الطاقة الشمسية.. ذهب الصحراء المقبل

25-10-2014

الطاقة الشمسية.. ذهب الصحراء المقبل

أن تكون الطاقة الشمسية عنواناً أساسياً لمصادر الطاقة في المستقبل، هو خبر لا يشك فيه أبداً المروجون لمصادر الطاقة المتجددة، أما استبدال النفط بالشمس، فهو حلم لطالما بدا غير واقعي.
فهل بإمكاننا أن نتخيل أن تكون الطاقة الشمسية المصدر الأول للكهرباء في العام 2050؟ طبعاً لا. بالرغم من ذلك، كشفت «الوكالة الدولية للطاقة» في 29 من شهر أيلول الماضي عن ورقتين، هما عبارة عن خارطتي طريق، تذهبان في هذا الاتجاه، وتظهران تقدم وتطور الطاقة «الفوتوفولتية»، أي الطاقة المستمدة من خلايا أشعة الشمس مباشرة، والطاقة الشمسية المائية، وهي عبارة عن استخدام حرارة الشمس للتدفئة مباشرة، في المباني، أو لتسخين الماء، واستخراج البخار، في المراكز المائية التي تنتج الكهرباء.
ووفقاً لهذين التقريرين، ستمثل الطاقة «الفوتوفولتية»، أي المستمدة من الشمس، نسبة 16 في المئة من الكهرباء العالمية «بعد 36 عاماً»، أي في العام 2050، فيما ستزيد الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية الحرارية، ما نسبته 11 في المئة، ليصبح المجموع 27 في المئة، أي بتقدم واضح على الطاقة المستمدة من الرياح والنووي والكهربائي - المائي، والوقود الأحفوري. وهذه المعادلة، وفقاً للوكالة العالمية، «ستسمح بتفادي ستة مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العام».
من هذا المنطلق أيضاً، يعتزم مشروع تونسي - بريطاني مشترك يجري العمل عليه اليوم، تأمين 2و5 مليون منزل في المملكة المتحدة بالطاقة من خلال الشمس بحلول العام 2018، من خلال تطوير إمكانية استيراد الطاقة الشمسية المنتجة تحت السماء التونسية. وبحسب ما أكد موقع شبكة «بي بي سي»، «بإمكان مشروع تونور أن يمد الممكلة المتحدة بالطاقة الخضراء ابتداء من العام 2017، وبسعر أقل بـ20 في المئة، من المصادر المحلية للطاقة المتجددة».
ومن خلال المشروع، يقوم كابل (2 غيغاوات)، أرضي وبحري، بوصل مركزيات شمسية مبنية في منطقة كيبيلي في جنوب غرب تونس، بالشبكة الإيطالية. من هناك، بالإمكان نقل الطاقة إلى مجمل أوروبا. وإذا كان المشروع يتم بتمويل بريطاني، فإن الشركة التونسية الخاصة، لا تخفي طموحاتها باستهداف الأسواق الألمانية والسويسرية.. وحتى الفرنسية، علماً أن المشروع يبدو طموحاً جداً: 2,5 مليون منزل بريطاني، أي 10 في المئة من منازل بريطانيا الكبرى.
الطاقة الشمسية الآتية من الجنوب لتغذية الشمال، كانت أيضاً هدفاً في العام 2008 لبرنامج «الاتحاد من أجل المتوسط»: «البرنامج الشمسي المتوسطي» الشهير.
إلى جانب ذلك، لا تتوجه المشاريع الشمسية الحالية فقط إلى انتاج الطاقة في الصحراء لإيصالها إلى البلدان الصناعية والمتقدمة، فمن الممكن أن تهدف أيضاً، إلى تغذية معامل وشركات موجودة في المناطق الصحراوية، ومركزيات تعمل على تحلية مياه البحر، لإيجاد حل مساعد لأزمة العجز في مياه الشرب.
هكذا إذًا، الشمس عنوان لطاقة الغد؟ هناك طبعاً مجهود يبذل اليوم في هذا الإطار، ومجهود يجب بذله، كما يجب بناء مركزيات، وهذا لا يشكل سوقاً جيدا.
إن المركزية الشمسية الكبرى في العالم، موجودة اليوم في الولايات المتحدة، ووضعت في الخدمة في العام 2013، بكلفة بلغت 2,2 مليار دولار.
من هنا، تبرز أسئلة كثيرة حول الموضوع، بالرغم من تجارب عديدة لتخفيض الكلفة، ومنها تجربة هندية واعدة في هذا المجال. وإلى العام 2050، من يدري كيف ستكون الحال؟


السفير نقلاً (عن «نوفيل أوبسيرفاتور»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...