العراق: كارثة انسانية وبيئية بعد مرور ثلاثة أيام على إغلاق «داعش» لسد الرمادي

06-06-2015

العراق: كارثة انسانية وبيئية بعد مرور ثلاثة أيام على إغلاق «داعش» لسد الرمادي

 في الوقت الذي تحقق فيه القوات العراقية المشتركة و«الحشد الشعبي» تقدماً كبيراً في محافظة صلاح الدين لتحرير ما تبقى من مدنها ومناطقها الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» وأبرزها مدينة بيجي التي تضم أكبر مصفاة للنفط في البلاد، يكتنف الغموض العمليات العسكرية في محافظة الأنبار وتحديداً مدينة الرمادي بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة لتحرير المدينة، فيما تزداد التحذيرات من كارثة انسانية وبيئية بعد مرور ثلاثة أيام على إغلاق «داعش» لسد الرمادي.مقاتلون من "الحشد الشعبي" خلال عملية عسكرية غرب سامراء، أمس. (أ ب أ)

وعمد عناصر «داعش» الثلاثاء الماضي إلى إغلاق بوابات سد الرمادي في محاولة منهم للضغط على مدينتي الحبانية والخالدية (شرق الرمادي) اللتين بقيتا عصيتين على «داعش» منذ احتلاله لمدينة الرمادي وتعدان اليوم مركزاً لقيادة وانطلاقة القوات العراقية و«الحشد الشعبي».
مسؤول محلي في محافظة الأنبار كشف عن دراسة قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات الأنبار مقترحاً لقصف السد أو القيام بعملية العسكرية في حال استمرار «داعش» بإغلاقه، مؤكداً أنه «يجري حالياً وضع خطة للقصف بشكل لا يؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة بالسد وتحقيق المبتغى من وراء القصف وهو فتح البوابات».

وتعد المياه سلاحا تكتيكيا هاما لجأ إليه «داعش» خلال معاركه الأخيرة باستمرار، وقد استخدمها في مناطق حمرين والصدور في ديالى والزاب بالقرب من الحويجة وفي الفلوجة والرمادي، فضلاً عن محاولاته المستمرة للسيطرة على سد الموصل وسد حديثة.
وأظهرت صور بثتها وسائل اعلام محلية، أمس، جانباً من نهر الفرات لدى مروره في مدينتي الخالدية والحبانية في محافظة الأنبار، وقد بدا عليه الانخفاض الكبير في منسوب روافد مياهه نتيجة الاستمرار بإغلاق السد، ما دفع برئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إلى التحذير من كارثة إنسانية في محافظته ومحافظات جنوب العراق نتيجة إغلاق السد.
وطالب كرحوت رئيس الحكومة حيدر العبادي بالإسراع في وتيرة عمليات التحرير واستعادة السدة لتأمين وصول المياه لمناطق المحافظة والمحافظات الجنوبية.
في موازة ذلك، يكتنف الغموض العمليات العسكرية في الأنبار التي باتت شبه متوقفة برياً ما خلا الغارات التي يشنها الطيران العراقي والتحالف مستهدفاً أوكار وتجمعات لـ«داعش» أدت إلى مقتل قيادات بارزة خلال الأيام القليلة المقبلة.
مصدر في قيادة العمليات المشتركة كشف، أمس، عن مقتل ستة من كبار قيادات «داعش» وذلك خلال عملية نوعية للطيران الحربي العراقي استهدف مراكز وتجمعات للتنظيم في مناطق متفرقة من مدينة الرمادي.
من جانبه، أعلن المتحدث بإسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، عن مقتل 40 عنصراً من «داعش» بينهم قياديون عرب وأجانب بضربة جوية استهدف ما يسمى مقر «الحسبة» في الرمادي. معن كشف أن أبرز الذين قضوا في هذه العملية هم: القيادي البارز أبو إبراهيم الكويتي الذي قدم من سوريا إلى القائم لتنسيق مواضيع تخص تنظيم خراسان، وأمير مفرزة الأمنيين وأبو مشاري السلماني وهو أمير مفرزة الأمنيين في ما يسمى بالحسبة، ومسؤول حماية مقر الحسبة مروان الراوي، ومسؤول مفارز الحسبة في مدينة القائم الحدودية مع سوريا أبو حمزة الكبيسي.
فيما أبلغ مصدر في قيادة عمليات الأنبار تمكن القوات الأمنية من قطع امدادات «داعش» في مدينة الفلوجة بعد سيطرتهم على جسر الشيحة الاستراتيجي في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، حيث كان يستخدمه عناصر التنظيم لإيصال الامدادات إلى عناصره في مدنية الفلوجة.
وفي السياق، رأى عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع العيساوي، أن عملية تطهير مدينة الرمادي بحاجة إلى وقت أطول حتى يتم الشروع بخطة أمنية مدروسة ومحكمة تضمن نجاحها بكافة الجوانب. وأشار العيساوي  إلى ضرورة المحافظة على الانتصارات التي تحققت في أطراف مدينة الرمادي واستغلال حالة الانكسار والهزيمة التي تمر بها عناصر «داعش».
أما على صعيد الجبهة الشمالية، فقد أعلن المتحدث العسكري باسم قوات «الحشد الشعبي»، كريم النوري عن تحرير 8000 كم بين المناطق الجنوبية والغربية لصلاح الدين ومحافظة الأنبار شملت مناطق (الكسارات وخط اللاين ومنشأة المثنى)، مؤكداً أن قضية تحرير بيجي قد حسمت بعد بدء تقدم القوات نحو مركز القضاء واستمرار بتحرير وتطهير المزيد من المناطق.
النوري كشف عن اختراق أجهزة اتصالات «داعش»، مبيناً أنهم يطلبون المزيد من الانتحاريين ولكن دون استجابة «حيث فر الكثير من عناصر التنظيم واستسلموا بعد محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم»، لافتاً إلى أن التنظيم أقدم على اعدام وقتل العديد من عناصره بسبب الهروب، إثر قتل قوة من «الحشد» القائد الشيشاني الذي يتولى قيادة عمليات «داعش» في بيجي.
وفي كركوك كشف مصدر محلي هناك عن تفاصيل تفجير الحويجة الذي تضاربت الروايات بشأنه، مؤكداً أن سلاح الجو العراقي قصف فجر الأربعاء بأربعة صواريخ ارتجاجية أكبر معمل لتفخيخ العجلات وصناعة العبوات الناسفة البلاستيكية، مبيناً أن «المعمل عبارة عن مجموعة من مسقفات ومنازل، ويجري فيها تدريع السيارات المفخخة والدبابات والصهاريج وتجهيزها للتفخيخ». أن المعمل يقع في الحي الصناعي (جنوبي الحويجة)، وفي الجهة الملاصقة لحي التأميم السكني، ما أدى إلى نسف ثلاثة محال سكنية بالأرض بسبب حجم المواد المتفجرة والمخزنة، التي تقدر بآلاف الأطنان، مؤكداً أن الخسائر البشرية لـ«داعش» قدرت بـ200 مقاتل بينهم عناصر عربية وأجنبية تلاشت جثثهم نتيجة شدة التفجير، فضلا عن وقوع قتلى في صفوف المدنيين، وقد نُقل قسم من الجثث إلى مدينة الموصل وقسم آخر دفن في الحويجة.
فيما قدم، الخبير الأمني والمختص بشؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي رواية مختلفة عن الحادث، حيث بيّن أن المصنع انفجر من الداخل لأسباب غير معروفة، واستمر التفجير لمدة أربع دقائق كان أشبه ما يكون بزلزال أو هزة أرضية عنيفة. وما جعل الهاشمي يذهب إلى تلك الرواية هو انكار «التحالف الدولي» قيامه بالضربة، فضلاً عن عدم صدور بيان من السلطات بتبني العملية.
الهاشمي بيّن أن الحصيلة النهائية للتفجير بلغت ٣٢ قتيلاً من «داعش» و٣٥ قتيلاً و١٥٠ جريحا من الأهالي، فضلاً عن إحداث دمار شبه كامل لثلاثة شوارع مع بناياتها.

محمد شفيق- الأخبار

إجبار طائرات سعودية على الانسحاب من الأجواء العراقية
كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، حاكم الزاملي، أمس، أن الدفاعات العراقية أجبرت طائرات سعودية على الانسحاب من أجواء ناحية النخيب (جنوب شرق محافظة الأنبار)، مشيراً إلى أن المنطقة تعرضت لقصف بقذائف الكاتيوشا والهاون بعد ذلك بيوم واحد فقط.
وقال الزاملي في حديث لوكالة «الاناضول»، إنه «كان هناك تحليق لطائرات سعودية فوق ناحية النخيب، وعالجه الدفاع الجوي العراقي، ما اضطر الطائرات السعودية إلى الانسحاب».

وأضاف أنه «بعد يوم من تحليق الطائرات استُهدفت النخيب في 15 شعبان بالهاونات وقذائف الكاتيوشا، ما دعا العراق إلى الاستيضاح من الجانب السعودي والتحالف الدولي عن سبب تحليق الطائرات السعودية في منطقة لا توجد فيها عمليات عسكرية»، دون أن يحدد الجهة التي قصفت الناحية.
وأشار الزاملي إلى أن «هوية الطائرات اكتشفها الدفاع الجوي العراقي، والجانب السعودي والتحالف الدولي قدما اعتذاراً عن تحليق الطائرات في تلك المنطقة»، موضحاً أن «الحكومة العراقية ستقدم مذكرة احتجاج إلى السعودية والتحالف الدولي بشأن تحليق هذه الطائرات».
يذكر أن ناحية النخيب تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين محافظتي الأنبار وكربلاء وتابعة إدارياً إلى محافظة الأنبار.

(الأناضول)

عشائر الأنبار تهدر دم مبايعي «داعش» في الكرمة والفلوجة
لم تمر مبايعة بعض شخصيات ووجهاء مدينتي الكرمة والفلوجة، لتنظيم «داعش» دون ردود فعل مستنكرة لما حصل من شخصيات عشائرية ودينية في محافظة الأنبار، فيما أعلنت شخصيات أخرى، البراءة ممن بايع التنظيم، داعين إلى هدر دمائهم.
وشدد الشيخ عمر الدليمي، أحد شيوخ محافظة الأنبار، على أن «الشخصيات التي أعلنت مبايعتها لداعش في مدينة الرمادي، هي في الأصل شخصيات مؤيدة للتنظيم من محافظة صلاح الدين، وليست من الأنبار».
وأضاف الدليمي أن «تنظيم داعش عقد مؤتمرين في مدينة الرمادي، بهذا الخصوص، أعلَنَ عنهما في الصفحات المؤيدة له، ودعمها بمقاطع فيديو، وأظهرها كما لو أنها مبايعة له من قبل عشائر الأنبار».

وفي ما يخص «إعلان المبايعة»، في الكرمة والفلوجة، أوضح الدليمي أن «مبايعة تنظيم داعش من قبل شيوخ الكرمة والفلوجة صحيح»، مؤكّداً أن «الإعلان جرى من خلال المتحدث الرسمي باسم مجلس شيوخ عشائر ووجهاء وأعيان قضاءي الكرمة والفلوجة، والشيخ أحمد درع الجميلي».
وأشار الدليمي إلى أن «عشائر الكرمة والفلوجة، ومنها قبيلة الجميلة، رضخت لضغوط داعش في المبايعة، وإلا لكان مصيرها كمصير قبيلة البونمر، التي أعدم التنظيم المئات من أبنائها، أو كمصير قبيلة البوعلوان، التي أعدم التنظيم نحو 500 من أبنائها، عند سيطرته على الرمادي».
شيوخ عشائر محافظة الأنبار، أعلنوا البراءة ممن بايعوا «داعش»، وطالبوا بهدر دمهم، مؤكدين أنه ستجري معاملتهم معاملة عناصر التنظيم.
وقال شيخ عشيرة البوبالي في محافظة الأنبار، عبد الوهاب سرحان، في حديث لوكالة «الأناضول»، إن «جميع من ظهر في الفيديو، وبايع تنظيم داعش بالرمادي والفلوجة، ليسوا في الحقيقة شيوخَ عشائر، ولم نجد بينهم شيخ عشيرة، بل هم دعاة للقتل والتفرقة والطائفية».
وأضاف سرحان أن «شيخ العشيرة هو بمثابة أب وراعٍ لأبناء عشيرته، ولا يمكنه أن يتركهم أو يشارك بقتلهم»، وأن «من ظهر بالفيديو، هم بالأصل لسان حال التنظيم، وسبب الويلات التي يتعرض لها أبناء المحافظة»، مشيراً إلى أن العشائر تعلن البراءة منهم وتهدر دمهم.
من جانب آخر، أوضح شيخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار، نعيم الكعود، في حديث لـ«لأناضول»، أن «الذين خرجوا في الفيديو مبايعين لتنظيم داعش، هم أشخاص من عدّة عشائر، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، لأن من يمثل الأنبار عليه أن يقف مع نساء وأطفال الأنبار، الذين يستصرخون كل ساعة».
وأضاف الكعود أن «من بايع داعش، لن يستطيع الهرب، وخاصة أن التنظيم سيتركهم ويرحل»، مؤكداً أن «دم أهل الأنبار لن يذهب سدى، وستجري محاسبتهم ومعاملتهم معاملة تنظيم داعش الإرهابي، لأننا نعلن البراءة منهم، ونطالب بهدر دمهم».
من جهة أخرى، قال شيخ عشيرة الجريصات في الفلوجة مجيد الجريصي، ان «عشائر الأنبار وقفت إلى جانب الحكومة ضد تنظيم داعش منذ دخوله المحافظة مطلع 2014، ولا يمكن لهذه العشائر أن تضحي بأبنائها ونسائها وأعراضها وأراضيها، وأن تنجر وراء الفكر الإرهابي والإجرامي».
وأكد الجريصي أن «هؤلاء مهدورٌ دمهم، ونحن نعلن البراءة منهم، وسوف نقتص منهم عندما نحرر مدننا ومناطقنا من تنظيم داعش، وأعوانه المتعاونين معه».
وقالت جماعة «علماء العراق»، إن مبايعة العشائر في مدينتي الرمادي والفلوجة لتنظيم «داعش»، انقلاب على الأعراف العشائرية والدينية، داعيةً إلى عقد مؤتمر لعلماء الدين «السنة» وشيوخ العشائر «السنية» في بغداد، لإعلان البراءة من مبايعي التنظيم.
وشدد رئيس جماعة «علماء العراق»، خالد الملا، على أن «من بايعوا تنظيم داعش الإرهابي في الفلوجة والرمادي، انقلبوا على الأعراف العشائرية والدينية التي تعرف بها عشائر المنطقة الغربية، وهم لا يمثلون شيوخ وعلماء دين الأنبار الذين هم في معظمهم خارج الأنبار بسبب سيطرة تنظيم داعش على بعض أجزاء المحافظة».


(الأناضول)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...