المفاوضات مع الهلال الأحمر فشلت والصحفيون لا يزالون داخل بابا عمرو

26-02-2012

المفاوضات مع الهلال الأحمر فشلت والصحفيون لا يزالون داخل بابا عمرو

فشلت المفاوضات أمس في حمص بين فريق مشترك من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري والسلطات ومسلحين، لإجلاء المصابين من حي بابا عمرو وبينهم صحفيان أجنبيان وجثمانا صحفيين قتلا الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن تمكنت فرق الهلال الأحمر السوري الجمعة من الدخول إلى الحي وإسعاف عدد من المصابين.
 
وقال منسق قسم الإعلام بفرع دمشق للهلال الأحمر السوري مهند الأسدي: «لم تسفر مفاوضاتنا (أمس) عن تأمين طريق أمان لدخول متطوعي منظمة الهلال الأحمر السوري إلى بابا عمرو».
وأكد الأسدي، إن الجهود متواصلة على مدار 24 ساعة لدخول الحي ولكن «عتمت العين (أمس) ولم يعد الطريق أماناً»، لافتاً إلى أن «المتطوعين منذ الصباح كانوا في انتظار معلومة للتحرك باتجاه الحي وحتى اللحظة لم يحصل شيء وبالتالي فقدنا الأمل اليوم (أمس) بدخول الحي».
جاء ذلك بعد أن قامت منظمة الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة بتأمين دخول متطوعي المنظمة (فرق الإسعاف الأولي) إلى الحي وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية التي سمحت بدخول سيارات إسعاف المنظمة دون عوائق.
وفي مؤشر على التهويل والتضخيم الذي تمارسه عدد من الفضائيات ووكالات الأنباء عن عدد القتلى والجرحى في حي بابا عمرو، قالت المنظمة: إن فرق الإسعاف الأولي «أخلت 7 مصابين بحاجة لرعاية طبية فورية ونحو 20 شخصاً من نسوة وأطفال من المرضى في عملية استمرت لأكثر من أربع ساعات، وقد راعى متطوعو الإسعاف الأولي الحالات الأشد خطورة وضعفاً في عملية الإخلاء».
وقال الناطق الإعلامي باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة إن من تم إخلاؤهم الجمعة من مصابين ومرضى أرسلوا إلى مشفى «الأمين» القريب جداً من حي بابا عمرو»، مؤكداً أن الفريق المشترك يواصل جهوده اليوم (امس) لإخراج المزيد من المصابين الذين هم بحاجة إلى عناية فورية.
وفي إشارة إلى تعاون الحكومة السورية، قال دباكة: «نحن الجمعة كنا في حمص واليوم (أمس) نحن في حمص»، مبيناً أنه «مستحيل أن نصل إلى حمص دون موافقة السلطات السورية، واللجنة الدولية تخضع للقوانين السورية».
وحول ما تناقلته محطات فضائية عربية وأجنبية ووكالات أنباء عن وضع مزرٍ في بابا عمرو، قال دباكة: «لن أخوض في هذه القضايا، ما استطيع أن أقوله هو إنه حتى الآن اللجنة الدولية تستطيع إيصال مواد الإغاثة الإنسانية إلى حمص»، موضحاً أنه منذ 11 شباط الجاري أرسلنا قافلتين على الأقل بالتعاون الوثيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وأمس (الجمعة) أيضاً الفريق المشترك ذهب إلى حمص».
وقال «الهلال الأحمر السوري له فرع بحمص فيه متطوعون يحسدون على معنوياتهم المرتفعة وأعمالهم التي لا يمكن القول إلا إنها بطولية في تأمين متطلبات الناس واحتياجاتهم»، لافتاً إلى أن هؤلاء المتطوعون يقومون يومياً بتوزيع المساعدات الإنسانية والعناية الطبية في مناطق مختلفة يستطيعون الوصول إليها».
وأضاف: «هم يقومون بذلك في تسع نقاط مختلفة على الأقل في حمص، وهناك مناطق ليست آمنة بما يكفي للوصول والدخول إليها، ولا يمكن لمتطوعي الهلال الأحمر السوري الوصول إلى جميع الأماكن ما لم يكن هناك تعاون من جميع الأطراف وتسهيل لمهمتهم، وهؤلاء الناس يقومون بعمل تطوعي إنساني محايد غير متحيز، ويقدمون من خلاله المساعدات لمن يحتاجها بغض النظر عمن يكون».وتابع: «بالتالي لا يمكن أن تتم المخاطرة بحياتهم إذا لم يكن الوضع يسمح بوصولهم إلى بعض المناطق، ولن يستفيد أحد إذا أصيب متطوع في الهلال أو قتل، وبالعكس الأمر سينعكس ضراراً على الناس الذين نحاول أن نساعدهم».
وكانت الصحفية الفرنسية، إيديت بوفييه، أصيبت في قصف على حي بحمص الأربعاء أودى بحياة صحفيين غربيين، وطالبت بضرورة إجلائها بسرعة لحاجتها إلى عملية جراحية، بينما قال المصور البريطاني، بول كونروي، الذي أصيب أيضاً في القصف أنه مصاب بثلاثة جروح في ساقه إلا إنه «يحظى بعناية طبية».
وقال دباكة فيما يتعلق بجثث الصحفيين الغربيين والصحفية الفرنسية والمصور البريطاني الجريحين: «ليس هناك معلومات عنهم، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري لا يفرقان بين شخص وآخر على الإطلاق، وعملنا قائم على الإنسانية بالأساس وبالتالي نحتاج إلى المساعدة».
وأضاف: «بغض النظر عن جنسية والمواقف السياسية لهؤلاء الناس نقوم بتقديم المساعدة لهم، وما يحدد من ومتى تقدم له المساعدة هو شيء واحد هو مدى حاجة هذا الشخص للمساعدة الفورية من أجل إنقاذ حياته».

موفق محمد

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...