بيان من هيئة العمل الوطني السوري حول اعتداءالقوات التركية على الأراضي السورية

27-08-2016

بيان من هيئة العمل الوطني السوري حول اعتداءالقوات التركية على الأراضي السورية

تفاقمت الأزمة السورية خلال شهر آب المنصرم بشكل خطير مع ازدياد حدة التدخل الدولي والإقليمي و خاصة التركي بالشأن السوري, ومع تزايد حدة القتال ببعض المناطق, واعتداء الاسايش على قوات الجيش السوري والدفاع الوطني بالحسكة.
فمنذ بداية آب شنت الفصائل المسلحة المصنفة معتدلة أمريكياً هجمات متكررة لفك الحصار عن مناطقها التي حاصرها الجيش السوري في حلب.. وإن كانت هذه الهجمات قد حققت بعض النجاح فقد كان ذلك بقصد إعطاء أردوغان ورقة قوة بمفاوضاته التي كانت مقررة مع رئيس روسيا الصديقة.
ترافقت أحداث حلب مع تقدم مايسمى قوات سوريا الديمقراطية غرب نهر الفرات والسيطرة على مدينة منبج ومحيطها بموافقة ودعم أمريكي مما زاد في أطماع بعض قادة هذه القوات التي تشكل الميليشيا الكردية قوامها الأساسي..
وفي منتصف آب قامت قوات الأسايش الكردية بهجمات على مواقع الجيش والدفاع الوطني بالحسكة وذلك بتأثير تنامي النزعة الانفصالية لدى بعض قادة هذه الميليشيات بتأثير وعود أمريكية كاذبة بمساعدتهم . وقد توقفت هذه الهجمات بعد قيام الطيران الحربي السوري بضرب بعض مواقع الميليشيات وبعد نجاح الوساطة الروسية بعقد اتفاق لوقف القتال.
كنا في هيئة العمل الوطني السوري ننتظر استمرار التعاون بين الجيش السوري وقوات حماية الشعب الكردي (PYG) في التصدي لإرهابيي داعش ومن على شاكلتهم بدل اعتقال احد رموز الهيئة بالشمال لكن الوعود والتطمينات الأمريكية بالاعتراف بسلطة كردية بالشمال السوري لعبت دوراً أساسياً في كشف بعض القادة الأكراد عن نواياهم الانفصالية التي تتعارض مع كل التوازنات الإقليمية, ولكن هذه الوعود سقطت سريعاً عندما طلبت أمريكا منهم بناءً على الرغبة التركية العودة إلى مواقعم شرق نهر الفرات رغم طرد داعش من منبج.
أما التطور الأخطر من وجهة نظر هيئة العمل الوطني السوري فهو اعتداءالقوات التركية على الأراضي السورية ودخولها منطقة جرابلس مع 2000 من عناصر الفصائل المسلحة فيما يسمى الجيش الحر تحت الشعار الكاذب وهو محاربة تنظيم داعش الذي تدعمه تركيا علناً وكذلك بهدف طرد القوات الكردية إلى شرق نهر الفرات. حيث لم تجري اية معارك حقيقية مع داعش التي انسحبت بهدوء و لم يخف القادة الأتراك نواياهم من الهجوم فهم يريدون تسليم المناطق القريبة من حدودهم والتي غادرها تنظيم داعش دون قتال إلى فصائل تتبناها تركيا لتعزيز نفوذها شمال حلب وتحسين شروطها بأية مفاوضات .
وإذا كان هناك من يرى مصلحة للسلطة السورية بقيام تركيا بكبح الطموح الانفصالي الكردي إلا أن السلطات السورية قد أدانت العدوان التركي وأكدت أن محاربة الإرهاب لاتكون بإحلال منظمات إرهابية محل أخرى, كما أن ذلك يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية.
إن هيئة العمل الوطني السوري إذ تؤيد موقف السلطة السورية في موقفها من الموضوع الكردي والعدوان التركي و احترام وحدة وسيادة سوريا . فإنها تدعو القادة الأكراد السوريين لإعادة التعاون مع الجيش وخاصة بعد سقوط القناع عن الوعود الأمريكية, كما تدعو السوريين المعارضين لعدم الانخداع بتركيا التي تنوي السيطرة على منلطق شمال حلب ليس من أجل مساعدتهم بل لإعادة التشكيل الديموغرافي هناك ومن ضمن ذلك تهجير جزء من الأكراد المعارضين لأردوغان من تركيا الى الشمال السوري وتوطين السوريين الذين جرى توريطهم بالقتال ضد الجيش بتجنيسهم واسكانهم بالمناطق الكردية من تركيا .
أبها السوريون:
لابد من وقف الحرب على سوريا من خلال حل سياسي باستمرار التفاوض بين السلطة ومكونات المعارضة الداخلية والخارجية, وفي الوقت الذي تجدد به الهيئة دعواتها السابقة لعقد مؤتمر وطني سوري بإطار ( دمشق 1 ) ينهي مآسي السوريين الذين أصبحت بلادهم ساحة حرب عالمية.. فنحن ندعم عمليات الجيش السوري بمساعدة الحلفاء الإقليميين والأصدقاء الروس لتحسين الموقف التفاوضي مع أمريكا وأذنابها.
تحيا سوريا وشعبها العظيم و الخلود لأرواح الشهداء


دمشق . في 27/8/2016
المكتب السياسي

التعليقات

شكرا لنشركم بيان من هيئة العمل الوطني السوري حول اعتداءالقوات التركية على الأراضي السورية رئيس هيئة العمل الوطني السوري الدكتور اليان مسعد (الجمل): واجبنا ياصديقي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...