خبراء يحذرون من تراجع القراءة لدى الجمهور العربي

29-03-2008

خبراء يحذرون من تراجع القراءة لدى الجمهور العربي

أمة اقرأ لماذا لم تعد تقرأ؟ سؤال جوهري دارت حوله أغلب المناقشات في المؤتمر الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر يومي الأربعاء والخميس, ناقش فيه 25 بحثا في سبع جلسات.

وعبر عدد من الخبراء والباحثين عن قلقهم إزاء مستقبل المجتمع المصري بكل فئاته, خاصة الأطفال والفقراء, نتيجة شعورهم بتراجع قيمة القراءة, ورأوا أنه تراجع عن فرض وواجب شرعي لتحصيل العلم النافع وأن غيابه يعني المزيد من التخلف العام والشامل والتبعية.
 وانقسم المشاركون في مؤتمر "ميول القراءة لدى فئات الشعب المصري" إلى تيارين: الأول وهو الأكثرية يرى واقعا لحال القراء والقراءة ينذر بالتدني والانحطاط, ويرسم صورة قاتمة لكل مؤسسات المجتمع, بدءا بالأسرة ثم المدرسة والإعلام. في حين يرى آخرون واقعا مختلفا يتطور ويتحسن نسبيا ولكنه بحاجة لمزيد من الجهد.
عبد التواب يوسف قال في حفل الافتتاح "عار على أمة اقرأ أن تخلو المكتبات والمساجد والكنائس فيها من الكتب والرواد, فيقوى العدو الصهيوني ويقول إنهم لا يقرؤون". وأضاف "لا أظن أن الشعب المصري لديه أمية ثقافية, بل هناك فئات كثيرة تحاول المواكبة ونحن ندعو لانخراط المزيد, لأن القراءة فرض من السماء سبق الصلاة والصيام".
 شعبان خليفة مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة أشار إلى أن حجم الاستثمارات السنوية في مواد القراءة يبلغ ثلاثمائة مليار دولار، وأكد أن إسرائيل وحدها تنتج سنويا ما بين 25 إلى ثلاثين ألف كتاب, وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة, رغم أن عدد سكانها يتجاوز ثلاثمائة مليون عربي.
 وقال  إن هذا المؤتمر يضع إطارا فلسفيا, وإن اللجنة تعد لإجراء دراسة مسحية ميدانية مستفيضة, تجوب ربوع مصر لتجيب عن ماذا يقرأ المصريون, وكم ينفقون على القراءة, وأثر الوسائط الجديدة على ميول واتجاهات القراءة لديهم, وأشار إلى أن مصر لم تجر هذه الدراسة منذ نصف قرن.
 وأضاف خليفة أن حجم الاستثمارات في مواد القراءة في مصر يبلغ خمسة مليارات دولار سنويا, ولكنها للأسف لم تنعكس على المستوى الثقافي في مصر, بسبب فقر المواطن المصري الذي ما زالت تشتعل جذوة القراءة داخله.
وتؤكد الباحثة فردوس محمد أن معدل القراءة عند الإنسان العربي يبلغ ست دقائق في السنة, مقابل ستة وثلاثين ساعة للإنسان الغربي، ويصدر الناشرون العرب سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي, مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مئة كتاب يصدر في الغرب، أما الطفل العربي فإنه يكتب له أسبوعيا كلمة واحدة وصورة واحدة.
 منى الحديدي الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة رأت أن الإقبال على القراءة يتزايد, بالنظر إلى حجم المهرجانات ومعارض الكتب في مصر والعالم العربي, وأن انخفاض مبيعات الكتب والجرائد لا يعكس دائما انخفاضا في عدد القراء, لأن القارئ اليوم يطالعها على الإنترنت.
 وأشارت الحديدي إلى أن الفضائيات تقدم أيضا أعمالا فكرية وثقافية جيدة, ويتوقف الاستفادة منها على سلوك الأسرة, بل إن الأعمال الدرامية وبعض البرامج تزيد من مبيعات الكتب والروايات, ودعت إلى عدم إطلاق أحكام عامة إلا بعد دراسة شاملة.
 وتتفق معها سهير أحمد أستاذة علوم المكتبات بجامعة حلوان, مؤكدة أن الادعاء بأن المكتبات خاوية غير دقيق, وأن الأمر يحتاج إلى تنشيط وتشجيع واهتمام.

بدر محمد بدر

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...