في وقت سابق انها دعت 10 من هذه الفصائل للاجتماع معها.
في المقابل، عمد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى غسل يديه من الجدول الزمني الذي حدده مؤتمر انابوليس لإنهاء المفاوضات بحلول نهاية العام ,2008 فيما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك جيش الاحتلال بتصعيد عمليات الاغتيال التي تستهدف المقاومين في غزة حيث استشهد سبعة فلسطينيين، في وقت تفاقمت المعاناة الانسانية لحوالى مليون ونصف المليون من سكان القطاع بعدما أغلقت جميع محطات الوقود جراء نفاد مخزونها من تلك المادة الحيوية اثر قرار اسرائيل تقليص إمداد غزة بها
في طهران، حمل المقداد الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، رسالة من الرئيس بشار الاسد تتعلق بـ«التطورات الاقليمية والدولية»، قالت مصادر سورية انها «تتضمن توضيحات حول مسألة مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس للسلام». وعبر نجاد عن شكره لرسالة الاسد، مشيدا بشخص الرئيس السوري، اذ اعتبر انه «الشخصية المهمة في العالمين العربي والإسلامي». وأكد نجاد ان «الأعداء ليسوا قادرين على النيل من العلاقات الودية والقوية والدائمة بيننا»، مشيرا الى ان هذه العلاقات «أقوى مما كانت عليه من قبل».
ورأى الرئيس الايراني ان مؤتمر انابوليس «لم تكن له أي نتائج ايجابية وواضحة»، مشيرا إلى الظروف «الخطيرة» التي تحيط بالمنطقة. وقال «يتعين التحلي بالحذر الشديد كي لا يتمكن (الرئيس الأميركي) جورج بوش في نهاية ولايته من الحصول على تنازلات اخرى من الفلسطينيين»، مؤكدا ضرورة إقرار المشاورات بين كبار مسؤولي البلدين في سوريا وايران لتطوير العلاقات والتعاون الثنائي في اطار مصالح الشعبين.
من جهته، قال المقداد، الذي قدم لنجاد تقريرا عن مؤتمر انابوليس، ان «العلاقات بين سوريا وايران علاقات استراتيجية راسخة أسسها الامام الخميني والرئيس (السوري الراحل) حافظ الاسد». واضاف ان «العلاقات بين دمشق وطهران متجذرة في ضمائر الشعبين وقادة البلدين، والأعداء اعجز من ان يمسوا بهذه العلاقات».
وكان المقداد الذي ترأس وفد سوريا الى مؤتمر انابوليس شدد بعد لقائه وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي على «العلاقات الاستراتيجية والأواصر القوية بين طهران ودمشق«. وقال ان «سوريا لن تسمح لأي أحد بالمساس بالعلاقات المتينة بين البلدين». واعتبر متكي ان «ممانعة وصمود الدول الاسلامية والعربية امام الاحتلال الصهيوني (الاسرائيلي) هما السبيل الوحيد لتحقيق اهدافها ومصالحها في مواجهة الظلم». وقال ان «قيادتي البلدين، في ظل الفطنة والحكمة، حافظتا دوما على مصالح الشعوب الاسلامية والعربية بنظرة بعيدة». وأضاف ان «أميركا وإسرائيل، في الوقت الذي كانتا فيه تتباهيان بعقد اجتماع انابوليس، كانتا تقومان بقتل أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم وتقديم أشلائهم لذويهم».
بدوره، أبدى وكيل وزارة الخارجية الايرانية علي رضا شيخ عطار ارتياحه لـ«العلاقات الاستراتيجية بين طهران ودمشق». وقال لدى استقباله المقداد ان «هذه العلاقات مبنية على مبادئ راسخة ومشاورات وتطوير التعاون بين البلدين».
وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الايرانية «ارنا» ان القائم بأعمال السفارة الايرانية في دمشق مير مسعود حسينيان، التقى أمس الأول المقداد بناء على طلب سوري. وقد تناول اللقاء «العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة، اضافة الى اجتماع انابوليس». وأضافت الوكالة ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم، التقى الاسبوع الماضي سفير إيران في دمشق محمد حسن اختري، حيث شرح له الاسباب التي دعت سوريا إلى المشاركة في اجتماع انابوليس، مركزا على «الأولوية الوطنية للجولان» المحتل وانه «لا يجوز ان يعقد مؤتمر دولي للسلام، والجولان مغيب».
من جهة اخرى، تسلمت وزارة الخارجية السورية دعوة رسمية من فرنسا للمشاركة في مؤتمر المانحين المقرر في باريس في السابع عشر من كانون الأول الحالي. وقالت مصادر سورية رسمية ان السفير الفرنسي في دمشق ميشيل دوكلوا سلم أمس الدعوة الى مكتب المعلم. وكان وزير الخارجية السورية بحث في وقت سابق مع وفد لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي برئاسة النائب فيرونيك دوكايزر، العلاقات السورية ـ الاوروبية وتطورات الاوضاع في المنطقة.
وأكد المعلم خلال اللقاء «حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط وفقا لقرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية وأهمية اضطلاع الاتحاد الاوروبي بدوره في دفع هذه العملية بما يضمن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية المحتلة منذ عام1967 واستعادة الحقوق العربية المشروعة».
وكان الأسد ناقش مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الوضع في لبنان ومؤتمر انابوليس. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» ان الرئيس السوري تلقى الجمعة الماضي اتصالا من بان كي مون، بحثا خلاله «الوضع في لبنان وما توصل اليه مؤتمر انابوليس، حيث أشاد بان بمشاركة سوريا البناءة فيه».
وكان النائب الإسرائيلي داني ياتوم دعا أمس الأول إلى استئناف مفاوضات السلام مع سوريا من دون شروط مسبقة، فيما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر سلطانوف، أنه «لا يمكن ضمان الاستقرار في المنطقة قبل الشروع في تسوية مسألة مرتفعات الجولان والبدء في تسوية المسائل الأخرى ذات الصلة بالعلاقات بين إسرائيل وسوريا، وكذلك بين إسرائيل ولبنان».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...