باكستان تودع بوتو وواشنطن خائفة على ترسانتها النووية

29-12-2007

باكستان تودع بوتو وواشنطن خائفة على ترسانتها النووية

دفنت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو أمس، في مسقط رأسها في لاركانا، مخلّفة وراءها بلداً يتخبط في مستنقع من الأزمات الداخلية والتدخلات الخارجية، في تدهور تفاقم منذ أن قرر الرئيس برويزجثمان بنازير بوتو ملفوفاً بعلم حزبها على أكف المشيّعين أمام منزل عائلتها حيث رُفعت صورتها إلى جانب صورة والدها الرئيس ذو الفقار في لاركانا أمس مشرف التحالف مع واشنطن في حربها على «الإرهاب»، وهو تحالف من المتوقع أن يتنامى بشكل مضطرد في العام .2008
وسقط عشرات الضحايا في اعمال عنف متفرقة في عدد من المدن الباكستانية. وفيما هتف المشيعون الذين خرجوا بمئات الآلاف لوداع زعيمتهم في اقليم السند: «مشرف قاتل» و«أميركا قاتلة»، ردّت حكومة إسلام أباد باتهام تنظيم «القاعدة»، متحدثة عن «أدلة دامغة» لتورطه في «زعزعة باكستان»، ودليلها تسجيل هاتفي يحتفي فيه زعيم التنظيم في باكستان بيت الله محسود بنجاحه. (تفاصيل صفحة 15) .
وبينما كانت بوتو توارى الثرى، كان القلق الاقليمي والدولي حول الترسانة النووية الباكستانية، يتنامى. ففي حين أعرب رئيس الوزراء ايهود أولمرت أمس، عن «خشيته» من سيطرة «متطرفين إسلاميين» على هذه الترسانة، حذّر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من خطر «وقوع القنبلة الذرية في أيدي متطرفين»، مشيراً إلى أن ذلك هو «السبب الذي يجعل من باكستان بلداً يعنينا، فضلاً عن كونه مجاوراً لأفغانستان، حيث لنا جنود»، في إطار القوات الدولية.
واعتبر كوشنير أن اغتيال بوتو «الدنيء» سيدفع البلاد إلى أزمة سياسية تهدد «التوازن في المنطقة على نطاق أوسع.. وأخطر»، متهماً «بعض الأشخاص الذين أعلنوا أنهم لن يتركوها حية.. المسؤولين المتطرفين في المناطق القبلية.. في وزيرستان»، باغتيال بوتو.
أما في واشنطن، فقد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستنزيل أن الرئيس الأميركي جورج بوش جمع أمس مجلس الأمن القومي «على مدى ساعة في مزرعته في كروفورد، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة»، وبحثوا الوضع في باكستان بعد اغتيال بوتو، بناء على تقرير أعدته أجهزة الاستخبارات الاميركية والسفيرة الاميركية في إسلام أباد آن باترسون.
ودعا بوش، خلال هذا الاجتماع إلى «دعم الديموقراطية في باكستان ومساعدتها في حربها ضد التطرف والإرهاب».
وطمأن المتحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاغون» غاري كيك بأن «تقديرنا هو أن ترسانة باكستان النووية تحت السيطرة. في الوقت الحالي لا سبب يدعونا للقلق».
لكن صحيفة «واشنطن بوست» توقعت أن توسع «القوات الأميركية الخاصة» قاعدة تواجدها في باكستان، «بشكل كبير» من أجل تدريب الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب، بدءاً من العام .2008
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في «البنتاغون» قولهم أن «توسيع قاعدة التواجد في باكستان سيكون جزءاً من جهود تدريب ودعم قوات مكافحة التمرد المحلية ووحدات سرية لمكافحة الإرهاب»، وهي «عمليات مركزية باكستانية» وصفتها بأنها «قفزة في العلاقات بالنسبة للجيش الأميركي وبالنسبة للعلاقات الأميركية الباكستانية».
وأضافت الصحيفة أن واشنطن استخدمت القواعد الباكستانية لانطلاق عملياتها في أفغانستان غير أنها تخلت عنها بعد الإطاحة بنظام الطالبان. ولكن مع تزايد الاعتداءات هذا العام، بات التوصل إلى «اتفاق جديد مع باكستان» يشكّل «أولوية» لقائد العمليات الأميركية الخاصة اريك اولسن، الذي زار باكستان في آب وتشرين الثاني الماضيين، ومؤخراً هذا الشهر، حيث التقى الرئيس الباكستاني ومسؤولين عسكريين.
وتابعت الصحيفة أن هذا «الاتفاق الجديد، الذي كشف عنه الشهر الماضي، بات منجزاً»، ناقلة عن مصدر في «البنتاغون» قوله أن «أول مجموعة أميركية ستنتشر على التراب الباكستاني في مطلع العام المقبل»، مذكّرة بان قائد القيادة المركزية في القوات الأميركية وليام فالون ألمح إلى هذا الاتفاق في حديث إعلامي الأسبوع الماضي.
وكان فالون قد قال أن «ما نراه ورأيناه في الأشهر الماضية هو إرادة باكستانية أكبر لاستخدام وحداتهم العسكرية النظامية» على الحدود مع أفغانستان «وهنا، برأيي، حيث تستطيع واشنطن أن تقدّم المساعدة، على شكل تدريب ومساندة وإشراف، يستند إلى خبرتنا مع المتمردين ومشكلة الإرهاب في العراق وأفغانستان.. ونحن نتطلع إلى مشاطرتهم الكثير».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...