توظيف محاولة اختطاف الطائرة الأمريكية: الخلفيات والأهداف

05-01-2010

توظيف محاولة اختطاف الطائرة الأمريكية: الخلفيات والأهداف

الجمل: برزت إلى السطح المزيد من التقارير والمعلومات التي تثيرالمزيد من الشكوك واللايقين حول حقيقة معلومات أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية المتعلقة بمحاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بتفجير إحدى الطائرات في سماء مدينة دترويت الأمريكية في الكريسماس (عيد الميلاد) الماضي.
* سردية النيجيري عبد المطلب: ماذا تقول المعلومات والشكوك؟
تقول السردية المُعلَنَة رسمياً بأن النيجري عمر الفاروق عبد المطلب قد حاول القيام بتفجير طائرة الرحلة رقم 253 عندما كانت تحلق فوق سماء مدينة دترويت الأمريكية خلال الكريسماس، وقد تم إفشال المحاولة بواسطة الركاب الموجودين على متن الطائرة. هذا، وعلى خلفية هذه السردية برزت التساؤلات التالية:
• لماذا تمت السيطرة على عبد المطلب بواسطة الركاب، وليس بواسطة عناصر الأمن الموجودين ضمن طاقم الطائرة؟
• كيف أدرك الركاب بأن عبد المطلب ينوي القيام بتفجير الطائرة، والتي كان متواجداً على متنها مثل غيره من الركاب؟
• إن كلمة «الركاب» تتضمن طيفاً واسعاً يضم عشرات الأشخاص المتعددي الجنسيات الموجودين داخل الطائرة، وبالتالي، فمن هو الراكب أو الـ «بضعة ركاب» الذين شكوا في نوايا عبد المطلب؟
• أم أنهم مرتبطون ببعض الأجهزة المعنية بالمسائل الأمنية والعسكرية والمخابراتية؟
* التسريبات والمعلومات الجديدة اللاحقة:
رصدت التقارير التي نشرتها الصحف وأجهزة الإعلام المعادية لمشروع الحرب الأمريكية ضد الإرهاب العديد من المعلومات المثيرة للجدل والشكوك، ويمكن استعراضها ضمن النقاط الآتية:
أولاً: تملك أجهزة المخابرات البريطانية الكثير من المعلومات التفصيلية عن عبد المطلب النيجيري:
- تم و ضع عبد المطلب النيجيري تحت مراقبة المخابرات البريطانية منذ عدة سنوات، وتحديداً طوال فترة التحاقه بكلية لندن الجامعية، حيث كان ناشطاً إسلامياً ويتولى رئاسة الجمعية الإسلامية بالكلية.
- ظلت أجهزة المخابرات البريطانية تعترض كل رسائل ومكالمات ومعاملات عبد المطلب النيجيري، ويوجد في حوزة هذه الأجهزة ملفاً ضخماً يتضمن ذلك.
- تأكدت أجهزة المخابرات البريطانية من علاقة عبد المطلب النيجيري بتنظيم القاعدة وبعض الجماعات الإسلامية الأصولية الجهادية المتطرفة الأخرى منذ مطلع عام 2007م الماضي.
وعلى خلفية هذه المعلومات، يبرز السؤال الحرِج الآتي: كيف سمحت أجهزة المخابرات البريطانية لعبد المطلب النيجيري ركوب الطائرة برغم توافر كل هذه المعلومات؟ علماً بأن هذه الأجهزة كانت ومازلت تمنع بعض المسافرين من ركوب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمجرد الاشتباه، فيكف الحال مع عبد المطلب النيجيري الذي تملك الأجهزة البريطانية رصيداً كبيراً من المعلومات الاستخبارية المؤكدة والموثَّقة حوله؟
ثانياً: تملك أجهزة المخابرات الأمريكية الكثير من المعلومات التفصيلية عن عبد المطلب النيجيري:
• أبلغ والد عبد المطلب النيجيري السفارة الأمريكية في نيجيريا رسمياً بأن ابنه ينوي تنفيذ عملية لصالح تنظيم القاعدة، وكان ذلك قبل أكثر من سبعة أشهر، وأكدت السفارة الأمريكية في نيجيريا بأنها أرسلت المعلومات فوراً إلى مقر رئاسة المخابرات المركزية الأمريكية في ضاحية لانغلي المجاورة للعاصمة واشنطن.
• رصدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اجتماعاً لتنظيم القاعدة في اليمن ضمَّ بعض عناصر القاعدة ومن بينهم أحد "النيجيريين". وقد تمَّ عقد ذلك الاجتماع في شهر آب (أغسطس) 2009م الماضي.
• أكدت المعلومات، بأن اسم عبد المطلب النيجيري مدرج ضمن قائمة تضم 550 ألف شخص محظورين أمريكياً بسبب انتمائهم وارتباطهم بالحركات المسلحة والإرهابية.
• أكدت المعلومات بأن اسم عبد المطلب النيجيري مدرج منذ فترة طويلة لدى الأجهزة المخابراتية الأمريكية الآتية:
- وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA.
- وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA
- جهاز مكتب التحقيقات الفدرالي FBI
- جهاز المركز الوطني الأمريكية لمكافحة الإرهابيين NCTC
وعلى خلفية هذه المعلومات، يبرز السؤال الحرج الآتي: كيف سمحت أجهزة الأمن القومي الأمريكية لعبد المطلب النيجيري بركوب الطائرة، مع ملاحظة أن كل الذين يركبون الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تتم عملية فحص أسماءهم بواسطة الأجهزة الأمريكية مسبقاً. ويتم منع بعضهم من الركوب لمجرد الاشتباه فكيف يكون الحال مع عبد المطلب النيجيري الذي تملك كل الأجهزة الأمريكية رصيداً كبيراً من المعلومات الاستخبارية المؤكدة والموثقة حوله. إضافةً إلى أن اسمه مدرج تماماً، ومنذ فترة طويلة، ضمن قائمة الـ 550 ألف إرهابي المعممة من كل الأجهزة في الداخل وفي السفارات الأمريكية في الخارج.
سعت بعض الأطراف إلى مقاطعة المعلومات بين أمريكا وبريطانيا، وفي هذا الخصوص، على الجانب البريطاني، فقد زعم المسئولون في أجهزة المخابرات البريطانية، وتحديداً جهاز المخابرات الداخلية (M1-5)، وجهاز المخابرات الخارجية (M1-6) بأنهم يملكون المعلومات الكثيرة والمفصلة عن عبد المطلب النيجيري، ولكنهم لم يقوموا بإبلاغ الأمريكيين بذلك.
 أما على الجانب الأمريكي، فقد زعم المسئولون في أجهزة المخابرات الأمريكية، وتحديداً وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) المعنية بشئون الأمن الداخلي، ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI المعني بشئون الأمن الداخلي والأمن الجنائي، ووكالة الأمن القومي NSA المعنية بمجمل شؤون الأمن القومي الأمريكي، بأنهم يمتلكون المعلومات الكثيرة عن عبد المطلب النيجيري، ورفضوا الإدلاء بأي تفاصيل إضافية، بخلاف تأكيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأنها استلمت فعلاً المعلومات التي سبق تقديمها بواسطة السافرة الأمريكية في نيجيريا.
* هل من سيناريو غير مُعلَن؟
تتساءل التحقيقات والتحليلات الجارية عن أسباب عدم قيام الأجهزة البريطانية والأجهزة الأمريكية بعملية تبادل المعلومات حول عبد المطلب النيجيري، علماً بأن هذه الأجهزة تبادلت المعلومات عن 549999 شخص محظور، ولم تتبادل المعلومات عن عبد المطلب النيجيري بحيث يصبح العدد كاملاً وهو 550 ألف؟ وإضافةً لذلك، تشير التحقيقات والتحليلات عن سبب سماح الأجهزة الأمنية البريطانية لعبد المطلب النيجيري بركوب الطائرة المتجهة للولايات المتحدة الأمريكية برغم معرفتها المسبقة له. وعن قيام الأجهزة الأمنية الأمريكية بالسماح لعبد المطلب النيجيري بركوب الطائرة المتجهة لأمريكا برغم معرفتها المسبقة له.
وبكلماتٍ أخرى، لما كان اسم عبد المطلب النيجيري في قوائم الحظر الأمريكية والبريطانية مطابقاً لاسمه في جواز السفر، ولرقم جواز سفره، فكيف أغفلت أجهزة الكومبيوتر البريطانية والأمريكية اسمه، وفي وقت واحد، وبشكلٍ متزامن.
* ماذا تقول تفسيرات نظرية المؤامرة؟
أبرز الاستنتاجات التي توصلت إليها التحليلات التي سعت إلى التأكيد على وجود مؤامرة مخابراتية أمريكية – بريطانية أشارت إلى تعليق أحد الخبراء الذي قال فيه بأن تحركات المتطرفين الإسلاميين في تنظيم القاعدة و غيره، لا يمكن النظر إليها وتحليلها من جانبٍ واحد، وذلك لأن سيناريو هذه التحركات أصبح يأخذ طابعاً مزدوجاً:
• على «الجانب المعلَن» تتحدث المعلومات والوقائع عن وجود تنظيمات أصولية تسعى إلى استهداف الولايات المتحدة وحلفائها القريبين وإسرائيل.
• على «الجانب غير المعلَن» تتحدث المعلومات والوقائع عن وجود أجهزة مخابراتية أمريكية – غربية – إسرائيلية تسعى إلى توظيف واستغلال ما تقوم به هذه التنظيمات بما يدعم ويعزز المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية.
وتوضيحاً لذلك، فقد اكتشفت التحليلات بأن الأجهزة المخابراتية الأمريكية والغربية والإسرائيلية، أدركت بأن تداعيات أنشطة وفعاليات الحركات الأصولية هي تداعيات يمكن توظيفها والاستفادة منها، وحالياً، أصبحت هذه الأجهزة تسعى من أجل خلق هذه التداعيات، وبالتالي، ففي حالة عبد المطلب النيجيري أصبح واضحاً أن هناك حدثاً، وإن كان حقيقياً في جانبه لجهة انتماء عبد المطلب لتنظيم القاعدة، فإن هذا الحدث هو حدث مصنوع في جانبه الآخر. وحالياً، تقول المعلومات والتقارير، بأن الأطراف واللوبيات الناشطة في الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ البريطاني أصبحت تستغل حادثة عبد المطلب النيجيري لجهة تحقيق الآتي:
- توسيع نطاق دائرة الحرب ضد الإرهاب بما يشمل اليمن والجزيرة العربية، وبعض البلدان الأفريقية.
- اعتماد خطة جديدة تهدف إلى تجديد وتحديث تقنيات تكنولوجيا الرقابة الأمنية في أمريكا والبلدان الغربية.
أشارت بعض التسريبات إلى وجود دراسات تم إعدادها بواسطة بعض شركات تصنيع التكنولوجيا الأمنية بهدف استبدال الوسائط التكنولوجية المستخدمة حالياً، والتي كلفت الخزانة الأمريكية 40 مليار دولار بوساطة جديدة تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي تريليون دولار. وذلك ضمن شبكة تشمل أمريكا وكافة البلدان الحليفة لها، وتتوقع التقديرات أن يتم الضغط على السعودية وبلدان الخليج بأن تساهم بقدر كبير في تمويل هذه الشبكة الالكترونية الأمنية المتطورة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...