انقسام المجتمع الأمريكي حول حرب العراق

01-11-2006

انقسام المجتمع الأمريكي حول حرب العراق

الجمل:   التداعيات السلبية لحرب العراق، أفرزت استقطاباً حاداً في الرأي العام الأمريكي، وتشير حالياً كل استطلاعات الرأي العام إلى وجود ثلاثة اتجاهات:
- 51% من الأمريكيين يطالبون بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
- 27% يؤيدون بقاء واستمرار وجود القوات الأمريكية في العراق.
- 22% يقفون على الحياد.
ما هو معروف بشكل عام أن الجمهوريين يتشددون في بقاء واستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق، بينما يطالب الديمقراطيون بالانسحاب.
الطرف المتشدد الذي يتزعمه الجمهوريون يتبنى –حول المسألة العراقية- الأطروحة القائلة بأنه لا توجد حرب أهلية في العراق حالياً، ولإثبات صحة ذلك أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي يحاول اللجوء إلى أساليب تتضمن الآتي:
• تفنيد ونقد آراء الزعماء السياسيين العراقيين القائلين بوجود الحرب الأهلية العراقية والرافضين لاستمرار الوجود الأمريكي.
• الاستعانة بآراء الزعماء السياسيين العراقيين المطالبين ببقاء القوات الأمريكية في العراق، مثل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، والذي تم نشر وتعميم تصريحاته التي أدلى بها للرئيس بوش وأمام أعضاء الكونغرس والتي طالب فيها أمريكا بأن تستمر في إبقاء وجودها العسكري الكبير في العراق.
• استخدام خطر الإرهاب كذريعة لإقناع الأمريكيين بضرورة قبول نشر القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، وغيرها.. وذلك من أجل القضاء على خطر الإرهاب الذي يهدد مستقبل أمن وسلامة أمريكا.
• التشديد على الادعاء بأن الصراع القائم حالياً في العراق هو صراع داخلي غير موحد الاتجاه، وهو ليس صراعاً ضد أمريكا، بل هو صراع داخلي يتكون من أربعة صراعات فرعية، هي:
- صراع سني- شيعي في بغداد والمنطقة الوسطى.
- صراع شيعي- شيعي في جنوب العراق.
- صراع تمرد سني عربي في غرب العراق.
- صراع عربي- كردي في شمال العراق.
وبناء على ذلك تقول الإدارة الأمريكية، بأن الوجود العسكري الأمريكي يهدف إلى تحقيق الأهداف التي تحقق أمن واستقرار العراق، وهي:
- منع تزايد العنف، حتى لا تصل الأمور إلى حد الحرب الأهلية الشاملة.
- حماية الاستثمارات الأمريكية التي تعمل من أجل إعادة تعمير العراق.
- تدعيم الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطياً، بما يؤدي إلى حماية وترسيخ الديمقراطية، والتي لم يتعود العراقيون عليها بعد.
- حل الخلافات بين الأطراف والقوى العراقية المتحاربة والمتخاصمة، وذلك عن طريق الإشراف على التفاهم الوطني العراقي بما يؤدي إلى تحقيق التسوية الشاملة والسلام في العراق.
- حماية العراق من الخطر الإيراني.
دعم وترسيخ وحماية قيام اقتصاد السوق الحر في العراق.
وبرغم كل هذه الذرائع التي يستخدمها الجمهوريون، وإزاء تزايد نسبة عدد الرافضين للوجود الأمريكي في العراق بتنفيذ مخطط سري للالتفاف على الرأي العام الأمريكي الرافض لتوجهات إدارة بوش إزاء العراق.
ويتمثل المخطط في الآتي:
• إدخال حصان طروادة إلى داخل صفوف الحزب الديمقراطي الأمريكي، وذلك عن طريق نوعين من النواب المرشحين لعضوية الكونغرس.
• النواب اليهود، ذوي الولاء المزدوج لأمريكا وإسرائيل.
• النواب الفاسدين، الذين يمكن شراؤهم بالمال والتسهيلات.
وقد أشار موقع كاونتر بنكش الالكتروني إلى هذه الحقيقة في أحد تحليلاته، والتي خلص فيها إلى أن 64% من مرشحي الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات لا يؤيدون الانسحاب من العراق، إضافة إلى أن الـ36% المتبقية من مرشحي الحزب الديمقراطي، يتحفظون حول الانسحاب، ويفضلون إقرار ووضع خطة لجدول يتعلق فقط بإجراء عملية (إعادة انتشار) للقوات الأمريكية الموجودة في العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن توجهات نواب الكونغرس القادم سوف تتأثر كثيراً بالأطراف التي تقدم الدعم المالي والإعلامي لحملاتهم الانتخابية، ومن المعروف أن منظمات اللوبي الإسرائيلي مثل الإيباك، وشركات النفط وصناعة السلاح، هي الداعم الرئيسي للحملات الانتخابية، لأن خروج أمريكا من العراق، معناه الخسارة بالنسبة لهذه الأطراف، لذلك تنشط حالياً شبكات الإعلام الأمريكية الداعمة للصهيونية والمحافظين الجدد (مثل شبكة فوكس نيوز) في الترويج لـ(طائفة معينة من المرشحين دون سواهم).

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...