تصاعد الاضطراب في النجف بعد أغتيال معاون الصدر

28-12-2006

تصاعد الاضطراب في النجف بعد أغتيال معاون الصدر

تظاهر الآلاف من مؤيدي التيار الصدري في النجف ضد الحكومة العراقية والاحتلال الاميركي، أمس، أثناء تشييع قيادي في التيار اغتالته القوات الأميركية، وذلك قبل يوم من اجتماع رفيع المستوى داخل الإدارة الأميركية لمناقشة خيارات الاستراتيجية الجديدة في العراق، فيما أكد نائب كردي أن الدبلوماسيين الإيرانيين اللذين أفرج عنهما الاحتلال أمس الاول، كانا في منزل رئيس «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» عبد العزيز الحكيم «ساعة اعتقالهما».
وشهدت مدينة النجف موكباً جنائزياً غاضباً لتشييع جثمان المسؤول في التيار الصدري صاحب العامري. وردد المشيعون هتافات معادية للولايات المتحدة والحكومة العراقية، مثل «اللي راح لأميركا خائن والشعب ما يريده». ورفعوا لافتات حملت عبارات مثل
«الحكومة التي لا تحمي شعبها... لا يريدها شعبها».
واتهم رئيس الكتلة البرلمانية للتيار الصدري نصار الربيعي أعضاء الحكومة العراقية بـ«أنهم يوهمون ابناء شعبنا عندما يتسلمون الملف الامني انهم اصحاب القرار السياسي والامني، وهذا وهم»، في إشارة الى تسلم السلطات العراقية الملف الامني في النجف الاسبوع الماضي. أضاف «كنا نؤكد دائما ان سيادة العراق منقوصة ولكننا الآن نقول إن سيادة العراق معدومة».
كما اتهم الربيعي «قوات الاحتلال» بأنها «تحاول خلق فتنة داخل الطائفة الواحدة او الكتلة الواحدة». وأكد أن التيار الصدري «لن ينجر الى مواجهات مع قوات الاحتلال».
وقال النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي إن القوات الأميركية «دخلت الى منزل العامري وقتلته امام زوجته وأطفاله». وطالب بأن «تقوم الحكومة العراقية بتحقيق سريع وشامل»، داعياً «القوى السياسية (العراقية) الى اتخاذ موقف واضح لأن ما حدث يمكن ان يطال الجميع مستقبلاً».
أضاف ان «قوات الاحتلال تقوم بشتى الأساليب لإبعاد الخط الصدري وجره الى مواجهة معها، لكننا نوصي إخوتنا بالتزام الهدوء دائماً».
في المقابل، قال المتحدث باسم قوات الاحتلال الاميركية الجنرال وليام كالدويل إن العامري كان «قائد خلية» يسهل الحصول على العبوات الناسفة المنزلية الصنع، وإن لدى الاحتلال «كمّاً هائلاً من المعلومات» بشأنه، موضحاً أن «الهدف من السعي وراءه كان الأنشطة غير المشروعة التي كان يمارسها، وليس لارتباطه بمنظمة بعينها».
أضاف كالدويل إن العامري قتل برصاص جندي أميركي خلال مداهمة قادها الجيش العراقي، حين كان يصوب بندقيته نحو جندي عراقي، فيما أكد المتحدث الاميركي الكولونيل كريستوفر غارفر ان الغارة جرت بأمر وتخطيط من السلطات العراقية.
لكن المسؤول في مكتب الصدر في النجف عبد الرزاق النداوي اكد ان العامري «ليس من الكوادر العسكرية وليس له علاقة بجيش المهدي، وهو يترأس مؤسسة شهيد الله الثقافية التي تصدر جريدة لتثقيف الناس».
ولم يصدر أي تعليق حكومي بعد على العملية، التي تأتي بعد أيام من بدء مفاوضات حثيثة بين أحزاب الائتلاف الحكومي والتيار الصدري، من أجل إقناعه بانهاء مقاطعة قاربت الشهر للحكومة والبرلمان، احتجاجاً على قمة عمان التي جمعت رئيس الحكومة نوري المالكي بالرئيس الاميركي جورج بوش.
- في هذه الاثناء، قال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل، إن اجتماعاً مزمعاً بين بوش وأهم المسؤولين الاميركيين سيعقد في مزرعة الرئيس الاميركي في تكساس، اليوم. أضاف أن بوش «لن يتخذ أي قرار» في هذا الاجتماع، الذي «يشكل جزءاً من عملية اتخاذ القرار» حول سياسة اميركية جديدة في العراق، لافتاً الى «اننا بلغنا المرحلة الأخيرة من الافكار».
من جهته، جدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي جوزيف بيدن، رفضه إرسال المزيد من الجنود الاميركيين إلى العراق. ويتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الاميركية أنها سترسل لواءاً من ثلاثة آلاف جندي إلى الكويت، في مطلع السنة المقبلة، ليحل محل وحدة للمارينز تم نقلها إلى العراق، على أن يكون هذا اللواء بتصرف القيادة الاميركية الوسطى التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الاوسط، لاستخدامها كقوة احتياط في العراق أو أي مكان آخر في المنطقة.
- أعلن المتحدث باسم الاحتلال الاميركي في العراق وليم كالدويل، أمس، ان القوات الاميركية ما زالت تحتجز إيرانيَيْن بعد «عملية مداهمة لموقع في بغداد» نفذت قبل أسبوع، واعتقل 10 أشخاص خلالها بتهمة التورط بـ«أنشطة غير مشروعة».
وأوضح كالدويل انه تم كذلك إلقاء القبض على ثلاثة إيرانيين قبل نحو أسبوع، لكن تم تسليمهم في ما بعد الى الحكومة العراقية. وكان مسؤولون عراقيون أكدوا أن الإيرانيين الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم هم دبلوماسيان في السفارة الإيرانية في بغداد وأحد حراسهم. وفي السياق، أعلن النائب عن حزب التحالف الكردستاني العراقي محمود عثمان، أن المسؤولين الإيرانيين اللذين اعتقلتهما القوات الاميركية قبل أيام، وأطلق سراحهما أمس الاول «تم اعتقالهما في دار عبدالعزيز الحكيم».
- أعلنت قوات الاحتلال مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجنديين لاتفيين، وجرح سبعة جنود بريطانيين وثلاثة لاتفيين، في هجمات و«حوادث» متفرقة أمس. ويتزامن ذلك مع إعلان قائد قوات الاحتلال البريطانية الجنرال ريتشارد شيريف، ان قواته تحتاج إلى مزيد من الدعم والموارد.
وحصدت أعمال العنف في العراق أكثر من 11 قتيلاً و50 جثة و30 جريحاً، فيما قتلت القوات العراقية 32 «متمرداً» واعتقلت 39 آخرين، فيما اندلعت اشتباكات بين «جيش المهدي» والقوات الأميركية في حي العبيدي شرقي بغداد، على خلفية حملة دهم وتفتيش قام بها الاحتلال.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...