الكونجرس يحتفل بأولمرت

23-05-2006

الكونجرس يحتفل بأولمرت

تجنب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض طوني سنو أمس الإفصاح عما إذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش ينوي طرح أفكار جديدة على رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت لدى لقائهما اليوم الثلاثاء بشأن عملية السلام، مكتفياً بالقول: إن الرئيس سيتحدث مع أولمرت عن "خريطة الطريق وإمكانية تفعيلها للأمام، ولا أتوقع أي شيء رسمي".

ورفض سنو التعليق على تصريحات أولمرت عشية وصوله إلى واشنطن، التي وصف فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه ضعيف.

إلى ذلك، يستعد الكونجرس للاحتفاء بأولمرت عبر تمرير قانون "مكافحة الإرهاب الفلسطيني للعام 2006"، والذي نشرت "الخليج" تفاصيله قبل نحو أسبوعين.

وأكدت مصادر بالكونجرس لـ "الخليج” أن التصويت على هذا القانون كان مفترضاً الأسبوع الماضي، لكن تم تأجيل تمريره إلى اليوم الثلاثاء بناءً على طلب من منظمة “إيباك” ليتزامن مع وصول أولمرت.

ومن المقرر أن يتم تمرير القانون بتصويت شبه إجماعي وبطريقة تمنع إجراء أي تعديلات عليه.

ويبدو أن الهدايا التي تنتظر أولمرت تتراوح بين الدعم لخطته والترويج لعدد من الملفات التي حملها معه إلى واشنطن، وعلى رأسها مطالبات برفع ثمن الانسحاب من مستعمرات غير قانونية إلى خلف جدار الفصل، إذ بدأ اللوبي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة يردد أن تكلفة الانسحاب “الإسرائيلي” وفق خطة أولمرت قد تصل إلى خمسين مليار دولار وليس عشرة مليارات كما سبق وطالبت “إسرائيل” في مقابل طلب مسؤولي البيت الأبيض، في اللقاءات التمهيدية مع مساعدي أولمرت، بألا يفتح رئيس الوزراء “الإسرائيلي” موضوع الحصول على أموال أمريكية مقابل انسحاب أو أن يعرض خرائط لدى لقائه بالرئيس الأمريكي.

أيضاً سارع حلفاء “إسرائيل” في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم مركز سياسات الأمن، وهو مركز أبحاث تموله شركات السلاح والمنظمات الخيرية اليمينية وبعض شركات النفط الأمريكية إلى إطلاق حملة دعاية وإعلانات لمنع تسليم “أراضي “إسرائيل” التاريخية للإرهابيين”، على حد وصف مركز سياسات الأمن، الذي صرح رئيسه فرانك جافني بأن المركز أطلق حملة الإعلانات هذه ضد ما سماه “استسلام إسرائيل” لتعطي أجزاء من الضفة الغربية والقدس للإرهابيين أمثال “القاعدة” و”حماس” و”حزب الله” والحرس الجمهوري الإيراني والجهاد الإسلامي.

وكان هذا الإعلان، والذي وزع على محطات التلفزة ووسائل الإعلام الأمريكية، قد بدأ بثه تحت عنوان “الجنون” ويحث أعضاء الكونجرس على تبادل الأراضي أو إعطاء 95% من أراضي الضفة وأجزاء من القدس المحتلة لمن سماهم “الإرهابيين” وجاء فيه أن أولمرت يسير في الاتجاه الخطأ، وأن عملية إعادة الأرض تهدد بقاء “إسرائيل” والأردن وتهدد مجهودات تحرير العراق وتؤمن ملجأ آمناً للإسلاميين.

على صعيد آخر، حث دنيس روس مبعوث السلام الأسبق ومدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الرئيس الأمريكي على ألا يضيع وقتاً كبيراً لإدراك الأبعاد التاريخية لعرض وخطة ايهود اولمرت، وقال إنه إذا تمت إدارة هذا العرض بطريقة فعالة فإنها ستغطي على تراجعات الولايات المتحدة في المنطقة. وأضاف روس “نحن هنا نتحدث عن إزالة ستين ألف مستوطن و72 مستعمرة من أراضي “إسرائيل” التاريخية حسب كتاب العهد القديم وهذا ليس بالأمر الهين” على حد قوله.

وكان أولمرت قد استهل زيارته لواشنطن بمقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي استضافت أمس احتفال تنصيب أول مبعوث أمريكي خاص تم تعيينه لمراقبة ومكافحة معاداة السامية.

والمقرر أن يلتقي أولمرت اليوم الثلاثاء الرئيس بوش ضمن زيارته الرسمية التي تشمل لقاء وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني قبل أن يلتقي بزعماء المنظمات اليهودية الأمريكية وإلقاء خطاب أمام تجمع زعماء الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأربعاء.

وكان التصعيد ضد إيران قبل زيارة اولمرت قد بدا ملحوظاً في الوقت الذي استجاب فيه البيت الأبيض لمطالب المنظمات اليهودية “الإسرائيلية” وكذلك “إسرائيل” بعدم الربط في العلن بين أمن “إسرائيل” وبين أي خطط أمريكية أو مواجهة ضد إيران، حتى لا يعلق لدى الرأي العام انطباع ربط سياسات المواجهة والحروب مع خطوات استراتيجية كبرى من أجل حماية “إسرائيل”.

 

 

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...